أهالي الغوطة الشرقية من أقبية تحت الأرض إلى ذلِّ مراكز الإيواء

أهالي الغوطة الشرقية من أقبية تحت الأرض إلى ذلِّ مراكز الإيواء
أخبار | 30 مارس 2018
تشهدُ مراكزُ الإيواء في العاصمة "دمشق"، المنشأة في مدارس غالباً، لاستقبال أهالي الغوطة الشرقية المهجرين، أوضاعاً غاية في المأساوية، تزيدُ من تراجيديا الأخبار القادمة من المنطقة، وفقَ شهادات حصلت عليها "روزنة" من شهود عيان، ونشطاء متواجدين هناك.
 
ويعدُ عجزُ النظام السوري والمنظمات الإغاثية التي تعمل على الاستجابة للوضع الطارئ هناك، عن تلبية احتياجات المهجرين، من أماكن إقامة مناسبة، وأماكن للاستحمام، وتوفير مياه صالحة للشرب، والنقص الفادح بالكوادر، أبرز المشاكل التي يعاني منها النازحون من الغوطة.
 
وأفاد "سامر"، أحد النشطاء في المنطقة، لـ "روزنة" اليوم، أن منظمة الهلال الأحمر السوري، استعانت بكوادرها من أفرع ريف دمشق، وحمص، والسويداء، بمحاولة لتأمين مستلزمات وحاجات الأهالي، في حين حولت جميع المنظمات الدولية العاملة في دمشق تركيزها على الوضع هناك".
 
كما قال مصدرٌ في الهلال الأحمر لـ "روزنة"، إن المنظمة ستكون عاجزة عن استيعاب المزيد من النازحين، في ظل نقص الكوادر، في حين عممت إدارة أحد مراكز الإيواء، قراراً أتاحت بموجبه السماح للنازحين، الخروج من المركز، والتوجه إلى قلب دمشق، إذا كان لديهم أقارب هناك".
 
 
وأوضح "سامر"، أن مراكز الإيواء في عدرا والدوير، والتي باتت تستضيف الآن حوالي 80 ألف شخص، يعانيان من وضعٍ مزري مع نقص الكوادر، وشح المياه، وانعدام وسائل النظافة الشخصية، وأماكن الاستحمام، مضيفاً، أن قسماً كبيراً من النازحين، ناموا في العراء خلال الأيام الماضية".
 
هذا، وأفاد مراسل شبكة "شاهد من قلب الحدث"، إن معظم المنظمات الإغاثية والأهلية التي تستجيب لنازحي الغوطة الشرقية، لم يُسمح لها، على الرغم من استعدادها وجاهزيتها، بالدخول إلى المراكز، سوى قبل عشر أيام، من بدء موجة النزوح، لأسباب تنظيمية".
 
وأضاف المراسل، أنه وبسبب كثافة أعداد النازحين، يحصل الشخص على وجبة واحدة فقط في اليوم، في حين يصعب الحصول على مياه صالحة للشرب، عدا عن تقديم وجبات طعام، لا تؤكل، بحسب نازحين".
 
أما بالنسبة للوضع الصحي، فقد أفاد المراسل، إن القمل منتشر، وهناك أنواع كثيرة من الأمراض الجلدية، وحالات التهاب الكبد من نوع "سي"، عازياً الأمر لإقامة الأهالي في أقبية وملاجئ ملؤها العفن والرطوبة، قبل خروجهم من الغوطة، موضحاُ، "في ناس صرلها أكتر من شهر ما تحممت".
 
ويبدو أن الأطفال، الذين يعانون أصلاً من صدمات نفسية شديدة، يمثلون الفئة الأكثر تضرراَ، حيث قال مراسل الشبكة، "في بعض الولاد ما بيعرفوا شو هي الفواكه، في ولد أكل الموزة بقشرتها، (..) هاد غير أنه أول مرة بيدوقوا الخبز المصنوع من الطحين الأبيض"، على حد تعبيره.
 

وأخيراً، أوضح المراسل، أن الأمانة العامة للتنمية تسلمت التعامل مع الأمور القانونية، كـ تسجيل المواليد، ودفاتر العائلة وتوثيق الزواج، حيث تقوم بذلك، دون طلب وثائق أو شهود، وسط حالة من الفوضى والعشوائية، والرشاوي".
 
ولخروج العوائل، تحدث المراسل عن "شروطٍ تعجيزية" ترافق العملية، حيث يسمح لنساء العائلات، وأطفالهم دون سن 15 عاماً بالخروج في حال وجود كفيل، في حين يُمنع خروج الفتيان والفتيات ممن أعمارهم تفوق الـ 15 سنة، الأمر الذي يهدد بتشتيت العائلات.
 
وتأتي الأوضاع المأساوية في مراكز الإيواء، في ظل استمرار موجة النزوح من الغوطة، حيث بدأت منذ ساعات الفجر الأولى اليوم عملية اخلاء أهالي مدينة "حرستا" إضافة إلى عناصر حركة أحرار الشام التي كانت تسيطر على المدينة.
 
كما توعدَ النظام السوري قبل أيام، أن قواته ستنفذ عملية عسكرية ضخمة في مدينة "دوما"، إحدى آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية، كما تأوي عدداً كبيراً من السكان، عاشوا في ظل حصارٍ مطبقٍ فرضه النظام على منطقتهم، لسنوات.
 
وتكتظ مراكز الإيواء التي حددتها الحكومة السورية في ريف دمشق بآلاف المدنيين الذين غادروا من القصف والمعارك في الغوطة الشرقية، حيث قدرت الأمم المتحدة عددهم بـ 45 ألفاً خلال الأيام الماضية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق