تنوعت ردود الفعل حيال الضربة العسكرية التي نفذتها قواتٌ أمريكية وفرنسية وبريطانية فجر اليوم، ضد مواقع وأهداف تابعة للنظام السوري، في مناطق متفرقة من البلاد، بين مرحب، ومدين، وداعٍ للحل السياسي.
وجاء الموقف التركي خلال تصريح لرئيس الوزراء "بن علي يلدريم" خلال مؤتمر في اسطنبول، حيثُ اعتبر الضربات ضد النظام السوري، "خطوة إيجابية"، لكن هناك حاجة لما هو أكثر من ذلك، لتحقيق السلام الدائم في سوريا، على حد قوله.
وأضاف "يلدرم" مخاطبًا الدول الغربية، "يُقتل الناس في سوريا وتتواصل الأعمال الوحشية منذ 7 أعوام، أين كنتم حتى اليوم؟ هل تتذكّرون إنسانيتكم فقط عند استخدام السلاح الكيميائي؟"، مشدداً، على رفض بلاده قتل الأبرياء بجميع أنواع الأسلحة، سواء الكيميائية أو التقليدية.
في إيران، اتهم المرشد الإيراني الأعلى "آية الله علي خامنئي"، الولايات المتحدة وحلفائها بارتكاب "جريمة كبرى" من خلال ضرباتها الثلاثية على أهداف تابعة للنظام السوري خلال الليل، في تغريدة صباح اليوم.
وشددَ "خامنئي"، "أنا أصرّح بحزم أن رئيسَيْ الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ارتكبوا جريمة كبرى، لن يحصلوا بموجبها على أي فائدة؛ تماماً كما لم يفعلوا في العراق وسوريا وأفغانستان، خلال السنوات الماضية، بارتكاب نفس الأعمال الإجرامية".
This morning’s attack on #Syria is a crime. I firmly declare that the Presidents of U.S. and France and British PM committed a major crime. They will gain no benefit; just as they did not while in Iraq, Syria & Afghanistan, over the past years, committing the same criminal acts.
— Khamenei.ir (@khamenei_ir) April 14, 2018
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية إنها تعتقد أن التسوية السياسية هي السبيل الواقعي الوحيد لحل القضية السورية، مشددةً على أن "أي عملٍ عسكري يتجاوز مجلس الأمن الدولي، ينتهك القانون الدولي"، في حين دعت، لإجراء تحقيق عادل في الهجمات الكيميائية المشتبه بها في سوريا.
ولم يختلف موقف الأردن، عن ذلك الذي صرحت به الخارجية الصينية، حيثُ أكد الأردن على أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد "لضمان استقرار سوريا ووحدة أراضيها وأمن شعبها"، وفقاً لبيان صادر عن الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، "محمد المومني".
وقال المومني: "إن الحل السياسي يحافظ على وحدة الشعب السوري، ويعيد الأمن والاستقرار إليه".
أما الاتحاد الأوروبي، فقد دعم جميع الجهود الرامية إلى منع استخدام الأسلحة الكيميائية، حسب ما قالت الممثلة الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "فيديريكا موغيريني" في بيان لها اليوم.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يكرر "إدانته القوية للاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري، كما أكدت ذلك آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة والأمم المتحدة"، بما في ذلك أحدث هجوم كيميائي مشتبه به في دوما.
وفجر اليوم السبت، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، شن ضربة عسكرية ثلاثية على أهداف تابعة للنظام السوري، رداً على مقتل أكثر من 70 مدني وإصابة مئات، السبت الماضي، جراء هجوم كيميائي نفذه النظام السوري على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية.
وبعد إدانتها الهجمة، دعت روسيا لعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي، في حين اعتبرت خارجية النظام السوري، أن الهجمة المشتركة كانت "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، حسب وكالة سانا التابعة لحكومة النظام.