اغتال مسلحون مجهولون، أمس الاثنين، القاضي "أحمد رائد عربو" عضول لجنة المصالحات، في مدينة سلقين شمال غرب إدلب.
وذكر ناشطون في المدينة لـ روزنة، أن سيارة من نوع "فان" تقل ستة ملثمين اعترضوا طريق القاضي عربو عند المدخل الغربي لمدينة سلقين، وأطلقوا النار عليه وغادروا المكان على الفور، دون تأكد الأهالي هناك من هويتهم، أو معرفة دافع القتل.
وشغل العربو منصب قاضي تحقيق في مدينة إدلب أكثر من تسعة أعوام، وبعد انطلاق الثورة السورية في آذار 2011، أصبح عضواً في لجنة المصالحات بين النظام السوري والمعارضة.
وساعد عربو في إمداد أفران سلقين مسقط رأسه والبلدات المجاورة بمادة الطحين، قبل سيطرة قوات المعارضة على مدينة ادلب.
رأفت جراد، أحد أهالي مدينة سلقين قال لـ روزنة حول القاضي عربو "اعتقلني جيش النظام السوري أنا وشقيقي من منزلي في سلقين، ذلك بعد سيطرته على المدينة بالكامل وخروج كتائب الجيش الحر منها".
وتابع "بعد أن علم عربو باعتقالنا سعى لتحريرنا من قبضة جيش النظام بكفالة شخصية منه.. ولم نكن الوحيدين الذين أُطلق سراحهم من خلال واسطة القاضي عربو، إذ تدخل للإفراج عن نحو 20 معتقلاً لدى جيش النظام".
ورجَّح ناشطون وجود ترابط بين قضية مقتل القاضي عربو واختطاف رئيس فرع الهلال العربي السوري بإدلب "محمد عبد القادر وتي" نظراً للصداقة التي تجمعهم، إضافةً لعملهم المشترك السابق في لجنة المصالحات بمدينة سلقين.
واختطف "الوتي"، رئيس فرع الهلال الأحمر العربي السوري في إدلب خلال عودته من قلعة المضيق باتجاه إدلب في الـ 18 من شباط الماضي، ولا يزال مصيره مجهول إلى الآن.
إقرأ أيضاً: مصير مجهول لرئيس فرع الهلال الأحمر في إدلب
أصدقاء مقربون لـ الوتي قالوا لـ روزنة إن الخاطفين طلبوا من ذويه مبلغ وقدره 28 مليون ليرة سورية حتى يتم اخلاء سبيله، وبالمقابل، رفض ذوي "الوتي" الإدلاء بأي تصريح حوله أو تأكيد موضوع الفدية، مشيرين إلى أن عدم التصريح يأتي حفاظاً على حياة ابنهم.
وبحسب المعلومات، فإن "وتي" كان يستقل سيارته الخاصة من نوع "كيا ريو" بيضاء اللون، وتحمل لوحتها الرقم 149778 تسجيل حلب، في وقت أشار الهلال الأحمر إلى أنه تم تلقي آخر رسالة من "وتي" عبر المحطة اللاسلكية عند منطقة "أريحا"، دون معرفة مزيد من التفاصيل.
ولم تعلق الكتائب الإسلامية وفصائل المعارضة المسلحة العاملة في إدلب على خبر اختفاء رئيس فرع الهلال الأحمر في المدينة حتى هذه اللحظة، فيما لم تتحمل أية جهة أخرى، المسؤولية عن اختفائه، حتى الآن.
يذكر أن "الهلال الأحمر العربي السوري"، هي منظمة إنسانية تقدم خدماتها للمواطنين السوريين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية.