أثار أكثر من فيديو لشابة سورية، تبدو بحالة ممتازة، وهي تدلي بشهادتها، عن فترة طويلة قضتها بالأسر لدى "جبهة النصرة" ومن ثم "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية، موجةً من ردود الفعل الغاضبة أحياناً، والساخرة أحياناً أخرى، بين المتابعين من موالاة ومعارضة على حدٍ سواء.
وبطول ما يزيد عن 6 دقائق، روت الشابة، التي لم يُعرف اسمها، بأحد المقاطع، أحداثاً ومواقفَ يصعب التأكد من صحتها، عايشتها خلال الأسر على حد زعمها، إلا أن بعض معلوماتها، بالإضافة إلى المظهر الجيد، والمبالغة الواضحة، دعت آلاف المتابعين للشك والسخرية.
وعرّفت الشابة عن نفسها بمقطعٍ مصور آخر، بـ إحدى أسرى منطقة "عدرا العمالية"، تم احتجازها لثلاث سنوات وسبعة أشهر في "دوما"، مع عائلتها، حيث زعمت أن (مسلحين لم تسمهم) قتلوا والدها وعمدوا إلى رميه من ارتفاع خمسة طوابق، كما قتلوا أختها، قبل أن "يبيعوها" مع أخيها وأمها، لـ "جيش الإسلام" على حد قولها.
وفي عام 2013، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بصورٍ لأسرى من النظام السوري لدى جيش الإسلام في الغوطة الشرقية، كان قد وضعهم في أقفاص حديدية ووزعهم على أسطح المنازل في الأسواق الشعبية والشوارع الرئيسية، بعد حملةِ قصفٍ عنيف شنها النظام على مدينة "دوما".
وكان ناشطون من الغوطة الشرقية قالوا حينها، أن هؤلاء الأسرى هم ضباط وعائلات تم احتجازهم خلال معركة "الله أعلى وأجل"، عندما اقتحم "جيش الإسلام"، منطقة عدرا العمالية، عامَ 2013.
تفاصيل كثيرة تفتقر الدقة … ومظهر لا يوحي بالمصداقية
وزعمت الشابة في البداية، أنها قضت فترة طويلة في سجون "جبهة النصرة"، وتحدثت مع "زعماء" فيها، في مدينة "دوما" بالغوطة الشرقية، نافيةً تعرضها للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي من قبلهم.
وأشارت الشابة، التي لم تبدو عليها مظاهر التعب والإرهاق، بل على العكس، بدت وكأنها بأفضل حال، إلى أنها تعرضت للتعذيب، بما فيه "الضرب والجلد"، زاعمةً أنها غير قادرة على تحريك يدها اليمنى، كنتيجة لما تعرضت له.
وقالت الشابة، أنها تمكنت، وحيدة، من الهرب، مستغلةً إرسالها مع فتيات أخريات لتنظيف بيوتٍ يمتلكها "المسلحون"، حيث مشت لمدة 11 ساعةً على الأقدام، قبل أن تتمكن من الوصول، إلى حاجز عسكري في "برزة" تابع لميليشيا "الدفاع الوطني".
وقبل أن تبدأ شكرها لعناصر "الدفاع الوطني"، قاطعها أحد المستمعين لقصتها سائلاً، كيف تمكنت من فعل ذلك؟ لتستدرك بالإجابة سريعاً، "ارتديت ما يرتديه نساء المسلحين، بهدف التمويه، من نقاب و جلباب وخمار".
ردود فعل ساخرة في معظمها
وتحدث المعلقون على مواقع التواصل، عن سيناريوهات مختلفة، لها أن تفسر هذا الكم الهائل من المعلومات التي بدت مبالغ فيها، "هناك ثلاث احتمالات، إما أن المقابلة معها تمت قبل أيام من الإفراج عنها، حيث تمكنت من الذهاب لمصفف الشعر، أو أنها ممثلة، أو أنها عوملت بطريقة جيدة في السجون تحت الأرض، بما في ذلك، تقديم مستحضرات العناية بالشعر والحواجب والوجه".
في حين أشادَ معلقون آخرون، بطريقة المعاملة معها من قبل المسؤولين عن احتجازها، حيث قالت الشابة نفسها، "هم يعرفون القرآن، وأنا متأكدة أنهم لن يعملوا على إيذاء أقاربي الذين مازالو مأسورين، لأنهم يتّبعون الآية الكريمة: ولا تزر وازرة وزر أخرى".
موجة غضب في صفوف الموالين … "فيلم هندي"
و روجت صفحات موالية للنظام السوري على مواقع التواصل، وخصوصاً على فيس بوك، لمقاطع الفيديو، قائلةً أنها "إحدى المختطفات السابقات لدى جيش الإسلام في دوما بريف دمشق، وهي تروي قصة هروبها الناجحة".
إلا أن الموالين أيضاً، على مايبدو، لم يصدقوا رواية الشابة، حيث راحَ بعضهم للتساؤل "أنتي مصدقة حالك حتى نصدقك؟"، في حين أضاف موالون آخرون، "كيف لكي أن تقولي، أن المسلحين بيعرفوا القرآن؟"، في حين انتقد البعض الآخر، ما قالته عن احتفاء عناصر الدفاع الوطني بعودتها، بل وأقاموا لها حفلاً في التضامن، حيث وصفت ذلك بقولها، "ولعت التضامن".