استراتيجية أمريكية لاستمرار دعم الأكراد بسوريا!

استراتيجية أمريكية لاستمرار دعم الأكراد بسوريا!
الأخبار العاجلة | 01 مارس 2018
قال السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، أن إنهاء تواجد داعش في سوريا سيكون خطوة أولى لإرساء دعائم النفوذ الأمريكي في سوريا.
 
ونقلت صحيفة "ذا أتلانتيك" في مقال لروبرت فورد ترجمه راديو روزنة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شرعت في عملية محفوفة بالمخاطر، تعتمد على حليف في سوريا يمتلك جدول أعمال خاص به؛ في إشارة لقوات سوريا الديمقراطية والتي تمثل فيها وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري للقوات.
واعتبر فورد في مقاله أن الصمت الأمريكي إزاء ما يحصل من استهداف عنيف للغوطة الشرقية يعود إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تركز في القضاء على أي أثر لتواجد تنظيم داعش في سوريا.

 في حين أكد وزير الدفاع جيمس ماتيس أنه في أعقاب هزيمة داعش، فإنه لا توجد أي خطة أمريكي إزاء أية مناطق أخرى في سوريا، بينما يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحسب الصحيفة أنه ما بين 1700 و 2000 جندي أميركي في سوريا سيعودون الى بلادهم بعد هزيمة داعش بشكل كامل.
ويشير فورد في مقاله التحليلي أنه وعلى الرغم من تصريحات وزير الدفاع الأمريكي فإنه بالمقابل يؤكد لديه مؤشرات على استمرار الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، ودلل على ذلك بتصريح لقائد القوات الخاصة الأمريكية في سوريا أدلى بها يوم 7 شباط الماضي، قائلاً بأن مهمته تتركز في دعم قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية والتي استخدمتها أمريكا لمقاتلة تنظيم داعش براً ضمن مناطق سيطرة التنظيم بسوريا.
 
ويعتبر فورد بحسب ذا أتلانتيك أن القوات الكردية لديها أعداء يتجاوزون داعش بكثير، متمثلين بتركيا وحلفائها من فصائل المعارضة السورية التي تدعمهم، فضلا عن حكومة النظام السوري وحلفائها الإيرانيين.
وبحسب ما ترجم راديو روزنة فإن السفير الأمريكي السابق في سوريا يستغرب تصريحات الإدارة الأمريكية في أن بعثة القوات الأمريكية في سوريا تتركز على هزيمة داعش فقط، وهم (الإدارة الأمريكية) في ذات الوقت يقدمون دعماً بمقدرات مالية مرتفعة لقوات سوريا الديمقراطية.

 وقال فورد أن ميزانية إدارة ترامب المقترحة لعام 2019 تهدف إلى تحويل قوات سوريا الديمقراطية إلى قوات أمن محلية بقوام يصل إلى 35 ألف رجل بتكلفة تقدر بـ 300 مليون دولار في 2019؛ وهي التي خصصت لهم أيضاً هذا العام ميزانية وصلت إلى 393 مليون دولار تنوي إنفاقها على الذخائر والأسلحة للقوات الكردية؛ ويصل المبلغ الإجمالي المقرر إنفاقه على قوات سوريا الديمقراطية هذا العام إلى 500 مليون دولار، ويكشف فورد عن رغبة إدارة ترامب أيضاً في إقامة حكومة محلية في شرق سوريا لمحاربة داعش، إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

ويقول فورد أن الولايات المتحدة تعمل على تحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا بما يؤدي لإظهار شكل مختلف للهيكل السياسي القائم حالياً في سوريا يعتمد على الفيدرالية أو الحكم المحلي هناك.
فإن ذلك وبحسب مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية قال في حديثه لفورد أن برنامج الإدارة الأمريكية في ذلك سوف يشمل مساعدة القوات الكردية على بناء حكومة محلية في مناطق سيطرتهم وإعادة بناء البنية التحتية الحيوية في تلك المناطق، في حين لم تعلن إلى الآن الولايات المتحدة بشكل علني عن الاستراتيجيات أو المعايير أو الجداول الزمنية لمشروع كبير بمثل هذا المشروع.

ويتساءل فورد في مقاله الذي ترجمه راديو روزنة عما تأمل إليه إدارة ترامب بتحقيقه في سوريا من خلال دعم القوات الكردية، فهي تعمق شراكتها معهم دون إيلاء الإعتبار الكافي للعواقب السياسية لهذا الخيار، مع الأخذ بعين الإعتبار رفض النظام السوري وإيران وسوريا لمثل هكذا مشروع فيدرالي، ويضيف بأنه حتى تركيا الحليف لأمريكا في دول الناتو غاضبة من السياسة الأمريكية إزاء علاقاتهم مع الأكراد.
 
وينفي الجيش الأمريكي عادة أي صلات بين قوات سوريا الديمقراطية أو وحدات حماية الشعب الكردية وبين حزب العمال الكردستاني والذي تعتبره تركيا عدواً مباشراً وتصنفه لديها على لائحة الإرهاب، ويلمح فورد إلى وجود خلافات بين العرب والأكراد في مناطق شمال شرق سوريا بسبب سياسة التجنيد الإجباري التي اعتمدتها الوحدات الكردية، بالإضافة إلى مقتل إثنين من الشخصيات العربية في سجون القوات الكردية في منبج الأمر الذي أدى إلى تفاقم التوترات هناك، بحسب ما ذكره فورد.

ويستغرب فورد القصف الأمريكي لقوات حليفة للنظام السوري في دير الزور قرب حقل كونيكو للغاز، معتبرا انه مازال هدف الإدارة الأمريكية محاربة داعش فقط، فلماذا تهاجمهم لمصلحة الأكراد؛ وقال "إذا كان هدف واشنطن الوحيد في سوريا محاربة داعش، فلن يكون هناك أي فرق ما إذا كانت قوات النظام أو القوات الكردية هي التي تسيطر على حقول النفط. "
وأضاف متابعاً: "في الواقع، يبدو أن ما تريده الولايات المتحدة حقا هو حرمان الأسد من عائدات النفط والغاز لاستخراج تنازلات سياسية منه. لكن هذه الاستراتيجية تتجاهل ما هو واضح: فالآثار الاقتصادية للسوريين لن تجبر الأسد على تقديم أي تنازلات - فهو غير متأثر بمعاناتهم."

وختم فورد مقاله بالقول أن قرار واشنطن باستخدام قوات سوريا الديمقراطية كوسيلة رئيسية لتحقيق أهدافها هو قرار محفوف بالمخاطر. وهو يعتبر في الوقت ذاته أن واشنطن تريد من الأتراك التوقف عن تقديم شكواها حول علاقات القوات الكردية وارتباطها بحزب العمال الكردستاني، على الرغم من أنه يعرف أن الأتراك ليسوا مخطئين تماما بشأن القوات الكردية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق