محلل سياسي لروزنة: هذا ما تبقى من أوراق لدى المعارضة

محلل سياسي لروزنة: هذا ما تبقى من أوراق لدى المعارضة
أخبار | 02 أبريل 2018

قال الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد عقيل أن السؤال المطروح اليوم ليس ماذا بعد الغوطة وإنما ماذا بعد التقارب التركي الروسي الإيراني الذي بدأ منذ سنة، لأنه هو من أسس للاتفاقيات على الأرض من حلب إلى عفرين والغوطة، وإن ما يجري ليس سوى تحويل الاتفاقات التي تمت وراء الكواليس، إلى وقائع على الأرض، وهي نتائج لأستانة الذي شرعن بشكل تدريجي ما حصل على هذا المسار، وبالتالي كان يجب على المعارضة أن تقرأ سيرورة الأمور ومآلاتها إلى ما هي عليه اليوم.

وتابع عقيل: "جيوسياسياً ستنتقل سوريا من مرحلة الحرب بالوكالة إلى مرحلة تقاسم الحصص"، وتقاسم الحصص ليس عبر تقاسم مؤسسات الدولة أو وزاراتها في حكومة معينة حسب عقيل، وإنما عبر تقاسم الأرض باحتلالات متعددة وتكريس خرائط النفوذ.

عقيل رأى أنه من الأخطاء الذي وقع فيها إعلام المعارضة اختزال الثورة بالغوطة أو حلب أو حتى بالصراع المسلح فعندما كانت الثورة في أوجها، وعندما اقتربت المعارضة المسلحة من الانتصار، لم تنجح تاليا بذلك، إذن في الصراع المسلح ليس هو الثورة!، ومع ذلك يمكن أن يكون هناك جناح عسكري بسيط ومنظم ينسق مع الجناح السياسي، ليدرس الواقع ومصالح الدول، أين تتقاطع؟و تسائل المحلل السياسي  عن كيفية الاستفادة منها من أجل بلورة التغيير في سوريا بما يتماشى مع مصالح الدول، وبالتالي لا يمكن اختزال الثورة بالصراع المسلح.

وعن مفاوضات جنيف وموقف النظام المستقبلي منها، أكد عقيل أن النظام السوري بنيوياً لا يمكنه الانخراط في مفاوضات حقيقية تغير في بنيته، لأنه يعرف أن أي تغيير بسيط ممكن أن يؤدي إلى سقوطه، لكن هناك رغبة روسية في الحفاظ على مصالحها في سوريا، وبالتالي الحفاظ على جيش النظام.

وتابع أن روسيا تعرف أن النظام السوري وحده لا يمكنه الحفاظ على مصالحها، بحيث تمسك جميع الخيوط في سوريا، وبالتالي سيفرض عليه التفاوض فرضا، وتوقع عقيل وقوع النظام في تناقض، إذ أن بنيته لا تتناسب مع أي إصلاح صغير، وبين أن ذلك مفروض عليه، وهذه ورقة جديدة يمكن للمعارضة أن تلعب بها وتتعامل معها بذكاء للاستفادة منها.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق