هل كان مصير الغوطة الشرقية متفق عليه في أستانا؟

هل كان مصير الغوطة الشرقية متفق عليه في أستانا؟
الأخبار العاجلة | 10 أبريل 2018
ادعى قيادي في غرفة عمليات البنيان المرصوص في الجنوب السوري يوم أمس الاثنين، أن خروج الفصائل العسكرية من الغوطة الشرقية كان متفقًا عليه في مباحثات أستانا.
 
وأشار القائد العسكري أدهم الكراد في تدوينة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن موضوع خروج الفصائل من الغوطة متفق عليه منذ ٦ أشهر في (أستانا)، معتبراً أن المعارك العسكرية وفاتورة التضحية بالمدنيين فقط لإعطاء مبرر للبعض للخروج تحت خطة التفريغ الديموغرافي؛ بحسب وصف الكراد.
 
فيما أكد ياسر فرحان "عضو الائتلاف المعارض في وفد استانا" بتصريحات خاصة لراديو روزنة؛ أن هذا الكلام غير صحيح وأن مباحثات أستانا هدفها منع التهجير القسري وحماية المدنيين والافتراء المنشور ينم على جهل بالوقائع ونفى مضمونه بشكل كامل؛ مشيراً إلى محادثات استانا لم تشهد ذلك على الإطلاق ولا بجولة من الجولات أو ضمن اللقاءات التقنية أو حتى ضمن الخرائط المقدمة المتعلقة بمناطق خفض التصعيد بسوريا.
 
مؤكدا من خلال حديثه لروزنة " الاتفاق كان واضحاً؛ والغوطة كانت ضمن الخرائط المقدمة التي تشمل المناطق المتفق عليها في خفض التصعيد؛ ولكن ما حصل مؤخراً في الغوطة يتمثل في سياسة النظام السوري لإفشال أي حل سياسي وأية هدنة؛ بل يعتمد النظام على الحسم العسكري لارتكاب مزيد من الجرائم؛ كما أن روسيا تنحاز له بشكل كامل."
 
بدوره نفى وائل علوان المتحدث الرسمي لفيلق الرحمن في تصريحه لروزنة أي علم لهم بهكذا اتفاق مسبق يقضي بتسليم الغوطة الشرقية؛ على اعتبار أن فيلق الرحمن لم يكونوا جزء من تفاهمات أستانا.
 
فيما نفى أيضاً العميد أحمد بري "القائد العسكري المشارك في محادثات أستانا" خلال حديثه لراديو روزنة أي صحة للأقاويل التي تتحدث عن اتفاق لتسليم الغوطة منذ ٦ أشهر؛ قائلاً " (هذا) كذب وعار عن الصحة" مؤكداً بأن الغوطة كانت من ضمن مناطق تخفيف التصعيد.
 
وكان القياديّ البارز في فصائل الجنوب السوري أدهم الكراد والذي يشغل منصب قائد "كتيبة الهندسة والصواريخ"، أشار يوم أمس إلى أن سوريا تم تقسيمها؛ وما يحدث هو سيناريو بمباركة أمريكية إسرائيلية عربية تركية دولية.
 
مسار أستانا أفشل مخططاً إيرانياً في سوريا 
واعتبر ياسر فرحان "عضو الائتلاف المعارض في وفد استانا" في حديثه لراديو روزنة أن مسار أستانا جاء استباقاً لإفشال مخططات روسيا والنظام وإيران باجتياح المناطق المحررة.
 
مضيفاً في حديثه " إيران كان لديها هدفاً بأن تجتاح الغوطة بعد السيطرة على حلب (نهاية عام ٢٠١٦)؛ وكذلك كانت تسعى للسيطرة على ادلب ودرعا بعد ذلك؛ فهي كانت تشعر بأنها قادرة على هذا الشيء؛ ضمن ظروف فارق الدعم المقدم من قبل الدول الداعمة للنظام؛ والاختلاف بينه وبين الدعم المقدم من الدول الداعمة للثورة السورية."
 
واعتبر فرحان في حديثه لروزنة أن اتفاق خفض التصعيد الذي تم توقيعه في ٤ أيار ٢٠١٧أفشل المخطط الايراني في ذلك الوقت وشهد بالفترة الأولى تنفيذاً معقولاً للاتفاق؛ لدرجة أن المنظمات الحقوقية أصدرت تقاريرها في حينه بانخفاض في عدد الضحايا؛ فتجاوز انخفاض الضحايا من المدنيين نسبة ٩٣٪؜ وكذلك انخفضت الهجمات ضد العسكريين بنسبة ٨٦٪؜.
 
ولفت عضو الائتلاف المعارض في وفد أستانا "ياسر فرحان" أن روسيا استطاعت إحداث ثغرة في اتفاق خفض التصعيد؛ من خلال اتباع سياسة فرق تسد؛ حيث عملت روسيا بحسب تعبير "فرحان" إلى عقد اتفاقيات جانبية؛ مثل اتفاق لأجل الغوطة في مصر؛ واتفاق آخر للغوطة بجنيف؛ وكذلك كان هناك اتفاق من أجل المنطقة الجنوبية بالأردن؛ واتفاق آخر على شمالي حمص وجنوب حماة."
 
وذكر فرحان في معرض حديثه لراديو روزنة أن ردهم كان دائماً على الخروقات التي كانت تحصل في مناطق خفض التصعيد؛ تتمثل بمطالبتهم في العودة لاتفاق واحد والغاء الاتفاقات الجانبية؛ بحيث يكون أي خرق بأي منطقة يوجب أو يعطي الحق بالرد في كافة المناطق؛ "وضمن أهدافنا التفاوضية مبدأ إما هدنة شاملة أو حرب شاملة؛ وكان ذلك بالنسبة لنا استراتيجية؛ حيث يجب أن يكون وقف إطلاق النار شامل لكافة الأراضي السورية ومتزامن مع الانتقال السياسي؛ وأن يكون مؤقتاً كي لا تتحول هذه الخطوط إلى حدود."
 
وحول مستقبل مناطق خفض التصعيد أشار ياسر فرحان أن الضامن التركي عبر عن موقفه من التهجير في الغوطة وأدان ما حصل بها؛ وكان ذلك بمثابة نقطة خلافية بالمشاورات التي تجري بين الأطراف الضامنة، مضيفاً من خلال حديثه لروزنة " تركيا كانت ترفض دائماً هذه السياسات؛ من خلال استخدام ذريعة محاربة الارهاب لضرب المدنيين والفصائل الاخرى؛ كما أعلنت تركيا عن رفضها أيضاً لسياسات التهجير القسري."

واعتبر في ختام حديثه أن قوات النظام السوري إذا استطاعت التمدد في المناطق الخارجة عن سيطرتها فإنها لن تتوقف؛ معتبراً أن من واجب المجتمع الدولي التصدي لذلك، يشار إلى أن فصائل "أحرار الشام" و"فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" خرجت من مواقعها بالغوطة الشرقية، بعد اتفاقات مع النظام السوري برعاية روسيّة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق