سبع سنوات سوريّة..أبناء الثورة الغائبين

سبع سنوات سوريّة..أبناء الثورة الغائبين
الأخبار العاجلة | 15 مارس 2018
 

كثيرة هي الأسماء التي برزت من عمر الثورة السورية؛ بذلت وأعطت بلا مقابل في سبيل الغاية التي نشدها شباب التغيير السلمي بسوريا، نستذكر معكم في هذا التقرير بمناسبة الذكرى السنوية للثورة السورية لرموز مدنية شاركت في الثورة و غيبها الموت أو الإختفاء القسري؛ لتكون أيقونة راسخة في ضمير الثورة السورية.
 
 
خاين يلي بيخطف ثائر 

في كانون الأول من العام 2013، اقتحم مسلحون يعتقد أنهم تابعون لـ "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية بريف دمشق؛ مكتب  "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا" واختطفوا المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان "رزان زيتونة" مع زملائها الثلاثة وائل حمادة، سميرة خليل، وناظم حمادي؛ حيث يعتبرون مجهولي المصير إلى يومنا هذا؛ في ظل إنكار الفصيل المسيطر في دوما (جيش الإسلام) على علاقته بحادثة الإختطاف.
 
رزان التي شاركت في الثورة منذ أول أيامها أسست مع ناشطين؛ لجان التنسيق المحلية في سوريا لتوثيق انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان؛ ويعتبر دورها رئيسيا في تنظيم عمل اللجان، في تشرين الأول 2011 حصلت على جائزة آنا بوليتكوفيسكايا من الجمعية البريطانية (RAW in War) وإرسالها عبر الإنترنت تقارير عن الفظائع ضد المدنيين في سوريا، وفي نفس الشهر من عام 2011 اختارها البرلمان الأوروبي مع أربعة مواطنين عرب آخرين للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر، وفي عام 2013 حصلت على جائزة أشجع امرأة دولية وهي جائزة أمريكية تقدم سنويا من قبل وزارة خارجية الولايات المتحدة للنساء اللواتي يظهرن القيادة والشجاعة والاستعداد للتضحية من أجل الآخرين. 
 
كانت "زيتونة" عضواً مؤسساً في جمعية حقوق الإنسان في سوريا واستمرت في عملها مع الجمعية منذ 2001 وحتى عام 2004، وفي عام 2005 أسست رابطة معلومات حقوق الإنسان في سوريا ليكون بمثابة قاعدة بيانات لانتهاكات النظام لحقوق الانسان في البلاد، بالاِضافة اِلى نشاطها في لجنة دعم عائلات المعتقلين السياسيين في سوريا، ومع بداية الثورة اضطرت للتخفي بسبب نشاطها الإعلامي لنقل ما يحدث على الأرض لوسائل الاعلام المختلفة، خاصة الانتهاكات التي يتعرض لها السوريون في ثورتهم من اعتقالات وتعذيب وقتل وتنكيل.
  
فارقت سوريا في منفاها 

غادرت روح الفنانة فدوى سليمان من منفاها في فرنسا منتصف شهر آب من العام الفائت وهي لم تتوقف عن التعبير إزاء مواقفها الصارمة من النظام السوري، وقادت قبل خروجها من سوريا عدة مظاهرات في مدينة حمص وأكدت من خلالها على الوحدة الوطنية والابتعاد عن الطائفية والمناطقية، وقد قالت فدوى في مقابلة تلفزيونية لها في تشرين الثاني 2011؛ إنها لا تنتمي إلى أي طائفة وإنها تنتمي فقط إلى الشعب السوري وإلى سوريا؛ وأن السوريون لا ينتمون لأي طائفة وأن الشعب السوري ليس طائفيا؛ بل أن النظام هو الطائفي؛ وأن الديكتاتورية لا دين لها ولا طائفة.
  
وأصبحت من رموز الاحتجاجات السورية حين دعت إلى الصمود في وجه القمع في تظاهرة كشفت فيها عن وجهها في مدينة حمص، ونقلتها محطات التلفزيون، تخرجت فدوى سليمان من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وعملت دورة إخراج مسرحي في فرنسا، وشاركت في العديد من الأعمال التمثيلية والصوتية، توفيت الفنانة فدوى سليمان في صباح السابع عشر من آب 2017 في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، وذلك عن عمر يناهز 47 عاماً، وكانت الفنانة الراحلة قد نقلت إلى أحد مشافي باريس قبل ذلك بأيام بعد تدهور حالتها الصحية، لكنها فارقت الحياة بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.
 
 
رحل قبل أن يحتفل بالحرية 

ترك باسل شحادة الطالب الجامعي دراسة الإخراج السينمائي وغادر أمريكا متجهاً لسوريا بعد عام من إنطلاق الثورة السورية؛ رجع ليكون في مقدمة المتظاهرين دون أن يمنعه من ذلك أية اعتبارات دينية كانت تتهم بها الثورة السورية؛ الشاب المسيحي كان يرى الثورة السورية كإطار جامع لكل السوريين، فقد قال لدى وصوله سوريا "تخيل نحن كم مرة سنعيش ثورة في حياتنا، كيف لي أن أترك الحلم الذي بدأ يتحقّق؟ وماذا سأقول لأطفالي عندما يسألونني، هل أجيبهم (عندما بدأت الثورة تركت وطني وذهبت لأهتم بمستقبلي). أين هو هذا المستقبل من دون وطن حر؟".
 
عمل باسل على إنشاء العديد من مشاريع الحراك المدني، كما لعب باسل دور هام في نقل صورة الثورة للعالم الغربي بحيث كان نقطة وصل بين ما يجري على الأرض والقنوات الغربية وساعده بذلك تحدثه للإنكليزية بطلاقة، تنقّل باسل بين العديد من المدن فكان في دمشق وحماة والرستن ليستقر بالنهاية في مدينة حمص بعد اشتداد القصف عليها ويعمل مع إعلاميها ويدربهم على التصوير والإخراج والمونتاج بما اكتسبه خلال دراسته القصيرة وخبرته العملية السابقة، أنتج فيلما قصيرا بعنوان "سأعبر غداً" يوثق فيه الخطر الدائم الذي يهدد سكان المدينة أثناء عبورهم الشوارع بسبب القناصين الذين كان ينشرهم النظام أثناء سيطرته على المدينة، ورحل قبل أن ينهي فيلمه "شوارعنا احتفال الحرية"، بقي في المدينة لمدة ثلاثة أشهر ويسقط بعدها إثر قذيفة طالته في حي الصفصافة بمنطقة السباع في حمص بنهاية شهر أيار من عام 2012.
 
 
أعلن عن إعدامه بعد عامين من تنفيذ الحكم
  
في الأول من آب 2017 أعلنت زوجة المبرمج والناشط السلمي باسل خرطبيل الصفدي عبر صفحتها على فيسبوك أن النظام أقدم على تنفيذ حكم الإعدام بحقه في عام 2015، وكتبت نورا غازي (وهي محامية) في تدوينة نشرتها على حسابها في فيسبوك "تغص الكلمات في فمي وأنا أعلن اليوم باسمي واسم عائلة باسل وعائلتي تأكيدي لخبر صدور حكم إعدام وتنفيذه بحق زوجي باسل خرطبيل صفدي بعد أيام من نقله من سجن عدرا في تشرين الأول 2015".
 
اعتقل النظام السوري المبرمج والناشط السلمي باسل خرطبيل الصفدي في الذكرى الأولى من الثورة السورية (15 آذار 2012) حيث قامت شعبة الاستخبارات العسكرية فرع 215 باعتقال باسل في حي المزة بدمشق؛ وحققت شعبة الاستخبارات العسكرية معه وقامت بتعذيبه لخمسة أيام، لينقل بعدها إلى فرع التحقيق 248 وبقي قيد الاعتقال لتسعة أشهر، في 9 كانون الأول للعام 2012، مثل باسل أمام قاض عسكريّ بدون محام بتهم تتعلق "بالمساس بأمن الدولة". أرسلته الاستخبارات العسكرية إلى سجن عدرا في دمشق.
 
وحصل باسل على المركز الـ19 في قائمة فورين بوليسي لأفضل مئة مفكر على مستوى العالم عام 2012 مع ريما دالي، وفي آذار 2013 حصل باسل على جائزة مؤشر الرقابة في مجال الحريات الرقمية، ويعد الصفدي من أشهر المبرمجين في سوريا، وكان ناشطا فاعلا في مشاريع "موزيلا فايرفوكس" و"ويكيبيديا" قبل الثورة؛ حيث عمل باسل مديرا تقنيا ومؤسسا مشاركا للشركة البحثية "Aiki Lab"، وكان المدير التقني لشركة الأوس للنشر، وهي مؤسسة نشر بحثية متخصصة بعلوم وفنون الآثار في سوريا. وعمل أيضا مدير مشروع لصالح منظمة المشاع الإبداعي بسوريا، وله السبق في فتح خدمة الإنترنت في سوريا، ونشر المعرفة وطريقة الوصول إليها لعموم السوريين عبر المصادر المفتوحة "أوبن سورس.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق