من حلب إلى أروقة البرلمان البريطاني… ما هي قصة "إسماعيل"؟

من حلب إلى أروقة البرلمان البريطاني… ما هي قصة "إسماعيل"؟
أخبار | 15 مارس 2018
تمثلُ قصةُ لجوء الشاب السوري "إسماعيل" إلى المملكة المتحدة، جملةً من المصاعب متفاوتة الشدة، يواجهها أغلب اللاجئين، الذين يرغبون بالوصول إلى المملكة المتحدة، عوضاً عن دولٍ أوروبية أخرى، إلا أن الحظ، لعبَ دوراً مفصلياً، بفرضِ تغيير إيجابي، قلبَ حياة "إسماعيل".
 
قبل سنتين، كان "إسماعيل" يعيش في مخيم "كاليه" سيئ السمعة شماليَّ فرنسا، أما الآن، فينهي "إسماعيل" تحضيره للبدء بدراسة الفصل الأخير بإحدى الجامعات، وقد بدأ بالفعل تجربة فريدة من نوعها، للعمل في "البرلمان" البريطاني.
 
وبحسب ما ترجمت "روزنة" عن موقع "Itv.com"، استغرقت رحلةُ لجوء "إسماعيل" حوالي 12 شهراً، كما عاش في مخيم "كاليه" لمدة 13 شهراً، على أمل الحصول على فرصة تسمحُ ببدء حياة جديدة في المملكة المتحدة، وقبيل أن يقع "إسماعيل" ضحية للاستسلام، وافقت الحكومة البريطانية على إعادة توطينه.
 
وحصل "إسماعيل" مع مجموعة من الأطفال الآخرين، على فرصة للحصول على حياة كريمة، إثر إطلاقِ عضو البرلمان السابق "لورد دوبس"، الذي كان لاجئاً أيضاً فيما مضى، حملةً أُطلقَ عليها "قانون دوبس"، سمحت بإعادة توطين ودعم حوالي 3 آلاف طفل غير مصحوب في المملكة المتحدة.

 
وقبل وصوله إلى هنا، كان على "إسماعيل" أن يغادر، للمرة الأولى، مدينته حلب، عندما كان يبلغ 15 عاماً، وبدءَ رحلة اللجوء إلى بريطانيا، حيث كانت رحلة "إسماعيل" محفوفة بالمخاطر، بما فيها استقلال قارب مطاطي من تركيا إلى اليونان، في رحلة لم يتمكن الآلاف من إكمالها.
 
ويقول إسماعيل، "في هذه اللحظة، لا أستطيع أن أنسى، لا توجد كلمات يمكن أن تصف هذا الشعور"، مضيفاً، "عندما تركت عائلتي، كانت تلك، أصعب لحظة في حياتي، لأنني قد لا أراهم مرة أخرى."
 
وبعد الإبحار إلى اليونان على متن قارب ضيق، اعتقدَ "إسماعيل" أنه قد تغلب على الجزء الأكثر صعوبة من الرحلة، إلا أن أشهراً طوال، استغرقها، وهو يعبر مشياً و بالقطار بين الدول الأوروبية تباعاً، قبل أن يصل إلى مخيم "كاليه" حيثُ بقي فيه لـ 13 شهراً.
 
ويضيفُ "إسماعيل"، "أدركت أن أسوأ شيء بالنسبة لي هو أن أعيشَ في غابة "كاليه" لمدة 13 شهراً، الأمر الذي أفقدني الأمل"، مشدداً، "بعد ذلك ليس لديك فكرة عن المكان الذي ستذهب إليه. فكرت في الاستسلام، خاصة بعد أن قررت الحكومة الفرنسية تدمير المخيم".

 ثم تمكن "لورد دوبس"، الذي كان واحداً من 669 طفلاً، غالبيتهم يهود، جاؤوا من "تشيكوسلوفاكيا" عام 1939، من تمرير مقترح "القانون"، عبر البرلمان، الأمرُ الذي ساعد محاميي منظمة "دانكان لويس"، مع جمعية خيرية تدعى "ممرٌ آمن" من تقديم طلب للسماح لإسماعيل، بالقدوم إلى بريطانيا.
 
وبعد محاولة الدخول إلى المملكة المتحدة بصورة غير مشروعة مئات المرات، يقول "إسماعيل" إنه كان الأمر بمثابة "حلم"، بأن يُسمحَ له الدخول بشكلٍ قانوني، حيثُ استضافته عائلة بريطانية، وتمكن فيما بعد ببدء دراسات "سياسية" في جامعة "لندن".
 
الآن، وفي عامه الـ 18، بدأ "إسماعيل" العمل في البرلمان، إلى جانب الرجل، الذي ساعدَ في جلبه، "لورد دوبس".  

 
ويقول "إسماعيل، "تعلمت في دراستي، أن بريطانيا، دولةٌ ديمقراطية وإنسانية، لذلك كانت المملكة دائما هدفي، حيث تعلمت ذلك، من خلال التلفزيون والدراسة".
 
ويطمحُ "إسماعيل" بمساعدة الآلاف الذين لم يحالفهم الحظ، من خلال القيام بحملات مع "لورد دوبس" في مجلس اللوردات لجلب المزيد من اللاجئين إلى هنا قائلاً، "هناك ملايين لا يزالون هناك ويعملون بجد من أجل البقاء، ويأملون أن يتحقق السلام، قبل أن يقتلوا".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق