التغير المناخي يؤثر على النساء أكثر من الرجال

التغير المناخي يؤثر على النساء أكثر من الرجال
أخبار | 08 مارس 2018
كشفت دراساتٌ، أن النساء أكثر عرضة للتأثر من الرجال، بالتغير المناخي، حيثُ تشير أرقام الأمم المتحدة، أن 80٪ من النازحين بسبب التغير المناخي، هم من النساء.
 
وحسب ما ذكر موقع "بي بي سي"، فإن الأدوار التي تلعبها النساء، كمقدمي الرعاية الأساسيين، والغذاء والوقود، تجعلهم أكثر ضعفاً عند حدوث الكوارث، كالفيضانات والجفاف، كما وضعت اتفاقية باريس عام 2015 نصاً محدداً لتمكين المرأة، مع الاعتراف بتأثير التغير المناخي غير المتناسب عليها.
 
وفي وسط أفريقيا، حيثُ اختفى ما يُشكل 90٪ من مساحة "بحيرة تشاد"، كانت مجموعات البدو الأصلية معرضة للخطر بشكل خاص، ومع تراجع شاطئ البحيرة، كان يتعين على النساء السير لمسافاتٍ أطول بكثير بهدف جمع المياه.
 
وتقول "هندو أومارو إبراهيم"، منسقة جمعية النساء وسكان "تشاد" الأصليين "AFPAT"، "في موسم الجفاف، يذهب الرجال إلى المدن، تاركين خلفهم النساء لرعاية المجتمعات، مضيفةً خلال لقاء مع "مبادرة 100 امرأة"، التي نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية، "يصبحون أكثر عرضة للخطر، إن لعمل شاق للغاية".
 
مشكلة عالمية
 
ليس فقط النساء اللواتي يقمن في المناطق الريفية متأثرات بالتغير المناخي وحسب، بل وعلى الصعيد العالمي، فإن النساء أكثر ترجيحاً، لمواجهة الفقر، كما أن قوتهن، الاجتماعية والاقتصادية، تقل عن تلك التي يحظى بها الرجال، الأمر الذي يجعل من التعافي من الكوارث التي تؤثر على البنية التحتية والوظائف والسكن، أمراً أصعب.
 
وبعد إعصار كاترينا عام 2005، كانت النساء الأميركيات من أصول أفريقية من بين أكثر المتضررين من الفيضانات في ولاية "لويزيانا"، ومع ارتفاع مستوى البحار، فإن المدن المنخفضة مثل "نيو أورليانز"، معرضةٌ للخطر على نحو متزايد.
 
وتقول "جاكلين ليت"، أستاذة دراسات المرأة والنوع الاجتماعي في جامعة "روتجرز"، "في نيو أورليانز، كانت نسبة الفقر بين السكان الأميركيين من أصل أفريقي، أعلى بكثير قبل كاترينا"، مضيفة لـ "بي بي سي"، "أكثر من نصف الأسر الفقيرة في المدينة كانت ترعاها أمهات عازبات".
 
وأوضحت "ليت"، "هن يعتمدن على شبكات مجتمعية مترابطة من أجل بقائهم ومواردهم اليومية"، مضيفةً، إن النزوح الذي حدث بعد إعصار كاترينا، أدى إلى تآكل تلك الشبكات بشكل أساسي، حيثُ أن النزوح والتشرد، يضع النساء وأطفالهن في خطر أكبر بكثير".
 
وفي أعقاب الأحداث الكارثية مباشرة، يمكن أن تكون ملاجئ الطوارئ غير مجهزة بشكل كافٍ لدعم النساء، لم يكن لدى ملجأ "سوبردوم"، الذي استخدم مؤقتاً، لإيواء النازحين الهاربين من إعصار كاترينا، ما يكفي من المنتجات الصحية للنساء اللواتي تم إيواؤهن هناك".
 
كما تم توثيق، حالاتِ عنفٍ مرتفعة ضد المرأة، بما في ذلك، حوادث الاعتداء الجنسي والاغتصاب، في أعقاب الكوارث.
 
الكوارث "طبيعية"؟
 
وتبعاً لما ترجمت "روزنة" عن موقع "بي بي سي"، فإنه وبقدر ما تتسارع وتيرة تغير المناخ بسبب السلوك البشري، فإن ما يُحدثه الطقس والمناخ، يتأثر، بتراكيب المجتمع، حيثُ أن الكوارث لا تؤثر على جميع السكان على قدم المساواة.
 
وفي أعقاب كارثة تسونامي 2004، وجد تقرير لمنظمة "أوكسفام" أن عدد الناجين من الرجال يفوق عدد النساء بنسبة تقارب "الثلث" في سريلانكا وإندونيسيا والهند، وفي وقتٍ لم يتمكن فيه أحد من تقديم سببٍ واحد لتفسير ما حدث، كانت هناك أنماط مماثلة في جميع أنحاء المنطقة.
 
كان الرجال أكثر قدرة على السباحة، كما فقدت النساء وقت الإجلاء الثمين، في محاولة رعاية الأطفال والأقارب الآخرين.
 
ولاحظت دراسة أخرى، امتدت على مدى 20 سنة، أن الأحداث الكارثية خفضت متوسط ​​العمر المتوقع للمرأة أكثر من الرجل، (كثير من النساء تعرضن للقتل، أو قُتلن وهن في سن أصغر)، حيث أنه وفي البلدان، التي تتمتع فيها المرأة بسلطة اجتماعية واقتصادية أكبر، انخفض الفارق.
 
نصف العالم
 

تقديراً لهذا التباين الشاسع، تتحرك الحكومات والمنظمات العاملة في مجال تغير المناخ تدريجياً، لتضمين أصوات النساء، في السياسة والتخطيط.
 
وسلطت الأمم المتحدة الضوء على الحاجة إلى استجابات وردود فعل تراعي الفروق بين الجنسين تبعاً لتغير المناخ، لكنه وبحسب الأرقام، فإن متوسط ​​تمثيل المرأة في الهيئات التفاوضية، الوطنية والعالمية، يقل عن 30٪، كما هذه الأرقام، لا تتحسن على المستوى المحلي.
 
وقالت عالمة البيئة "ديانا ليفرمان" خلال لقاء مع أحد برامج قناة "بي بي سي"، "النساء لا يشاركن في كثير من الأحيان في القرارات التي اتخذت حيال آلية التعامل والاستجابة للتغير المناخي، لذا ينتهي الأمر بذهاب الأموال، للرجال وليس النساء".
 
وكمؤلفة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "IPCC"، والتي تؤثر تقاريرها، على سياسات التعامل مع تغير المناخ، كانت "ليفرمان" تراقب أوضاع عددٍ من النساء المعنيات.
 
وبحسب الموقع، فإن خمسةَ وعشرين بالمئة ممن تم ترشيحهم للمشاركة والمساهمة في إعداد التقرير التالي، هم من النساء، حيث أوضحت "ليفرمان"، لقد كانت هيئة تغير المناخ الحكومية الدولية، متقبلة ومستجيبة للغاية حيال هذا الأمر، كما أنها تناقش في الوقاع، كيف يمكن أن تقدم الدعم للنساء بشكل أفضل".
 
وتشير "هندو أومارو إبراهيم"، إلى أن "المرأة نصف العالم، من المهم أن تشارك في جميع القرارات الرئيسية"، مشددةً، "تغير المناخ ليس صراعاً على السلطة، بل إنه كفاح من أجل البقاء"، على حد قولها.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق