هذه خمس حقائق عن اللاجئين السوريين في أوروبا

هذه خمس حقائق عن اللاجئين السوريين في أوروبا
أخبار | 30 مارس 2018
تعدُ أزمة اللاجئين السوريين، أحد أكبر الكوارث الإنسانية في القرن الواحد والعشرين، فبالإضافة إلى مئات الآلاف الذين قُتلوا بسبب الحرب، فإن 11 مليون سوري، أي نصف عدد السكان، قد غادروا منازلهم منذ بدء الصراع، 6 ملايين منهم لجأوا إلى دول أخرى مجاورة، أو إلى أوروبا، حسب مفوضية اللاجئين.
 
وسبب شح الأدلة، انتشارَ تخمينات، ومفاهيم ومعلومات خاطئة بُنيت عليها قرارات سياسية، الأمر الذي دفع فريقاً مؤلفاً من 7 باحثين، تابعين لجامعة "Northeastern" الأمريكية، ويتحدثون اللغة العربية، بالانتشار على طرق "البلقان" للهجرة عبر أوروبا، وإطلاق بحثٍ عن الحقائق.
 
وبحسب ما ترجمت "روزنة" عن موقع "Foreign Affairs"، أن الهدف من توجههم إلى هناك، هو الحديث مع لاجئين سوريين مباشرة، للحصول عن معلومات حقيقة عن الأسباب التي دفعتهم لمغادرة بلادهم، ولـ دراسة نتائج وعواقب ومخاوف الهجرة التي يقومون بها، بالنسبة لهم شخصياً، ولـ أوروبا.
 
وبحسب الموقع، فإن العينة، ضمت 130 لاجئ سوري، واختيرت بعناية لتشمل جميع الاختلافات العمرية والجنسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليم والدين والانتماء السياسي والوضع الأسري، كما تمت مقاطعة المعلومات مع بيانات حكومية وأخرى غير حكومية، وعمال إغاثة، وموظفي أمن وغيرهم.
 
وخلصت الدراسة بنشر توضيحات عن "خمس خرافات"، كشف الباحثون عدمَ صحتها
 
الخرافة الأولى: جميع اللاجئين السوريين هاربون من "الأسد"
 
وجدَ الباحثون، أن معظم اللاجئين الذين تحدثوا معهم، قد شعروا بالخطورة من جميع الجهات التي تتصارع على الأرض، وليس فقط قوات النظام، وبحسب الأرقام، فإن 16٪ فقط من اللاجئين الذين استهدفهم البحث، يصبوا اللوم على الأسد حصرياً، مقارنة بـ 77٪ منهم قالوا بأنهم هربوا من كلا الطرفين، أي قوات النظام، والمعارضة السوريين.
 
الخرافة الثانية: إنه من الصعب على اللاجئين دخول أوروبا
 
نفى الموقع صحة التصاريح التركية والأوربية، عن أن الإجراءات الأمنية الواسعة، التي تقوم بها هذه الدول على حدودها، قد حجبت قدرة اللاجئين على الوصول لأراضي الاتحاد، بشكل غير قانوني.
 
ووجدَ البحث أن 75٪ من اللاجئين السوريين الذين تحدثوا معهم، قد وصلوا أراضي الاتحاد بعد محاولتهم الأولى، في حين سافر 60٪ منهم دون وثائق ثبوتية، كما تبينَ أن عملية الالتفاف لتجاوز الإجراءات الأمنية الصارمة الأوروبية، كان أمراً سهلاً، خصوصاً لدى هؤلاء الذين تعاملوا مع مهرب.   
 
الخرافة الثالثة: يجب حماية اللاجئين من المهربين.
 
تتوافق الرواية الإعلامية، مع نظيرتها الرسمية، بأن تواجد عناصر حماية الحدود بكثرة، يحمي اللاجئين، من الوقوع ضحية لشبكات تهريب البشر، إلا أن ما توصل إليه البحث، قلبَ هذا المفهوم رأساً على عقب.
 
فبحسب الموقع، إن اللاجئين، عوضاً عن النظر إلى المهربين بعين الخوف، يميل اللاجئون للتعبير عن الامتنان للمهربين، واصفين عناصر حماية الحدود الأوروبيين، بأنهم قاسيون ومؤذيون، حيث أشارت الأرقام أن 75٪ من اللاجئين، قالوا إنهم إما، راضون، أو راضون جداً عن تجربتهم مع المهربين.
 
الخرافة الرابعة: مكافحة مهربي البشر تساعد اللاجئين
 
عمل الاتحاد الأوروبي على إدخال التدابير اللازمة ضد المهربين بدعوى المساعدة في حماية اللاجئين ومنع الإرهابيين من دخول الاتحاد، في استراتيجية، أثبتت أنها فعالة، وناجحة رسمياً، لكن ذلك يخالف ما وجده الباحثون على الأرض.
 
التدابير التعزيزية التي فرضها الاتحاد لملاحقة ومعاقبة المهربين، بحسب الدراسة، سببَ ارتفاعاً حاداً في تكلفة خدماتهم، الأمر الذي يُضرُ بأفقر اللاجئين، وليس الإرهابيين الأثرياء، الذين يتلقون الدعم من جماعات متشددة تمولها دول الخليج.
 
الخرافة الخامسة: الاختلافات الثقافية تعيق الاندماج
 
تبينَ أن المفهوم السائد، بإن الخلفية الثقافية المختلفة لدى اللاجئين، وخصوصاً المسلمين، تعوقهم من الاندماج في أوروبا، وتؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة والإرهاب والعنف الجنسي، هو أمر خاطئ أيضاً.
 
وأعرب ثلثا اللاجئين في العينة عن عدم رضاهم عن بلدهم المضيف، لكن ليس  لأسباب ثقافية، حيثُ عبر 27٪  فقط عن شعور بالإحباط إزاء الثقافة الأوروبية، مقارنة بـ 38٪ ركزت على سوء المعاملة من قبل حكومات أوروبية محددة، أو على فشل السياسات في المؤسسات متعددة الجنسيات.
 
وفي حين اعترف أحد الشبان في برلين، بأن بعض اللاجئين "للأسف، ليسوا راغبين في الانفتاح على المكان الذي جاءوا إليه"، لم يعبر معظم اللاجئين عن رغبتهم في الانتقام من العنف، أو العنصرية التي تواجههم. 

وشهد عام 2015، وما تلاهُ بنسبة أقل، موجة لجوء هي الأكبر منذ عقودٍ من الزمن، لسوريين هربوا من بلادهم بعد اندلاع الحرب، التي دخلت عامها الثامن منتصف آذار الحالي، ما سبب استقطاباً سياسياً في أوروبا، بين مؤيدين لاستقبال لاجئين، وآخرين يدعون لإيقاف استقبالهم. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق