تسريباتٌ تركية عن مواقع القواعد الفرنسية في سوريا

تسريباتٌ تركية عن مواقع القواعد الفرنسية في سوريا
أخبار | 03 أبريل 2018

كررت وكالةُ الأناضول الحكومية التركية، عمليةَ تسريب قامت بها العام الماضي، لمعلومات حساسة عن مواقع انتشار القوات الأمريكية على الجانب الشرقي من نهر الفرات شمالي سوريا، بنشرها معلومات عن قواتٍ فرنسية هذه المرة، يتواجدون في خمس قواعد عسكرية في ذات المنطقة، حسب الوكالة. 

وتحت عنوان "الجنود الفرنسيون يتعاونون مع وحدات حماية الشعب الكردية، حزب العمال الكردستاني"، كشفت وكالة الأناضول الجمعة، عن مواقع وعدد الجنود الفرنسيين المتواجدين في الجانب الشرقي لنهر الفرات، بعد يوم واحد فقط من تأكيد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" دعم القوات التي يقودها الأكراد هناك. 

وأدرجت الوكالة، التي استشهدت  بـ "مصادر محلية موثوقة"، معلوماتٍ عن خمس قواعد فرنسية متواجدة شماليَّ سوريا، في تل ميشتانور بالقرب من مدينة كوباني (عين العرب)، وبلدة سيرين إلى الجنوب، و مصنع لافارج للإسمنت إلى الجنوب الشرقي، ومنطقة عين عيسى، ومدينة الرقة. 

كما زعمت أن 30 جندياً فرنسياً كانوا متواجدين في الرقة، وفي مواقع أخرى، قيل إن 70 منهم قد تم نشرهم.
 

وتخضعُ جميع المناطق المذكورة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) مكونها الرئيسي، منذ استعادة السيطرة عليها من "تنظيم الدولة" بدعمٍ من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وتقول "أنقرة" إن كلاً من وحدات حماية الشعب وقوات الدفاع الذاتي، هي امتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي تصفه تركيا وحلفاؤها الغربيون، بـ "الجماعة الإرهابية"، وهو رأي لعضو حلف الناتو "تركيا"، لا يتوافق معه عضوان آخران، هما "الولايات المتحدة وفرنسا". 

وفي وقتٍ لا يعتبر فيه، الدورُ الاستشاري الذي يؤديه الجيش الفرنسي لقوات "الدفاع الذاتي" في سوريا سراً، لم يكن هناك بيان رسمي بشأن عددهم أو أماكن تواجدهم، إلا أن بياناً لمسؤولين في وزارة الدفاع الفرنسية عامَ 2016، اكتفى بالإعلان عن تواجدهم. 

كما زعمت وكالة الإعلام الحكومية التركية أن فوج المظلات الأول من مشاة البحرية الفرنسية (1er RPIMa) ووحدة الكوماندوز باراشوت التابعة للقوات الجوية رقم 10 (CPA 10) كانت موجودة أيضًا في سوريا.

وتزامنت تسريبات "الأناضول" مع تصريح لنائب رئيس الوزراء التركي "بكر يوزادج" قال فيه إن تعهد فرنسا بالمساعدة على تحقيق الاستقرار في منطقة يهمين عليها الأكراد قد يجعل من فرنسا هدفاً لتركيا، مضيفاً، إن الموقف الفرنسي يضعُ باريس على مسار تصادم مع أنقرة. 

كما جاء التقرير، بعد يوم واحد من استضافة "ماكرون" لوفد من "سوريا الديمقراطية" في باريس، حيثُ أفادت وسائل إعلام فرنسية أن الرئيس وعد أيضاً، بإرسال قوات إلى مدينة "منبج"، غرب نهر الفرات، التي تتوعد تركيا بالسيطرة عليها، على الرغم من تواجد قواتٍ أميركية فيها. 

وجاءَ في بيانٍ صادرٍ عن "الإليزيه"، "لقد أكد [الرئيس] لقوات الدفاع الذاتي دعم فرنسا، لا سيما من أجل استقرار المناطق الآمنة في شمال شرق سوريا [...] لمنع داعش من الظهور مجدداً، في انتظار [حل سياسي] للصراع السوري". 

وكانت فرنسا أحدَ أشد منتقدي عمليةَ "غصن الزيتون" التي بدأت في العشرين من كانون الثاني، وسيطر خلالها الجيش التركي والجيش السوري الحر، على مدينة "عفرين" غرب منبج.

تقريرٌ مماثل للوكالة العام الماضي يثيرُ ردودَ فعل أمريكية غاضبة

وأدى تقرير مماثل نشرته الوكالة التركية العام الماضي، بخصوص أماكن تواجد القواعد الأمريكية شماليَّ سوريا، إلى رد فعل عنيف من المسؤولين الأمريكيين، حيثُ قال حينها، "رانكين غالاوي" المتحدث باسم وزارة الدفاع، "سنكون قلقين للغاية إذا قام مسؤولون تابعون لدولة عضو في الناتو، بتعريض قواتنا للخطر عن طريق إطلاق معلومات حساسة".

وتابع المتحدث في تصريحات لموقع "بلومبرغ"، "إن إطلاق المعلومات العسكرية الحساسة يعرض قوات التحالف لخطر غير ضروري ولديه القدرة على تعطيل العمليات الجارية لهزيمة داعش". 

وتصيبُ العلاقات المشتركة بين تركيا وحلفائها، أي دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حالةً من التوتر والاضطراب مستمرة منذ فترة، سببهُ دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية في سوريا، كما زادَ التقارب التركي الروسي، من تصدع هذه العلاقات. 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق