باتت ذكرى عيد الأم في السويداء هو اليوم الأصعب الذي يمر على الأم وعلى الأسرة، حيث لا يخلو بيت من فقيد سواء كان ابن، ابنة، زوج، لم تعد الأم تحتفي بـ "يومها" فقد باتت كل الايام هي احتفاء الأم بالأمل الذي بات من مترفات الحياة وصعب المنال، على الأقل في رؤية أولادها واجتماع عائلتها.
"أم عبدو" امرأة في الخامسة والستين من العمر، توفي زوجها وأولادها "عبدو ومحمد" قبل ثلاثة أعوام، نزحت إلى السويداء مع زوجات أولادها وأطفالهم منذ سنتين.. تقول لراديو روزنة "الله يلعن الحرب يا بنتي شردتنا وهجرتنا من بيوتنا." وتشير أثناء حديثها بيديها أكياس وظهرها منحني تحاول أن تقطع الشارع ومعها طفلين بعمر العشر سنوات..
تقول أم عبدو أحضرت هدايا لزوجات أولادي بعيد الأم "حرام خليهن ينبسطوا، انا ما بدي هدايا، هديتي انو ارجع على بيتي في حلب وشم ريحتو.." تتحدث والدموع في عينيها:" ما بدي ابكي أمام أحفادي، ما بدي انزع عليهم هاليوم "
تبكي ابنها بحرقة ... كل ولد بشوف فيه ابني محمود
تقول والدموع تملأ عينيها، كان معو لعبة عم يلعب فيها بأرض الديار عندما بدأت الاشتباكات في الحارة التي نسكن فيها، ما كان معو بارودة ليدافع عن حالو، أي عيد هذا الذي سيمر على الأم السورية، كل ولد أراه بشوف فيه ابني محمود، (أم محمود) 35 عاماً، نزحت من درعا الى السويداء عام 2013، عملت المستحيل لكي تنجب ابناً بعد وفاة محمود ولكن محاولاتها باءت بالفشل..
(سعاد) أم لثلاثة أطفال، توفي زوجها منذ ثلاثة أعوام، أثناء قتاله غلى جانب قوات النظام السوري، تقول "ابني الكبير عمره عشر سنوات ، كان زوجي هو من يشتري لي هدية عيد الأم، الآن يا حسرة ما عندي حدا يشتري لي هدية، لم أعد أشعر بطعم الحياة بعد أن فقدته، كان يخلق لي جواً من السعادة والفرح في هذا اليوم."
(ملهم) طالب جامعي، كل شهر يأتي إلى السويداء ليرى أمه يقول: المهم أمي بخير، فهناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم بسبب الأحداث، وبغض النظر عن العيد بحد ذاته، لكن ما يجعلني أكثر صبراً، هو أن والدتي ما تزال بخير..
أمنيات أم…
"أم أحمد" 50 عاما، تقول" أعيش هنا مع زوجة ابني وأولاده الصغار، وبعد هجرة ثلاثة من أبنائي إلى أوربا، لا أجد معنى من الاحتفال بعيد الأم فكل ما أريده هو الاطمئنان على الأولاد وأن لا يصابوا بسوء، واتمنى أن يكونوا معي ويعايدوا علي ويقبلون يدي كما كان يفعلون في عيد الأم في السنوات السابقة."
ما في عيد إلا وفيه غصة
"لم يبقى أحد جنبي، ابني الكبير قتل في معارك دير الزور، والصغير سافر على ألمانيا خوفا من الخدمة العسكرية، وأنا شجعته على السفر، لا أريد ان يقتل مثل أخيه في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا يصلنا منها سوى الألم والفقدان والحزن، لا يوجد أم سورية إلا وفقدت ابناً أو زوجاً أو اخاً." و تتابع السيدة الأربعينية "ما في أم بتعيد بعيدها وهي سعيدة ومرتاحة، ما في عيد إلا وفيه غصة، لم يتركوا خيارا للشباب يا إما الموت أو السفر".
الخطف في المدينة سرق فرحة العيد
وكأن الحرب السورية لا تكفي لمرارة وفقدان و مقتل الأبناء، فقد عانت السويداء من حالات الخطف المتكررة لتكون الضحية هي الأم أيضاً، كحال أم وسام التي تعيل ابنتها المعاقة بعد اختطاف ابنها، تقول وبكلمات لا تخلو من غصة وحزن وعينين ملأتهما الدموع "أنا عيدي بس يرجعلي ابني."
لا خاسر في هذه الحرب أكثر من الأمهات السوريات هم فقط من يدفع الفاتورة كاملة دماء ودموع وحسرات، بالرغم من الأجواء المؤلمة التي تسود البيوت في هذا اليوم، لكن الجميع يحاول أن يتحايل على هذه الأجواء بخلق السعادة والرضا، لنرى الأسواق مكتظة بالزبائن لشراء الهدايا للأم ولتعويضها ولو بقدر بسيط عن الخسائر والفواجع التي مُنيت فيها.
في يوم الأم وحدت ظروف الحرب بين الأمهات السوريات، فلم تفرق بينهن انتماءات سياسية أو مذهبية، وامتد ألم الفراق والفقد ووجع العجز والخوف والقلق ليشملهن جميعًا.
"أم عبدو" امرأة في الخامسة والستين من العمر، توفي زوجها وأولادها "عبدو ومحمد" قبل ثلاثة أعوام، نزحت إلى السويداء مع زوجات أولادها وأطفالهم منذ سنتين.. تقول لراديو روزنة "الله يلعن الحرب يا بنتي شردتنا وهجرتنا من بيوتنا." وتشير أثناء حديثها بيديها أكياس وظهرها منحني تحاول أن تقطع الشارع ومعها طفلين بعمر العشر سنوات..
تقول أم عبدو أحضرت هدايا لزوجات أولادي بعيد الأم "حرام خليهن ينبسطوا، انا ما بدي هدايا، هديتي انو ارجع على بيتي في حلب وشم ريحتو.." تتحدث والدموع في عينيها:" ما بدي ابكي أمام أحفادي، ما بدي انزع عليهم هاليوم "
تبكي ابنها بحرقة ... كل ولد بشوف فيه ابني محمود
تقول والدموع تملأ عينيها، كان معو لعبة عم يلعب فيها بأرض الديار عندما بدأت الاشتباكات في الحارة التي نسكن فيها، ما كان معو بارودة ليدافع عن حالو، أي عيد هذا الذي سيمر على الأم السورية، كل ولد أراه بشوف فيه ابني محمود، (أم محمود) 35 عاماً، نزحت من درعا الى السويداء عام 2013، عملت المستحيل لكي تنجب ابناً بعد وفاة محمود ولكن محاولاتها باءت بالفشل..
(سعاد) أم لثلاثة أطفال، توفي زوجها منذ ثلاثة أعوام، أثناء قتاله غلى جانب قوات النظام السوري، تقول "ابني الكبير عمره عشر سنوات ، كان زوجي هو من يشتري لي هدية عيد الأم، الآن يا حسرة ما عندي حدا يشتري لي هدية، لم أعد أشعر بطعم الحياة بعد أن فقدته، كان يخلق لي جواً من السعادة والفرح في هذا اليوم."
(ملهم) طالب جامعي، كل شهر يأتي إلى السويداء ليرى أمه يقول: المهم أمي بخير، فهناك الكثير من الأشخاص الذين فقدوا أمهاتهم بسبب الأحداث، وبغض النظر عن العيد بحد ذاته، لكن ما يجعلني أكثر صبراً، هو أن والدتي ما تزال بخير..
أمنيات أم…
"أم أحمد" 50 عاما، تقول" أعيش هنا مع زوجة ابني وأولاده الصغار، وبعد هجرة ثلاثة من أبنائي إلى أوربا، لا أجد معنى من الاحتفال بعيد الأم فكل ما أريده هو الاطمئنان على الأولاد وأن لا يصابوا بسوء، واتمنى أن يكونوا معي ويعايدوا علي ويقبلون يدي كما كان يفعلون في عيد الأم في السنوات السابقة."
ما في عيد إلا وفيه غصة
"لم يبقى أحد جنبي، ابني الكبير قتل في معارك دير الزور، والصغير سافر على ألمانيا خوفا من الخدمة العسكرية، وأنا شجعته على السفر، لا أريد ان يقتل مثل أخيه في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا يصلنا منها سوى الألم والفقدان والحزن، لا يوجد أم سورية إلا وفقدت ابناً أو زوجاً أو اخاً." و تتابع السيدة الأربعينية "ما في أم بتعيد بعيدها وهي سعيدة ومرتاحة، ما في عيد إلا وفيه غصة، لم يتركوا خيارا للشباب يا إما الموت أو السفر".
الخطف في المدينة سرق فرحة العيد
وكأن الحرب السورية لا تكفي لمرارة وفقدان و مقتل الأبناء، فقد عانت السويداء من حالات الخطف المتكررة لتكون الضحية هي الأم أيضاً، كحال أم وسام التي تعيل ابنتها المعاقة بعد اختطاف ابنها، تقول وبكلمات لا تخلو من غصة وحزن وعينين ملأتهما الدموع "أنا عيدي بس يرجعلي ابني."
لا خاسر في هذه الحرب أكثر من الأمهات السوريات هم فقط من يدفع الفاتورة كاملة دماء ودموع وحسرات، بالرغم من الأجواء المؤلمة التي تسود البيوت في هذا اليوم، لكن الجميع يحاول أن يتحايل على هذه الأجواء بخلق السعادة والرضا، لنرى الأسواق مكتظة بالزبائن لشراء الهدايا للأم ولتعويضها ولو بقدر بسيط عن الخسائر والفواجع التي مُنيت فيها.
في يوم الأم وحدت ظروف الحرب بين الأمهات السوريات، فلم تفرق بينهن انتماءات سياسية أو مذهبية، وامتد ألم الفراق والفقد ووجع العجز والخوف والقلق ليشملهن جميعًا.
الكلمات المفتاحية