نشر موقع "CJR" تقريراً أمس، تناول فيه لجوءَ عددٍ كبيرٍ من الشباب السوري للعمل الصحفي في مناطق تخضع لسيطرة المعارضة، تبعاً لانعدام فرص حصولهم على وظائف عمل أخرى، و للمساعدة في تغطية الأخبار في أسخن بقعة في العالم.
ووفقاً للموقع، فإن التعتيم الإعلامي الذي فرضه النظام، منذ بدء الثورة في سوريا، أعاق إلى حد بعيد، عمل الصحفيين المحترفين، والمحققين المعنيين بملاحقة جرائم الحرب ومرتكبيها، الأمر الذي عزز فرص هؤلاء الشبان، بخوض هذه المهمة، سواءَ مرغمين، أو راغبين، بما يترافق مع ذلك، من منافع وأضرار.
وتناول التقرير أيضاً، قصصَ نجاحٍ لشبانٍ سوريين لم يتوقعوا في وقت سابق، أن ينتهي بهم المطاف للعمل مع مؤسسات إعلامية وقنوات تلفزيونية ووكالات أنباء عالمية.
وذكر الموقع، عندما استيقظ "حسين عكوش" على صوت هبوط صاروخ قرب منزله في حلب عام 2014، ركض إلى الخارج ليشهد على مذبحة مروعة، قتلَ فيها ما يزيدُ عن 42 مدني، وأصيب العشرات، وتضرر سوق الخضار، حيثُ يقول، "هذا المشهد كان له تأثير علىّ، ودفعني لاتخاذ قرار".
في ذلك العام نفسه، بدأ "عكوش" حياته المهنية الصحافية، أولاً كناشط إعلامي، وفي وقت لاحق كصحفي محترف، في محاولة لتوثيق أهوال الحرب التي لم يستطع المراسلون الأجانب الوصول إليها بشكل كامل.
لكن مثل كثير آخرين، لم يكن يخطط "عكوش" لأن يكون مراسلًا. لقد دفعت به السبل إلى العمل كصحفي بسبب الحرب، بعدما أصبح السكان، الشهود الوحيدين على جرائم الحرب المزعومة والفظائع التي دمرت بلادهم.
وبدأت العديد من مبادرات "صحافة المواطن" بالنمو في سوريا عام 2011 بعيد بدء الانتفاضة، وحتى اندلاع الحرب، حيثُ ما زال البعض نشطًا حتى اليوم، وقد نال اعترافًا دوليًا بعملهم، كـ "الرقة تذبح بصمت، وعنب بلدي".
البطالة سببٌ دفعَ بالكثيرين للجوء إلى الصحافة.
وارتفعت، منذ اندلاع الحرب، معدلات التضخم، وكذلك معدلات البطالة في سوريا من 8.4٪ إلى 14.٪ بالسنة التي بدأت فيها الحرب، واستقرت بنسبة 14.3٪ طوال سنوات الصراع.
وفقا لتقرير نشرته منظمة "ميرسي كوربس"، فإن العديد من الشباب السوريين داخل البلاد وفي المناطق المجاورة يشعرون بأنهم محاصرون و محبطون بسبب آفاق العمل المحدودة، حيثُ اضطر العديد من المواطنين الشباب للعمل في الصحافة، في حين عملت وكالات الأنباء مثل AFP و Reuters و Anadolu Ajansi على دمج المصورين المحترفين وغير المحترفين مع فرقهم.
من مواطنين صحفيين إلى فرقِ وكالاتٍ إخبارية عالمية
وحملَ الكثيرون كاميرا أو قلماً، لأول مرة، حيثُ جاء بعضهم من خلفيات علمية وهندسية، إحدى أكثر المسارات الأكاديمية شيوعًا للشباب السوري.
وفي غازي عنتاب، التقى "عكوش" بالعديد من المراسلين السوريين النازحين الذين يعيشون أوضاعاً مماثلة، بما فيهم "زهير الشمالي"، الذي كان يعيشُ في شرق حلب قبل خروجه منها كانون الأول 2016.
وبدأ "الشمالي" بنشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل الإعلام الاجتماعية، لكنه سرعان ما أدرك أنه يريد فعل المزيد، حيثُ يقول: "لم يكن هناك أناس كثيرون في هذا المجال يستطيعون التحدث باللغة الإنجليزية بشكل جيد، لذا شعرت بضرورة المتابعة حتى وإن لم يكن لدي أي خلفية صحفية".
ويضيف "الشمالي" أن العديد من أصدقائه قد أصبحوا صحفيين منذ اندلاع الحرب في سوريا لأن هناك "أشياء كثيرة جداً في كل ركن هناك تحتاج إلى رؤية".
حتى بالنسبة إلى "محمود الحاج عثمان"، وهو لاجئ يبلغ من العمر 31 عامًا من حلب، كانت الصحافة بمثابة دعوة للاستيقاظ أكثر من كونها خيارًا متعمدًا. حيثُ يقول، "[قبل الحرب] أحببت التقاط الصور واستخدام الكاميرا، لكنني عرفت أنني لن أكون صحافياً لأن الإعلام يخضع لسيطرة الحكومة".
كان مهندساً إلكترونياً، ثم طالباً في الاقتصاد، قبل أن يبدأ نشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية تحت الحصار، والتواصل مع المؤسسات والصحفيين الأجانب لإظهار الحقيقة على أرض الواقع، حيثُ يضيف "لم أكن أخطط لأن أكون صحفياً، لكن كان على أحدهم أن يفعل ذلك".
في عام 2011، بدأ العمل في بسمة، وهي منصة صحفية أخرى للمواطنين السوريين. بعد ذلك، شجعه مراسلون أجانب في الميدان كانوا يقدمون له المشورة المهنية، وأصبح مصورًا للجزيرة العربية، وهو مصور لرويترز، ومراسلًا لـ Anadolu Ajansi.
لبنى مرعي، مصورة وناشطة في الحقوق المدنية من اللاذقية، تُقيمُ في نيويورك، هي واحدة من أشهر الصحفيات من سوريا. في أوائل عام 2012، لم يكن هناك الكثير من الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات في البلاد لأن الحكومة لا تسمح لهم بالدخول، وتقول "مرعي"، "لذلك كانت مهمتنا، مع الناس الذين كانوا جزءًا من هذه الانتفاضة، والذين يتحدثون الإنجليزية ويستطيعون التقاط الصور، أن نصبح صحفيين، على الرغم من أننا لم نسمي أنفسنا صحفيين".
وتضيف "مرعي"، لم نكن في الحقيقة نتطلع للحصول عن هذه التسمية، ولكن فقط لطريقة نوصل بها الخبر، بهدف الكشف عما يجري في سوريا".
منافع و أضرار
وفي وقتٍ تنعدمُ فيه الأضرار الناجمة عن امتهان صحفيين غير محترفين للمهنة، ساهم قيامهم بذلك، بنقل الواقع للعالم، والرأي العام، وساعدوا محققين وصحفيين آخرين على فهم الصورة كاملة.
وخلصَ الموقع عن أن ما يجري في سوريا، غيرَّ من واقع الصحافة في البلاد، وألهم جيلاً جديداً من الصحفيين، وعلى الرغم من المفهوم الشائع في العالم العربي أنها ليست مهنة مناسبة اجتماعياً، وخاصة بالنسبة للنساء، يبدو أن هذه المهنة تتلقى الاعتراف بالتدريج من قبل السكان المحليين، الذين يدركون الآن قيمة القدرة على سرد قصصهم الخاصة لبقية العالم.
ووفقاً للموقع، فإن التعتيم الإعلامي الذي فرضه النظام، منذ بدء الثورة في سوريا، أعاق إلى حد بعيد، عمل الصحفيين المحترفين، والمحققين المعنيين بملاحقة جرائم الحرب ومرتكبيها، الأمر الذي عزز فرص هؤلاء الشبان، بخوض هذه المهمة، سواءَ مرغمين، أو راغبين، بما يترافق مع ذلك، من منافع وأضرار.
وتناول التقرير أيضاً، قصصَ نجاحٍ لشبانٍ سوريين لم يتوقعوا في وقت سابق، أن ينتهي بهم المطاف للعمل مع مؤسسات إعلامية وقنوات تلفزيونية ووكالات أنباء عالمية.
وذكر الموقع، عندما استيقظ "حسين عكوش" على صوت هبوط صاروخ قرب منزله في حلب عام 2014، ركض إلى الخارج ليشهد على مذبحة مروعة، قتلَ فيها ما يزيدُ عن 42 مدني، وأصيب العشرات، وتضرر سوق الخضار، حيثُ يقول، "هذا المشهد كان له تأثير علىّ، ودفعني لاتخاذ قرار".
في ذلك العام نفسه، بدأ "عكوش" حياته المهنية الصحافية، أولاً كناشط إعلامي، وفي وقت لاحق كصحفي محترف، في محاولة لتوثيق أهوال الحرب التي لم يستطع المراسلون الأجانب الوصول إليها بشكل كامل.
لكن مثل كثير آخرين، لم يكن يخطط "عكوش" لأن يكون مراسلًا. لقد دفعت به السبل إلى العمل كصحفي بسبب الحرب، بعدما أصبح السكان، الشهود الوحيدين على جرائم الحرب المزعومة والفظائع التي دمرت بلادهم.
وبدأت العديد من مبادرات "صحافة المواطن" بالنمو في سوريا عام 2011 بعيد بدء الانتفاضة، وحتى اندلاع الحرب، حيثُ ما زال البعض نشطًا حتى اليوم، وقد نال اعترافًا دوليًا بعملهم، كـ "الرقة تذبح بصمت، وعنب بلدي".
البطالة سببٌ دفعَ بالكثيرين للجوء إلى الصحافة.
وارتفعت، منذ اندلاع الحرب، معدلات التضخم، وكذلك معدلات البطالة في سوريا من 8.4٪ إلى 14.٪ بالسنة التي بدأت فيها الحرب، واستقرت بنسبة 14.3٪ طوال سنوات الصراع.
وفقا لتقرير نشرته منظمة "ميرسي كوربس"، فإن العديد من الشباب السوريين داخل البلاد وفي المناطق المجاورة يشعرون بأنهم محاصرون و محبطون بسبب آفاق العمل المحدودة، حيثُ اضطر العديد من المواطنين الشباب للعمل في الصحافة، في حين عملت وكالات الأنباء مثل AFP و Reuters و Anadolu Ajansi على دمج المصورين المحترفين وغير المحترفين مع فرقهم.
من مواطنين صحفيين إلى فرقِ وكالاتٍ إخبارية عالمية
وحملَ الكثيرون كاميرا أو قلماً، لأول مرة، حيثُ جاء بعضهم من خلفيات علمية وهندسية، إحدى أكثر المسارات الأكاديمية شيوعًا للشباب السوري.
وفي غازي عنتاب، التقى "عكوش" بالعديد من المراسلين السوريين النازحين الذين يعيشون أوضاعاً مماثلة، بما فيهم "زهير الشمالي"، الذي كان يعيشُ في شرق حلب قبل خروجه منها كانون الأول 2016.
وبدأ "الشمالي" بنشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل الإعلام الاجتماعية، لكنه سرعان ما أدرك أنه يريد فعل المزيد، حيثُ يقول: "لم يكن هناك أناس كثيرون في هذا المجال يستطيعون التحدث باللغة الإنجليزية بشكل جيد، لذا شعرت بضرورة المتابعة حتى وإن لم يكن لدي أي خلفية صحفية".
ويضيف "الشمالي" أن العديد من أصدقائه قد أصبحوا صحفيين منذ اندلاع الحرب في سوريا لأن هناك "أشياء كثيرة جداً في كل ركن هناك تحتاج إلى رؤية".
حتى بالنسبة إلى "محمود الحاج عثمان"، وهو لاجئ يبلغ من العمر 31 عامًا من حلب، كانت الصحافة بمثابة دعوة للاستيقاظ أكثر من كونها خيارًا متعمدًا. حيثُ يقول، "[قبل الحرب] أحببت التقاط الصور واستخدام الكاميرا، لكنني عرفت أنني لن أكون صحافياً لأن الإعلام يخضع لسيطرة الحكومة".
كان مهندساً إلكترونياً، ثم طالباً في الاقتصاد، قبل أن يبدأ نشر الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في الحياة اليومية تحت الحصار، والتواصل مع المؤسسات والصحفيين الأجانب لإظهار الحقيقة على أرض الواقع، حيثُ يضيف "لم أكن أخطط لأن أكون صحفياً، لكن كان على أحدهم أن يفعل ذلك".
في عام 2011، بدأ العمل في بسمة، وهي منصة صحفية أخرى للمواطنين السوريين. بعد ذلك، شجعه مراسلون أجانب في الميدان كانوا يقدمون له المشورة المهنية، وأصبح مصورًا للجزيرة العربية، وهو مصور لرويترز، ومراسلًا لـ Anadolu Ajansi.
لبنى مرعي، مصورة وناشطة في الحقوق المدنية من اللاذقية، تُقيمُ في نيويورك، هي واحدة من أشهر الصحفيات من سوريا. في أوائل عام 2012، لم يكن هناك الكثير من الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات في البلاد لأن الحكومة لا تسمح لهم بالدخول، وتقول "مرعي"، "لذلك كانت مهمتنا، مع الناس الذين كانوا جزءًا من هذه الانتفاضة، والذين يتحدثون الإنجليزية ويستطيعون التقاط الصور، أن نصبح صحفيين، على الرغم من أننا لم نسمي أنفسنا صحفيين".
وتضيف "مرعي"، لم نكن في الحقيقة نتطلع للحصول عن هذه التسمية، ولكن فقط لطريقة نوصل بها الخبر، بهدف الكشف عما يجري في سوريا".
منافع و أضرار
وفي وقتٍ تنعدمُ فيه الأضرار الناجمة عن امتهان صحفيين غير محترفين للمهنة، ساهم قيامهم بذلك، بنقل الواقع للعالم، والرأي العام، وساعدوا محققين وصحفيين آخرين على فهم الصورة كاملة.
وخلصَ الموقع عن أن ما يجري في سوريا، غيرَّ من واقع الصحافة في البلاد، وألهم جيلاً جديداً من الصحفيين، وعلى الرغم من المفهوم الشائع في العالم العربي أنها ليست مهنة مناسبة اجتماعياً، وخاصة بالنسبة للنساء، يبدو أن هذه المهنة تتلقى الاعتراف بالتدريج من قبل السكان المحليين، الذين يدركون الآن قيمة القدرة على سرد قصصهم الخاصة لبقية العالم.