قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الضربة العسكرية المشتركة بين فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في سوريا يوم السبت الفائت كانت بمثابة نجاح تكتيكي لسياسة إدارة الرئيس ترامب.
وأعلنت واشنطن وباريس ولندن، فجر يوم 14 نيسان الجاري شن ضربة عسكرية ثلاثية على أهداف تابعة للنظام السوري، رداً على مقتل 78 مدنياً على الأقل وإصابة مئات 7 نيسان الجاري، جراء هجوم كيماوي اتهم النظام السوري بتنفيذه على دوما بالغوطة الشرقية.
وأشارت المجلة الأمريكية بحسب ما ترجم عنها راديو روزنة أن الكثيرون في واشنطن أعربوا عن شكهم في إمكانية التوفيق بين أهداف ردع هجمات الأسلحة الكيميائية في سوريا، مع السيطرة على الجيوب التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي؛ على طول الحدود السورية العراقية، وسط إصرار الرئيس دونالد ترامب سحب حوالي 2000 جندي أمريكي منتشرون في سلسلة من القواعد العسكرية الأمريكية في شمال شرق سوريا، واعتبرت فورين بوليسي أن كل هذه الشكوك هي في موقف خاطئ بالمقارنة مع أهداف أمريكا الاستراتيجية مشيرة بأنه من المبالغة القول أن الغارات الجوية الأخيرة على سوريا ستحل مشكلة الأسلحة الكيميائية أو حتى أن يكون قد تم إعاقة استمرار العمل بالبرنامج الكيميائي لدى النظام السوري، ولكن تبقى سياسة ترامب متوافقة مع الاستراتيجية الأمريكية وذلك بخلاف سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
مشيرة في ذات الوقت أن محاربة أمريكا لإرهاب داعش اصطدم بعدم واقعية القوات المحلية المتحالفة مع الولايات المتحدة (قوات سوريا الديمقراطية) حينما اعتقدت هذه القوات بأن أمريكا ستمنع تركيا من التوغل البري تجاه مناطق سيطرتهم في عفرين وحماية أراضيهم إلى أجل غير مسمى، وأضافت فورين بوليسي بأن التوغل البري التركي الأخير في عفرين آنذاك قد قلل بالفعل من العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة. وبناء على ذلك فإن خسارة الأكراد لعفرين أثارت الخلاف مع الولايات المتحدة ، مما أدى إلى تجميد العمليات القتالية في آخر معقل لداعش في شرق سوريا، وما يزيد من تعقيد العلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية هو التزام ترامب بسحب القوات القتالية الأمريكية حالما يتم أخذ المناطق القليلة المتبقية من أراضي داعش
وبدأت تركيا في 20 كانون الثاني الماضي عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "غصن الزيتون"، للسيطرة على مدينة عفرين الواقعة شمالي غرب سوريا وإنهاء تواجد وحدات حماية الشعب الكردية فيها، وتقول الحكومة التركية إن هذه الوحدات ترتبط بحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي يقاتل من أجل استقلال الأكراد في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود، وتعده أنقرة منظمة إرهابية، وسيطرت قوات سورية تدعمها تركيا في الثامن عشر من شهر آذار الفائت على مركز مدينة عفرين بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية منها.
وفي وسط هذه المعطيات أصبحت تفكر أمريكا في كيفية إنهاء الحرب البرية ضد داعش في نفس الوقت الذي تقضي فيه على حصر وجودها في الصراع السوري، إضافة إلى عمل الولايات المتحدة في وضع آلية لإجبار النظام السوري على التخلي عن أسلحته الكيميائية، وقد ركزت إدارة ترامب في الغالب على القتال ضد داعش بالتوافق مع ردع استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري - وهي نقطة نادرة من التداخل مع إدارة الرئيس باراك أوباما.
فرنسا تحالفت مع أمريكا لمنع التوسع التركي في سوريا؟
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن الضربة العسكرية الأخيرة وبتحالف فرنسي أمريكي قد أعاقت توسيع العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، مما قد يفهم بأن أحد أهداف فرنسا كان يتمحور حول تقوية الموقف الكردي ضد تركيا، الأمر الذي قد يساعد أيضاً في سد فجوة الخلاف بين قوات العمليات الخاصة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية.
وتتساءل فورين بوليسي حول ما إذا كان ذلك يتوافق مع رغبة ترامب في الانسحاب، وبنفس الوقت توافق الرغبة الأمريكية في التصدي لمسألة استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا على المدى الطويل، وهو ما ربطت تحقيقه بشرط أن تتحول أمريكا من التركيز على التهديد العسكري المستمر والانتقال إلى العمل الدبلوماسي.
منوهة إلى أن رغبة الرئيس ترامب في الانسحاب يجب أن يتوافق مع إنجاز ملموس في الحد من إنتشار السلاح الكيميائي من خلال عمل الوكالات الدولية ذات الاختصاص ومراقبة البنى التحتية والمرافق المرتبطة بتطوير الأسلحة الكيميائية بسوريا، وابتكار آلية تجبر فيها النظام السوري على التخلي عن الأسلحة الكيمياوية، وهذه المسألة بطبيعة الحال تحتاج أن يتخذ الأسد قرارا بالتخلي عن الأسلحة التي احتفظ بها بعد الموافقة على التخلص من تلك الأسلحة عام 2013 وهذه العملية كما حصل سابقا، تحتاج إلى تعاون من روسيا.
وتشير فورين بوليسي أن رفع التكلفة لموسكو؛ بسبب تصرفات حليفها، مثل فرض المزيد من العقوبات، أو بالضربات الصاروخية، هو سياسة صحيحة، لكن هذا على فرض أن أمريكا تحاول الضغط على روسيا لتقوم بفعل معين، وعلى واشنطن أن تكون صريحة بأنها تريد من روسيا أن تقنع حليفتها بأن تتخلص تماما من الأسلحة الكيماوية، وإن نجحت، فإن على أمريكا رفع العقوبات التي فرضتها على روسيا للضغط على النظام السوري، وإن أثبتت روسيا أنها غير قادرة على ضبط النظام السوري فإنه يمكن لأمريكا أن تشدد من العقوبات على موسكو بسبب دعمها للنظام السوري في خرق المعاهدات الكيماوية.
وعلى أمريكا أن تفكر بطريقة لحماية مكاسبها ضد تنظيم الدولة دون وجود قوات عسكرية أمريكية على الأرض، تقول فورين بوليسي؛ وتضيف المجلة في مادتها التحليلية بالقول "أول شيء يجب فعله هو إخبار قيادة قوات سوريا الديمقراطية ما تنوي أمريكا فعله، وتفاصيل جهود سحب القوات القادم، وبعد ذلك على أمريكا أن تحاول التوصل إلى تفاهم مع موسكو بخصوص وجود قوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات، وفي ظل غياب مثل هذا التفاهم، فإن النظام السوري وروسيا قد يختاران مهاجمة تلك القوات في نقاط على امتداد نهر الفرات، وهو ما سيزعزع محيط المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ما سيسمح لبقايا تنظيم داعش في الصحراء بالتجمع ثانية".
وتختم فورين بوليسي مادتها التحليلية بأن أفضل طريقة عملية للتعامل مع الصراع السوري هي التفاوض مع روسيا؛ للتوصل إلى اتفاق حول مجموعة ضيقة من المصالح المشتركة.
وأعلنت واشنطن وباريس ولندن، فجر يوم 14 نيسان الجاري شن ضربة عسكرية ثلاثية على أهداف تابعة للنظام السوري، رداً على مقتل 78 مدنياً على الأقل وإصابة مئات 7 نيسان الجاري، جراء هجوم كيماوي اتهم النظام السوري بتنفيذه على دوما بالغوطة الشرقية.
وأشارت المجلة الأمريكية بحسب ما ترجم عنها راديو روزنة أن الكثيرون في واشنطن أعربوا عن شكهم في إمكانية التوفيق بين أهداف ردع هجمات الأسلحة الكيميائية في سوريا، مع السيطرة على الجيوب التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي؛ على طول الحدود السورية العراقية، وسط إصرار الرئيس دونالد ترامب سحب حوالي 2000 جندي أمريكي منتشرون في سلسلة من القواعد العسكرية الأمريكية في شمال شرق سوريا، واعتبرت فورين بوليسي أن كل هذه الشكوك هي في موقف خاطئ بالمقارنة مع أهداف أمريكا الاستراتيجية مشيرة بأنه من المبالغة القول أن الغارات الجوية الأخيرة على سوريا ستحل مشكلة الأسلحة الكيميائية أو حتى أن يكون قد تم إعاقة استمرار العمل بالبرنامج الكيميائي لدى النظام السوري، ولكن تبقى سياسة ترامب متوافقة مع الاستراتيجية الأمريكية وذلك بخلاف سياسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
مشيرة في ذات الوقت أن محاربة أمريكا لإرهاب داعش اصطدم بعدم واقعية القوات المحلية المتحالفة مع الولايات المتحدة (قوات سوريا الديمقراطية) حينما اعتقدت هذه القوات بأن أمريكا ستمنع تركيا من التوغل البري تجاه مناطق سيطرتهم في عفرين وحماية أراضيهم إلى أجل غير مسمى، وأضافت فورين بوليسي بأن التوغل البري التركي الأخير في عفرين آنذاك قد قلل بالفعل من العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة. وبناء على ذلك فإن خسارة الأكراد لعفرين أثارت الخلاف مع الولايات المتحدة ، مما أدى إلى تجميد العمليات القتالية في آخر معقل لداعش في شرق سوريا، وما يزيد من تعقيد العلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية هو التزام ترامب بسحب القوات القتالية الأمريكية حالما يتم أخذ المناطق القليلة المتبقية من أراضي داعش
وبدأت تركيا في 20 كانون الثاني الماضي عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "غصن الزيتون"، للسيطرة على مدينة عفرين الواقعة شمالي غرب سوريا وإنهاء تواجد وحدات حماية الشعب الكردية فيها، وتقول الحكومة التركية إن هذه الوحدات ترتبط بحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي يقاتل من أجل استقلال الأكراد في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود، وتعده أنقرة منظمة إرهابية، وسيطرت قوات سورية تدعمها تركيا في الثامن عشر من شهر آذار الفائت على مركز مدينة عفرين بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية منها.
وفي وسط هذه المعطيات أصبحت تفكر أمريكا في كيفية إنهاء الحرب البرية ضد داعش في نفس الوقت الذي تقضي فيه على حصر وجودها في الصراع السوري، إضافة إلى عمل الولايات المتحدة في وضع آلية لإجبار النظام السوري على التخلي عن أسلحته الكيميائية، وقد ركزت إدارة ترامب في الغالب على القتال ضد داعش بالتوافق مع ردع استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري - وهي نقطة نادرة من التداخل مع إدارة الرئيس باراك أوباما.
فرنسا تحالفت مع أمريكا لمنع التوسع التركي في سوريا؟
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن الضربة العسكرية الأخيرة وبتحالف فرنسي أمريكي قد أعاقت توسيع العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، مما قد يفهم بأن أحد أهداف فرنسا كان يتمحور حول تقوية الموقف الكردي ضد تركيا، الأمر الذي قد يساعد أيضاً في سد فجوة الخلاف بين قوات العمليات الخاصة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية.
وتتساءل فورين بوليسي حول ما إذا كان ذلك يتوافق مع رغبة ترامب في الانسحاب، وبنفس الوقت توافق الرغبة الأمريكية في التصدي لمسألة استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا على المدى الطويل، وهو ما ربطت تحقيقه بشرط أن تتحول أمريكا من التركيز على التهديد العسكري المستمر والانتقال إلى العمل الدبلوماسي.
منوهة إلى أن رغبة الرئيس ترامب في الانسحاب يجب أن يتوافق مع إنجاز ملموس في الحد من إنتشار السلاح الكيميائي من خلال عمل الوكالات الدولية ذات الاختصاص ومراقبة البنى التحتية والمرافق المرتبطة بتطوير الأسلحة الكيميائية بسوريا، وابتكار آلية تجبر فيها النظام السوري على التخلي عن الأسلحة الكيمياوية، وهذه المسألة بطبيعة الحال تحتاج أن يتخذ الأسد قرارا بالتخلي عن الأسلحة التي احتفظ بها بعد الموافقة على التخلص من تلك الأسلحة عام 2013 وهذه العملية كما حصل سابقا، تحتاج إلى تعاون من روسيا.
وتشير فورين بوليسي أن رفع التكلفة لموسكو؛ بسبب تصرفات حليفها، مثل فرض المزيد من العقوبات، أو بالضربات الصاروخية، هو سياسة صحيحة، لكن هذا على فرض أن أمريكا تحاول الضغط على روسيا لتقوم بفعل معين، وعلى واشنطن أن تكون صريحة بأنها تريد من روسيا أن تقنع حليفتها بأن تتخلص تماما من الأسلحة الكيماوية، وإن نجحت، فإن على أمريكا رفع العقوبات التي فرضتها على روسيا للضغط على النظام السوري، وإن أثبتت روسيا أنها غير قادرة على ضبط النظام السوري فإنه يمكن لأمريكا أن تشدد من العقوبات على موسكو بسبب دعمها للنظام السوري في خرق المعاهدات الكيماوية.
وعلى أمريكا أن تفكر بطريقة لحماية مكاسبها ضد تنظيم الدولة دون وجود قوات عسكرية أمريكية على الأرض، تقول فورين بوليسي؛ وتضيف المجلة في مادتها التحليلية بالقول "أول شيء يجب فعله هو إخبار قيادة قوات سوريا الديمقراطية ما تنوي أمريكا فعله، وتفاصيل جهود سحب القوات القادم، وبعد ذلك على أمريكا أن تحاول التوصل إلى تفاهم مع موسكو بخصوص وجود قوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات، وفي ظل غياب مثل هذا التفاهم، فإن النظام السوري وروسيا قد يختاران مهاجمة تلك القوات في نقاط على امتداد نهر الفرات، وهو ما سيزعزع محيط المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، ما سيسمح لبقايا تنظيم داعش في الصحراء بالتجمع ثانية".
وتختم فورين بوليسي مادتها التحليلية بأن أفضل طريقة عملية للتعامل مع الصراع السوري هي التفاوض مع روسيا؛ للتوصل إلى اتفاق حول مجموعة ضيقة من المصالح المشتركة.