كيف استطاع متقاعدٌ تركي مساعدة آلاف السوريين في حي صغير بأنقرة؟

كيف استطاع متقاعدٌ تركي مساعدة آلاف السوريين في حي صغير بأنقرة؟
أخبار | 16 مارس 2018
يكرّسُ النجار المحترف البالغ من العمر 65 عاماً "جاويد إيتلش"، والذي يُطلق آلاف من اللاجئين السوريين عليه اسم، "بابا جاويد"، مرتبَ تقاعده لدعم مئات اللاجئين السوريين في حيه "سيتلر" بالعاصمة التركية "أنقرة".
 
ومع ما يملكه من مجرد هاتفٍ جوال، ودفتر ملاحظات عملاق، ومعاش صغير وبعض التبرعات، ساعد ما يقدر بنحو 3500 لاجئ في العثور على الطعام، والوظائف، والرعاية الطبية، والمشورة القانونية، والإسكان، والمدافئ، والملابس وغيرها من الإمدادات، حسب ما ترجمت "روزنة" عن موقع "OZY" التركي. 

 
كما يستضيف عشرات العائلات اللاجئة بين الحين والآخر، لتناول وجبات الطعام، حيثُ يسمحُ لبعضهم المبيت في منزله المكون من طابقين.
 
وفر ما يقارب الـ 4 ملايين لاجئ من الحرب السورية المُدمرة إلى تركيا المجاورة، في نسبة هي الأكبر في العالم، وتبلغُ أكثر من ثلاثة أضعاف الرقم، الذي استضافه الاتحاد الأوروبي بأكمله، من اللاجئين السوريين.
 
ويعيشُ حوالي 23 ألفاً من هؤلاء اللاجئين في حي "سيتلر" بأنقرة، وبسبب مشاريع إعادة التطوير، تم تدمير معظم المباني القديمة في الحي، حيثُ يعيش العديد من اللاجئين بين الأنقاض، في وقتٍ غادر فيه معظم المواطنين الأتراك.
 
وفي إحدى الأمسيات منذ أكثر من خمس سنوات، وجد "إيتلش" عائلة مكونة من 25 شخصًا يرتجفون من البرد في منزل بدون نوافذ، ثم طلبَ من زوجته أن تصنعَ أكبر قدر من الحساء، و أحضر جميع بطانياته إلى العائلة.
 
اليوم، أكثر من 100 شخص يدقُ جرسَ باب "إيتلش" يومياً، حيث يقول في ذلك، "هذا هو واجبي"، مضيفاً، "إذا تمكنت من القضاء على جوع شخص ما، أو علاج مرضهم، أو تلبية احتياجاتهم، هذا يجعلني سعيداً، ولهذا، يطلقون علي اسم بابا".
 
معظم المساعدات الرسمية للمنطقة يتم توجيهها من خلال "إيتلش" وزوجته، اللذين تم تكريمهما العام الماضي بجائزة الخير الدولية، من السلطة الدينية التي تديرها الدولة، والتي قدمها الرئيس "رجب طيب أردوغان".
 
ويقول "لم أرغب أبداً في الحصول على الجائزة. "أردت فقط أن يكافئني الله على أفعالي في الحياة بالآخرة"، كما أخبر "إيتلش" وسائل الإعلام المحلية في ذلك الوقت، "قررت أن أفتح أبوابي للصحفيين لأن هذا يعني الدعاية للاجئين، وبالتالي المزيد من المساعدات لهم".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق