وفاة أبرز علماء العالم "ستيفن هوكينغ" عن عمر ناهز 76

وفاة أبرز علماء العالم "ستيفن هوكينغ" عن عمر ناهز 76
أخبار | 14 مارس 2018
توفيَّ اليوم، أحدُ أبرز علماء العالم، والفيزيائي الأكثر شهرةً منذ أينشتاين، "ستيفن هوكينغ" عن عمر يناهز الـ 76 عاماً، وفي وقتٍ يطولُ فيه الحديثُ عن منجزاته التي حققها للبشرية، يعتبرُ "هوكينغ" اليوم رمزاً لقدرة النفس البشرية على الإبداع والتفوق، على الرغم من العجز البدني.
 
وأكدَّ أبناء "هوكينغ" (لوسي وروبرت وتيم) في بيان اليوم، وفاةَ والدهم في منزله بمدينة "كامبريدج" في الولايات المتحدة الأمريكية، جاءَ فيه، "لقد كان عالماً عظيماً ورجلاً غير عادي، سوف لن تزول أعماله لسنوات عديدة (...)، ألهمت شجاعته ومثابرته مع ذكاءه وحس فكاهته، أناساً في جميع أنحاء العالم."
 
وسرعان ما بدأت التعازي والتحيات بالتدفق من جميع أنحاء العالم، حيث قال مخترع شبكة الإنترنت العالمية "تيم بيرنرز لي"، لقد فقدنا عقلاً هائلاً وروحاً رائعة، ارقد بسلام، ستيفن هوكينغ".
 
أما الفيزيائي الفلكي الأمريكي الشهير "نيل دي غراس تايسون" لخصَ تراث "هوكينغ" العلمي بقوله، "لقد تركَ هوكينغ بوفاته، فراغاً فكرياً، لكنه بالحقيقة ليس فارغاً، فكر فيه كنوع من الطاقة الفراغية التي تتخلل نسيجَ الزمن الفضائي، الذي يتحدى القياس".
 
وخلال العقود القليلة الأخيرة من حياته، ترك مرضٌ عصبي يدعى "التصلب الجانبي" هوكينغ مشلولاً، وغير قادر على الكلام دون مساعدة، حيثُ اعتمدَ في حياته، على ممرضين متواجدين على مدار الساعة، وتواصل، بفضل التكنولوجيا، عبر صوتٍ اصطناعي يصدرُ عن حاسوب.
 
وحظيَّ "هويكينغ" بشهرةٍ عالمية، ليس فقط لعمله في الفيزياء النظرية، بل لمهاراته في التواصل والحديث عن المفاهيم الكونية المعقدة لعامة الناس، حيثُ أصبح كتابه "تاريخ موجز للوقت"، كتابَ العلوم الأكثر مبيعاً على الإطلاق.
 
وبدا هدفُ "هوكينغ" الذي وضعه لنفسه مليئاً بالطموح على نحو لافت للنظر، حيثُ يتمحور على "فهمٍ كاملٍ للكون، ولماذا يبدو الكون على ما هو عليه، ولماذا وُجدَ أصلاً".
 
وقدم "هوكينغ" مساهمات هامة في العديد من القضايا الكبرى في علم الكونيات، وخاصةَ توحيده لاثنين من أعظم النظريات الفيزيائية في القرن العشرين، وهما "النسبية والميكانيكا الكمومية".
 
واعتبرت "الثقوب السوداء"، إحدى أهم المواضيع التي شغلت "هوكينغ"، حيثُ أثبت أن الثقوب السوداء ليست مجرد فكرة نظرية غريبة، بل إنها تلعب دوراً هاماً في تطور الكون، وأنها ليست سوداء أصلاً، بل يصدر عنها إشعاعٌ أُطلقَ عليه اسم "إشعاع هوكينغ"، وأن هذه الثقوب، تتبخر في النهاية، وتختفي.

 
وعلى الرغم من إعاقته البدنية، التي جعلت من كتابته أمراً شاقاً ومستهلكاً للوقت، أنتجَ "هوكينغ" العديد من الكتب الشهيرة، بينها "الثقوب السوداء والأكوان الصغيرة" عامَ 1993، وكتاب "الكون باختصار" عامَ 2001.
 
وفي عام 2007 قام بتجربة انعدام الجاذبية، ليبتعدَ عن كرسيه المتحرك لأول مرة منذ أربعة عقود، حيث تمت هذه التجربة بواسطة طائرة بوينغ 727 معدلة، حلقت على ارتفاع 32 ألف قدم بزاوية حادة ومن ثم انخفضت الى ارتفاع 8 آلاف قدم، ليتمكن "هوكينغ" من تجربة انعدام الجاذبية، لمدة 25 ثانية.

 
"أذكى رجل في العالم" يكتبُ لسوريا
 
وكتبَ "هوكينغ" عامَ 2014 رسالة غاضبة مما يحدث في سوريا، وجهها للعالم أجمع، ونشرتها صحيفتا "واشنطن بوست" الأمريكية و "الغارديان" البريطانية.
 
وكتبَ "هوكينغ" برسالته، "ليس من الذكاء في شيء أن نشاهد مقتل أكثر من 100 ألف شخص، بل يبدو الأمر غباءً محضاً، وحتى أسوأ من ذلك، عندما تُمنع الإمدادات الإنسانية من الوصول إلى العيادات الطبية، كما ستوثق منظمة أنقذوا الأطفال في تقريرها المقبل، وعندما تُبتر أطراف أطفال بسبب الافتقار إلى معدات وأدوات طبية أساسية، ويموت رضعٌ حديثو الولادة في الحاضنات بسبب انقطاع الكهرباء".
 
وبدا "هوكينج" متأثراً جداً بما يحدث في سوريا، وخصوصاً من وقوف العالم متفرجاً بصمت أمام الموت الذي يأتي من التطور التكنولوجي، وغياب تلك التكنولوجيا والمعدات الحديثة عند الحاجة لها لإنقاذ إنسان سوري يموت أمام العالم الذي يقف متفرجاً منذ ثلاث سنوات.
 
واعتبر "هوكينغ" ما يحصل في سوريا بأنه، "من الفظائع المقرفة"، مؤكداً أن "ما يجري في سوريا عمل منكر وبغيض، يراقبه العالم ببرود عن بعد، فأين ذكاؤنا العاطفي؟ أين إحساسنا بالعدالة الجماعية؟".
 
وولد "هوكينغ"  في مدينة "أكسفورد" ببريطانيا بتاريخ 8 نيسان 1942.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق