الطاهية ملك جزماتي..صورة إيجابية للمرأة السورية في أوروبا

الطاهية ملك جزماتي..صورة إيجابية للمرأة السورية في أوروبا
الأخبار العاجلة | 23 مارس 2018
بعد أكثر من سبع سنوات ماتزال ظروف المأساة السورية تلقي بظلالها على الإنسان السوري، وكان تجربة النساء السوريات في مواجهتها أبرز صنوف المقاومة الساعية للحياة والعطاء، في يوم المرأة العالمي استعرض معكم راديو روزنة تجارب سوريات خاضوا طريق السعي للنجاح وإثبات الذات بل والتغلب عليها، (أليس مفرج، رغدة حسن، نور الجابر، ملك جزماتي، سارة الحوراني).
 
وفي هذا التقرير نستعرض معكم الجزء الثالث من تجارب السوريات اللاتي تحدين الحرب؛ ونقدم لكم المقابلة التي خصتنا بها "ملك جزماتي" الإنسانة السورية الرائدة في المجتمع الأوروبي.

دخلت الشابة الدمشقية ملك جزماتي عالم الطبخ واكتسبت معه شهرة مميزة لتعبر عن صورة إيجابية بارزة للمرأة السورية في أوروبا، وترى بأن المطبخ السوري يحمل في تفاصيله ثقافة العائلة والكثير من الحب.

ملك التي ذاع صيتها في ألمانيا تقول لراديو روزنة " اعتبر نفسي ناشطة ثقافية ومدونة بداخل المطبخ ولا اعتبر حالي طاهية أبدا، ولكن مجتمعنا أحيانا يرغب في تثبيط الهمم، وأقول لمن ينتقدني أن أكون طاهية بنظرك أفضل من أن أكون لا شيء."
وتعتبر ملك أن المرأة السورية أصبحت على مقدرة بأن تعرف ما هي حقوقها وتطالب بها من غير أي حرج، وترى بأنها وعلى الصعيد الشخصي لم تكن لديها مشاكل ضمن دائرتها الاجتماعية في عملها، ولكن احيانا تلقى بعض الردود السلبية من قبل بعض المعارف أو حتى أحيانا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتقول لروزنة أن هناك انتقاص ذكوري تجاه عملها حتى أنها تتلقى دائما العبارة ذاتها تجاه المرأة الشرقية "هذا هو مكان المرأة الطبيعي، مكانكم المطبخ؛ وهذا أكثر شيء تستطيعون فعلهوتشير جزماتي في حديثها لروزنة "هناك دعم تحصل عليه المرأة السورية نوعا ما في مجتمعها المحيط ولكن لا ننكر بأنهم في الغالب يرون وكأنها ملكية خاصة لعائلتها سواء كانت في منزل الأب والأم أو في منزل الزوج."

وتوجهت عبر حديثها لراديو روزنة برسالة خاصة للمرأة السورية في أوروبا "رسالتي للمرأة السورية في أوروبا بأن تبحث جيدا في داخلها ولا تستسلم لمجرد أنها غير متعلمة أو لا تتقن لغة أجنبية، فبالتأكيد هناك شيء مهم في داخلها يجب أن تصل له وتصقله وتعمل من أجله.
وتعتبر جزماتي بأنها استطاعت كسر الصورة النمطية للمرأة العربية والسورية في ألمانيا، بأنهم نساء مستهلكات وجاهلات، "نجلس في البيت فقط من أجل أن ننجب أولاداً، فأردت أن اري المجتمع المضيف في ألمانيا بأننا نعمل وننجح ونسابق الرجل أيضاً."
 
وتمنت في ختام حديثها أن يلغى يوم المرأة وأن تكون الحياة هي دائما تكريم للمرأة "أتمنى ألا تتوقف إنجازات المرأة بكل الأصعدة، وأتمنى أن نتغلب على المجتمع الذكوري الذي يحل للرجل ما لا يحل للمرأة وأن تصل لمجتمع يساوي بين الرجل والمرأة."كما عبرت عن أملها في سعيها لأن تكون شخصية مؤثرة عند النساء السوريات، فهي لم تدخل عالم الطبخ بحسب تعبيرها لمجرد أن تكون "طباخة"، بل على العكس هي تحاول أن تجعل النساء اللاتي لا يملكن امكانيات تعليمية في السعي لإثبات نفسه وتقول: "حتى أنا التي أملك إمكانيات تعليمية عالية بحثت على شيء بداخلي؛ وتمتلكه أي امرأة سورية وعملت عليه؛ فحاولت من خلال ذلك أن أكون شخصية مؤثرة؛ وأتمنى فعلا أن أكون قد أثرت في النساء السوريات بطريقة إيجابية".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق