أثار مؤسس فرقة "Pink Floyd" لموسيقى الروك الشهيرة، التي تحظى بإعجاب الملايين، جدلاً واسعاً، إثر تعليقات له عن هجوم "دوما" الكيميائي، عكست إلى حد بعيد، الدعاية التي تروجُ لها كل من روسيا والنظام.
ونفى المغني البريطاني "رودجر ووترز" خلال إحيائه حفلاً ضخماً في مدينة "برشلونة" الإسبانية، وقوعَ هجومٍ كيميائي في مدينة "دوما" بريف دمشق، معتبراً أن الخوذ البيضاء،"منظمة إرهابية"، في تبني واضح للدعايتين الإعلاميتين الروسية، وتلك التي يبثها النظام السوري.
وخلال حفله الجمعة الماضي، قال "ووترز" البالغ 75 عاماً، "إذا استمعنا إلى دعاية الخوذ البيضاء والآخرين، فإننا سنحث حكوماتنا على الذهاب وإلقاء القنابل على الناس في سوريا"، بعد أن أراد أحد مؤيدي المنظمة الإنسانية الحديث إلى الجمهور عن هجوم دوما الكيميائي.
ورغم نفيه حدوث الهجوم، اعتبر ووترز أن "الخوذ البيضاء" قاموا بتنفيذ الهجوم بأمر من الحكومة البريطانية، وذلك لأن روسيا حليف رئيسي للنظام، وبهذا تنتقم بريطانيا منها بطريقة غير مباشرة، في إشارة لمزاعم ضلوع روسيا بتسميم جاسوس روسي سابق على الأراضي البريطانية.
دلائل حول استخدام الكيماوي … وتورط النظام السوري
وتكادُ التقارير، بدءاً من الاستخباراتية منها، و ليس انتهاءاً بالإعلامية، التي تروي تفاصيل وقوع المجزرة لا تتوقف، في حين تقفُ روسيا خلفَ النظام السوري في المقابل، بمحاولة حثيثة لنفي معظم تلك المزاعم، وقلب تفاصيلها، عبر مؤسساتهم الإعلامية وممثليهم في المحافل الدولية.
حيثُ كشفَ تقريرٌ للمخابرات الفرنسية، رفعت عنه السرية يوم السبت الماضي، وتضمن تحليلاً تقنياً للمزاعم المتعلقة بهجمات الغاز في سوريا، تورطَ حكومة النظام السوري في تنفيذ هجوم بالكيميائي في مدينة "دوما" السبت 7 نيسان.
كما نقلت مؤسسات إعلامية أمريكية عن مصادر قولها، أنه وباستخدام عينات بول ودماء من الناجين، تبين بالفعل استخدام أسلحة كيميائية بالهجوم، فيما قالت منظمة الصحة العالمية، أن شركاء لها على الأرض، عالجوا 500 مصاب، أظهروا أعراض التعرض لغاز سام.
وفي تقرير إعلامي مصور للصحفية "أروى ديمون" التابعة لشبكة سي إن إن، تابعت خلاله شهادات لأشخاص ناجين من هجوم "دوما"، استطاعت معاينة آثار الهجوم بإحدى حواسها، حيث قالت في حديثها عن توأمٍ من أبناء دوما "لا تزال الرائحة قوية جداً، فلم يتسن لهم بعد غسل الملابس".
وأسفر هجوم على "دوما" بغازات سامة السبت 7 نيسان، عن مقتل ما يزيد عن 70 شخصٍ، فيما أُصيبَ مئاتٌ آخرون بحالات اختناق، في حادثة ألقت الدول الغربية اللوم فيها، على النظام السوري، حيث ردت عليه بإدانات واسعة، وبشنِّ قوات أمريكية وفرنسية وبريطانية، ضربة استهدفت مواقع له.
ونفى النظام السوري، وروسيا مسؤوليتهما عن الهجوم، في حين أفشلت روسيا الأسبوع الماضي فقط، تمرير مشروعي قرار في مجلس الأمن، متعلقان بالتحقيق في هوية منفذ الهجوم، ومحاسبته، كما عملت على تأخير وصول فريق تفتيش تابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما، متذرعةً بـ "قضايا أمنية معلقة".