سوريّات تحديّن الحرب.. تعرف على تجاربهنّ

سوريّات تحديّن الحرب.. تعرف على تجاربهنّ
الأخبار العاجلة | 08 مارس 2018
 بعد أكثر من سبع سنوات ماتزال  ظروف المأساة السورية تلقي بظلالها على الإنسان السوري، وكان تجربة النساء السوريات في مواجهتها أبرز صنوف المقاومة الساعية للحياة والعطاء، وفي يوم المرأة العالمي يستعرض معكم راديو روزنة تجارب سوريات خاضوا طريق السعي للنجاح وإثبات الذات بل والتغلب عليها.
 

المرأة السورية في السياسة تجابه الذكورية
 انطلقت أليس مفرج في ممارستها للعمل السياسي من محافظة السويداء منذ عدة سنوات ساعية في دأبها لإحلال السلام في سوريا وذلك من خلال مشاركتها في العمل السياسي، وعلى الرغم من تجربة اعتقالها في سوريا ما تزال أليس مستمرة في عطائها وسعيها لتحقيق النجاح الذي تسعى إليه؛ في تكريس جهود المرأة السورية في المساهمة بصناعة السلام لسوريا.
 
 وتقول مفرج وهي عضو الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في حديثها لراديو روزنة "لقد منح الوضع الحالي للمرأة؛ النساء السياسيات والفاعلات بالشأن العام، الدافع للعمل على تنمية الوعي لدى المرأة؛ والسعي محاولات حثيثة في تمكين المرأة سياسياً." 
 وتضيف قائلة :"من المستحيل عندما نتحدث عن انتقال سياسي ألا يكون هناك تشاركية مع المرأة في عملية التحول الديمقراطي؛ وتضمين مشاركة المرأة بكل جوانب المرحلة الانتقالية؛ حتى يكون يوم المرأة العالمي احتفال بمنجزات وليس التذكير بأن هناك حقوق منقوصة يجب أن تكتمل؛ حتى نحقق المواطنة المتساوية في سوريا القادمة."
 
وتعتبر مفرج أن وضع المرأة السورية ليس بالوضع الصحي بسبب الكارثة التي تمر على سوريا، مشيرة إلى أن هذا الوضع المتردي خلق لدى المرأة وضع نفسي في الشعور بالاغتراب، مفرج التي شاركت بشكل فاعل في مفاوضات جنيف الدولية بشأن الحل السياسي في سوريا منذ نسخته الثالثة ترى بوجود عقلية تقليدية ممنهجة من خلال التعامل مع تواجد المرأة في مراكز صنع القرار، فهناك وبحسب تعبيرها عقليات ذكورية تتعامل مع كائن المرأة بأنها أقل شأن وهنا تشير بقولها لراديو روزنة " يجب على المرأة العمل على عدم تنميط دورها؛ وذلك من خلال أن تكون فاعلة سياسيا وقادرة أن تثبت نفسها، لا يجب أن يكون تمثيلنا في الحقل السياسي لمجرد أننا نساء بل يجب أن يكون تمثيل نسوي يخدم قضية النساء."
 
 
المرأة والرجل شريكان يؤسسان للخلود 
الروائية السورية رغدة حسن؛ والتي واجهت ظلام المعتقلات قبل أن تغادر الوطن مجبرة؛ تقول في حديث خاص لراديو روزنة "تجربتي هي كمثيلاتها من تجارب الاعتقال في أقبية الاستبداد، والتي كان النظام فيها حريصا على تكريس قيمة المساواة بين الرجل والمرأة، بمعاملتها بنفس السوية مع الرجل، في تعريضها لأشكال التعذيب والقتل ذاتها، التحقيق وشكل الاعتقال، كما أنه اشتغل على رفض مجتمعاتنا لنا، لنبقى منبوذين خارج أطرنا الإجتماعية، حال المرأة هنا كحال الرجل."
 
وتصف صاحبة رواية "حيث لا دمشق هنا" بلغة متفردة؛ عن العلاقة المشتركة بين المرأة والرجل بقولها "(هما) شريكان في لحظة الخلق، ويؤسسان للخلود، ومن وجهة نظري لا تتمكن المرأة من انتاج الحياة دون شريكها الذي يتقاسم الشطر الآخر من المهمة، والمرأة السورية كما شريكها الرجل، تقدمت وتفاعلت مع كل ما يدور على أرض الحرب من ويلات، حوصرت وقاتلت وزرعت الأمل والحب."
 
وتشير مؤلفة رواية "نجمة الصبح" أن وسطها الاجتماعي لا تعنيه الفوارق بين الرجل والمرأة، حتى تكاد تكون ملغاة، والدعم أوالمؤازرة تكون لفكرة المشروع المطروح، وليس هناك تفضيل لرجل عن امرأة إلا بما يحمل المشروع الإنساني والحياتي من قيمة.
وترى رغدة حسن في حديثها لروزنة أن الرجل شريك وصديق في مشوارها: " أسانده حين يحتاج لدعمي، تماما كما ينتظر مني أن أسانده في مشوار الحياة."
 

الوصول إلى النجاح يحتاج إلى صبر طويل
الإعلامية الشابة "نور الجابر" إبنة مدينة الرقة تعمل في فضائية عربية تبث من اسطنبول التركية؛ نور التي عانت وصبرت في طريق تحقيق نجاحها وإثبات ذاتها، تشرح في حديثها لراديو روزنة عن طريق الإصرار والكفاح التي مشت فيها لتقول :"لم ابدأ العمل فور وصولي لتركيا لقد عانيت في بداية تواجدي ولم أعمل في الإعلام لقد عملت في البداية في "معمل"، ولقد ساعدني في تسهيل ظروف إقامتي في تركيا إتقاني للغة الانكليزية وتعلمي السريع للغة التركية"

 وتصف نور عملها في قناة الموصلية بالقول " أنا مرتاحة جداً وسعيدة بالإنجاز الذي حققته كامرأة سورية تحمل صفة لاجئة؛ استطاعت أن تثبت نفسها وتتواجد في فضائية عربية، و الوصول إلى النجاح الذي يأخذ وقتاً وصبراً للوصول إلى الهدف." وتروي الإعلامية نور الجابر لروزنة ظروف مسيرتها التي ساعدتها في مواصلة طريقها "عائلتي لا تحمل التزمت الذكوري وهو ما سمح لي بالعمل بأريحية؛ وساهم في مساعدتي إلى ما وصلت إليه اليوم، الكلام الذي يصلني من السوريين الذين يتابعون عملي الإعلامي و يعبرون من خلاله عن دعمهم لبنت بلدهم؛ هذا لوحده كاف ليشعرني بالفخر."

وترى الجابر أنه وبعد أكثر من سبع سنوات من الظروف المأساوية التي مرت على سوريا فإن الدعم الأسري والمجتمعي للمرأة هو أمر لا يمكن أن يكون له اعتبار رئيسي في مسيرة النجاح."في غربتنا نحن السوريات والسوريين أصبح اهتمام كل فرد منا بما يحققه، فلم تعد هناك برأيي السلطة الاجتماعية على المرأة في ظل غربتنا التي سببتها الحرب."
 
صورة إيجابية للمرأة السورية في أوروبا
دخلت الشابة الدمشقية ملاك جزماتي عالم الطبخ واكتسبت معه شهرة مميزة لتعبر عن صورة إيجابية بارزة للمرأة السورية في أوروبا، وترى بأن المطبخ السوري يحمل في تفاصيله ثقافة العائلة والكثير من الحب.
ملاك التي ذاع صيتها في ألمانيا تقول لراديو روزنة " اعتبر نفسي ناشطة ثقافية ومدونة بداخل المطبخ ولا اعتبر حالي طاهية أبدا، ولكن مجتمعنا أحيانا يرغب في تثبيط الهمم، وأقول لمن ينتقدني أن أكون طاهية بنظرك أفضل من أن أكون لا شيء."

وتعتبر ملاك أن المرأة السورية أصبحت على مقدرة بأن تعرف ما هي حقوقها وتطالب بها من غير أي حرج . وترى بأنها وعلى الصعيد الشخصي لم تكن لديها مشاكل ضمن دائرتها الاجتماعية في عملها ،ولكن احيانا تلقى بعض الردود السلبية من قبل بعض المعارف أو حتى أحيانا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول لروزنة أن هناك انتقاص ذكوري تجاه عملها حتى أنها تتلقى دائما العبارة ذاتها تجاه المرأة الشرقية "هذا هو مكان المرأة الطبيعي، مكانكم المطبخ؛ وهذا أكثر شيء تستطيعون فعله".

وتوجهت عبر حديثها لراديو روزنة برسالة خاصة للمرأة السورية في أوروبا "رسالتي للمرأة السورية في أوروبا بأن تبحث جيدا في داخلها ولا تستسلم لمجرد أنها غير متعلمة أو لا تتقن لغة أجنبية، فبالتأكيد هناك شيء مهم في داخلها يجب أن تصل له وتصقله وتعمل من أجله. 
وتمنت في ختام حديثها  أن تكون شخصية مؤثرة عند النساء السوريات، فهي لم تدخل عالم الطبخ بحسب تعبيرها لمجرد أن تكون "طباخة"، بل على العكس هي تحاول أن تجعل النساء اللاتي لا يملكن امكانيات تعليمية في السعي لإثبات نفسه وتقول : "حتى أنا التي أملك إمكانيات تعليمية عالية بحثت على شيء بداخلي؛ وتمتلكه أي امرأة سورية وعملت عليه؛ فحاولت من خلال ذلك أن أكون شخصية مؤثرة؛ و أتمنى فعلا أن أكون قد أثرت في النساء السوريات بطريقة إيجابية"
 
أول سيدة في سوريا تعمل بمجال الأمن الرقمي
 وترى سارة الحوراني الناشطة المجتمعية والعاملة في الدفاع المدني بدرعا في حديثها لراديو روزنة أن المرأة السورية حاليا تمر بأصعب ظروف، من نزوح وتشرد وفقدان الأهل والتعليم والزواج المبكر والتهجير القسري وما يترتب عليه من فقدان لكل شيء.
ولكنه على الرغم من ذلك فإنها وعلى الصعيد الشخصي وما قدمته أسرتها من دعم كبير لها شجعها لمواصلة الطريق الذي بدأته في الثورة السورية على الرغم من الأخطار والأعباء الكبيرة، لتصل في النهاية إلى أن تكون إحدى أهم الشخصيات المؤثرة في مجال الأمن الرقمي، فقد اختارتها منظمة كندية تعنى بشؤون الأمن الرقمي واحدة من بين ثلاثين شخصية في هذا المجال وتقول عن ذلك "تم اختياري من قبل المنظمة الكندية نتيجة وجودي كأول سيدة في سوريا تعمل بمجال الأمن الرقمي"
 
وتصف سارة حياتها مثل حياة بقية السوريات في الداخل "نفس الخطر ونفس الظروف الصعبةوتعتبر من خلال حديثها لروزنة أن في مسيرة عملها تلاقيها في بعض الأحيان عقلية ذكورية تهاجم نجاحها ونجاح أي عمل إيجابي للمرأة "هناك تشجيع كبير من الاصدقاء والجيران لكن لا بد من وجود أشخاص يمتلكون عقلية ذكورية تقليدية لعمل المرأة؛ فيهاجم أي عمل ناجح للمرأة، فالانتقاص الذكوري موجود بكل مكان وبكل المجتمعات اعتقد ولا يمكن أن ينتهي الا بانتهاء البشرية، لكن يتوجب علينا أن نبقى نناضل ونواصل عملنا المؤمنين فيه."

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق