تريد أوروبا أن تلعب دورها الجديد، بما لا يحقق أي فراغ بالنظام العالمي، وبالتفاهم دائماً مع الولايات المتحدة، كما حصل خلال السبعين عاما الماضية.
قال الباحث في العلوم السياسية نواف الركاد في اتصال هاتفي ضمن الساعة الاخبارية مع راديو روزنة أن قرار مجلس الأمن رقم 2401 هو قرار جيد، وذلك رغم الثغرات الكبيرة التي تحدثت عنها صحيفة الواشنطن بوست، ورغم عدم وجود مؤيدات جزائية، وعدم تحديد متى تبدأ الهدنة، أو أي آليات لإشراف أممي على سير القرار، يضيف الركان أن القرار لو لم يتم إضعافه وإخراج محتواه، لم تكن روسيا لتوافق عليه، ولم تكن لتسمح بخروج قرار ذي مخالب، إلا أن كل المراقبين الدوليين يرون أن القرار جيد، لأنه يمكن العودة إلى مجلس الأمن، ويحرج روسيا، ويمهد لإمكانية اتخاذ قرار جديد والذهاب لحلول أخرى.
فيما يخص الموضوع الأوروبي وعزفه عن التدخل في الكارثة السورية، يعود بنا المحلل الركاد إلى تاريخ انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث هيمن النظام ثنائي القطب معسكر غربي بقيادة الولايات المتحدة، والمعسكر الشرقي الاتحاد السوفييتي، ويرى أنه حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وهيمنة نظام القطب الواحد إلا أن أوروبا بقيت مرهونة بالتحرك الأمريكي الجاد.
ويتابع أن أوروبا اليوم تؤرقها عقودها الاجتماعية، ودساتيرها، والتزاماتها الحقوقية، واتفاقياتها الدولية، وبالتالي لا يمكن لأوروبا تحسس دورها في العالم الجديد إلا من خلال التفاهم مع الأمريكيين، من خلال اتفاق ونظام جديد يسمح لها بلعب دورها، وهو أمر مقرون برغبة الأوروبيين بعدم إحداث فوضى بالنظام العالمي.
وعن إمكانية اشتعال حرب في المنطقة يقول الركاد لروزنة إن حركة التاريخ تقول إن الحرب أمر لا يمكن استبعاده، إلا أنه في ظل تشخيص وقائع القوة في العصر الحديث، وإمكانياتها التدميرية الكبيرة، يمكننا استبعاد اندلاع الحرب، و أتصور أن القوى الدولية ذاهبة إلى قرارات أكثر حدة وصرامة، بما يخص الحالة السورية، لأنه لا يمكن للعالم أن يختنق بالدم ...).