محلل سياسي: وجود معارضة ناضجة شرط لاعادة توازن الصراع مع النظام السوري

محلل سياسي: وجود معارضة ناضجة شرط لاعادة توازن الصراع مع النظام السوري
الأخبار العاجلة | 15 مارس 2018

المعارضة التقليدية لم تمتلك أي قدرة للتعبير عن آمال السوريين، و إذا توفرت قوى سياسية ناضجة​ لربما يكون لدينا أملا في إعادة توازن للصراع مع النظام نفسه.​

أكدت الكاتبة و الناشطة هنادي زحلوط في موضوع الثورة السورية التي تدخل عامها الثامن على إستحالة العودة إلى ما قبل عام 2011 حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، حيث اختلفت اليوم كل أساليب التعبير السياسي و الإعلامي.

وانطلقت الثورة السورية في شهر آذار من عام 2011 بعد قيام أطفال درعا بكتابة منشورات على الجدران تندد برئيس النظام السوري مطالبة باسقاطه ، بالتزامن مع موجات الربيع العربي في تونس ومصر.

 و أشارت زحلوط في مداخلتها مع راديو روزنة، إلى أن الثورة و منذ انطلاقتها افتقدت الرؤية والإستراتيجية، حيث تم ترك الأمور لأوضاعها الظرفية و ليأتي ضمن هذا الإطار موضوع التحول إلى التسليح و الإعتماد على، المعارضة التقليدية، التي لم تمتلك أي قدرة على التعبير عن هموم السوريين.

و اليوم  تشير زحلوط  اننا بتنا نرى المزيد من التهجير القسري و المزيد من الإعتقالات و تكريس حالة الحصار على مناطق بأكملها مثل منطقة الغوطة. و أصبح صوت الثورة بالعموم على الأرض أضعف في وقت انهارت قوى الناس .

إلا أن زحلوط شددت في حديثها ضمن الساعة الاخبارية على أن النظام السوري في المدى المتوسط لايمكنه الإستمرار ويبقى موضوع بقاءه من عدمه رهنا بالقوى العظمى و مقدار دعمها لعملية التغيير النهائي.

بعد مرور 7 سنوات ..سوريا أقرب لتكون دولة تحت الاحتلالات

 طارق عزيزة الكاتب والباحث السوري علق في حديثه ضمن الساعة الاخبارية  مع راديو روزنة، حول مآلات الثورة السورية سياسياً " إن الثورة مرت بعدة مراحل، بعد أن بدأت سلمية، وقبل أن يظهر السلاح والطابع الإسلامي الذي ابتليت الثورة فيه، وهوت البلاد بعد ذلك في ما يشبه عناصر حرب أهلية، وشيئا فشيئا، تعمق التدخل الخارجي، وباتت سوريا أقرب لتكون دولة تحت الاحتلالات، ولدينا مزيج من صراع دولي، واقتتال سوري سوري، مع الصراع الإقليمي، وكل ذلك على حساب ثورة السوريين أنفسهم".

 

 وقال عزيزة نأمل أن أي فترة سلم وتوقف للحرب، ستعيد للثورة أوجها إذا ما حافظت هذه الثورة على كمونها، ونعيد ترتيب أوراقنا إذ أنه لا يمكن الاستمرار والتعايش مع النظام السوري، و أن الفورة والعربدة الروسية في المنطقة لن يكتب لها الاستمرار، والعلاقات الدولية، والنظام الدولي مهما تردت أوضاعه لا يستقيم أن يستمر طرف ما في المنظومة الدولية في العربدة، وانتهاك القوانين على النحوة الذي يعتمده الروس.

و اختتم  طارق عزيزة الكاتب والباحث السوري قائلا: الغرب لن يسكت عندما يتم مس مصالحه، ونحن رأينا كيف تم قصف النظام السوري والقوات الروسية عندما تعدوا على مصالح واشنطن في سوريا، لذلك فإن هذه الدول لن تترك روسيا تستفرد في المنطقة، ليس من أجل الشعوب بل إعادة التوازن في المنطقة، وبالتالي إذا توفرت قوى سياسية ناضجة، بدلاً من المعارضة الهزيلة الفاسدة التي ابتلينا بها، لربما يكون لدينا أملا في إعادة توازن للصراع مع النظام نفسه.

 

 



 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق