كيف سيكون الدور المصري في سوريا بعد إعادة انتخاب السيسي؟

كيف سيكون الدور المصري في سوريا بعد إعادة انتخاب السيسي؟
الأخبار العاجلة | 29 مارس 2018
أشارت النتائج الأولية لعمليات فرز أصوات الناخبين في انتخابات الرئاسة المصرية إلى إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية.
 
وخاض الانتخابات الرئاسية التي جرت على مدى ثلاثة أيام مرشحان هما السيسي (63 عام) ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى (65 عام)، وقالت صحيفة الأهرام المصرية؛ اليوم الخميس، أن السيسي حصل على ما يقرب من 92 في المئة من الأصوات البالغ عددها 25 مليونا.
 
وبرز الدور المصري في الملف السوري بشكل لافت خلال العام الماضي بعد أن نجحت مصر في رعاية اتفاقين لتهدئة الأوضاع في سوريا، في ظل رضا من الأطراف المشاركة في الإتفاق، وقبول من الفاعلين الدوليين في الأزمة السورية، فكيف ستكون السياسة الخارجية المصرية تجاه سوريا بعد إعادة انتخاب السيسي.
 
مساعد رئيس تحرير الأهرام المصرية محمد حسين أبو الحسن قال في تصريحات خاصة لراديو روزنة أن مصر تدرك أهمية الوجود في الملف السوري، "مصر لم تكن بعيدة عن سوريا وكانتا في أوقات كثيرة دولة واحدة." مضيفاً أن ما بين مصر وسوريا وشائج مترسخة عبر التاريخ والحاضر ونظرا للأهمية المتعددة لسوريا في عمق التفكير السياسي والوجدان الشعبي المصري فإن مصر لا يمكنها أن تبتعد عن الساحة السورية معتبراً أن مصر ستواصل وجودها في سوريا وربما يكون أكثر حضورا خلال الفترة القادمة.
 
ويعتقد أبو الحسن خلال حديثه لروزنة أن الرئيس السيسي وادارته سوف يخلقون مساحة أوفر لتواجد مصر في حل الأزمة السورية وإن كان هذا الأمر سيكون بشكل غير معلن؛ بحسب تعبيره، وذلك منعا للحساسيات مع الدول الاقليمية الكبرى والتي تلعب دورا متعاظماً في سوريا، مشيراً إلى أن قيادة مصر تدرك بشكل جيد أهمية وضع حد للمعاناة في الأزمة السورية.واعتبر أن مصر تتميز عن كل اللاعبين في الساحة السورية بأنها الدولة الوحيدة التي لم تلوث يديها بالدماء السورية، ومعنى ذلك أن جهود مصر في إطفاء الحرائق بسوريا سوف تكون متواصلة وربما تأخذ أكثر من نهج وأسلوب.
 
في حين لفت أحمد جمعة الصحفي في قسم الشؤون العربية والدولية بصحيفة اليوم السابع المصرية بتصريحات خاصة لراديو روزنة، أن السياسة الخارجية المصرية تجاه سوريا سياسة ثابتة وهي معنية بأمن واستقرار سوريا، مؤكداً بأنه خلال الفترة المقبلة ستركز الإدارة المصرية على حلحلة الشأن السوري ومحاولة إخراج بعض الدول التي تؤجج الصراع الطائفي بسوريا.
 
وكشف جمعة عن استمرار دعم مصر في الجهود الرامية إلى حل سياسي في سوريا من خلال استضافة مصر لمؤتمر القاهرة 3 خلال الفترة القريبة القادمة، منوهاً إلى أن التحركات المصرية تأتي على كافة الأصعدة الدبلوماسية وستعمل من خلالها على الدفع نحو حل الأزمة السورية ومحاولة التوصل إلى حل يرضي كافة الأطراف للحفاظ على ما تبقى من سوريا.

بدوره أكد إبراهيم معروف القيادي في هيئة التنسيق السورية المعارضة في تصريحات لراديو روزنة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدرك جيداً مدى ترابط الأمن القومي لكل من مصر وسوريا، ونظراً لثقل مصر في الساحة العربية، فمن المنتظر أن يكون للدبلوماسية المصرية دورها في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، "لقد وفرت مصر أكثر من مناسبة لقوى المعارضة السورية للاجتماع في القاهرة، من أجل توحيد صفوفها ورؤيتها، وكان أهم هذه الاجتماعات مؤتمر المعارضة المنعقد في شهر حزيران من العام 2015، وقد توصل هذا المؤتمر إلى إقرار وثائق هامة، شكلت خريطة طريق، وأساساً لكل الأوراق السياسية التي قدمت لاحقاً بخصوص الحل السياسي. كما نتج عن المؤتمر ما يعرف بمنصة القاهرة، التي شاركت في مؤتمر المعارضة الثاني في الرياض في شهر تشرين الثاني 2017، الذي أسفر عن توسيع الهيئة العليا للمفاوضات."
 
واعتبر محمد أبو الحسن مساعد رئيس تحرير صحيفة الأهرام من خلال حديثه لروزنة أن الأوضاع السياسية التي مرت على مصر خلال الأعوام الماضية وضعت قيودا على الدور المصري تجاه سوريا، منوهاً إلى أن مصر لا تنظر إلى الجيش السوري بأنه جيش بشار الأسد او جيشا لجهة معينة إنما تنظر له بأنه جيش القطر السوري.
 وحول الاتفاقات التي عملت مصر على رعايتها مع جهات في المعارضة السورية قال أبو الحسن أنها محاولة مصرية من أجل عقد الصلح بين دمشق وبين جماعات المعارضة السورية، وهذا الأمر بحسب تعبيره يلقى قبول من جميع الأطراف باستثناء تركيا وقطر. 
 
ولفت أبو الحسن أن مصر تقوم بدورها الاقليمي تجاه سوريا وقد طلبت منها روسيا أن تتدخل وكذلك أيضا طلبت منها دول خليجية كبيرة تدعم المعارضة السورية بأن يكون لمصر دور أكبر في الملف السوري، مشيراً إلى أن مصر تحاول قدر استطاعتها وفي حدود طاقاتها أن تأخذ سوريا خطوات في الاتجاه الصحيح على طريق الحل في البلاد.

بينما توقع القيادي في هيئة التنسيق السورية المعارضة خلال حديثه لراديو روزنة أن يكون للقاهرة دور إيجابي في المرحلة القادمة، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وفق بيان جنيف1 والقرارات الدولية وخاصة القرار 2254، سيتطلب جهوداً وتفاهمات تتجاوز الإطار المحلي أو الإقليمي إلى المستوى الدولي.
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق