خبايا معركة الغوطة ... استبعاد "سهيل الحسن" من قيادتها!

خبايا معركة الغوطة ... استبعاد "سهيل الحسن" من قيادتها!
أخبار | 24 فبراير 2018
نشرت صحيفة "ذا إندبندنت" أمس، تقريراً خاصاً للصحفي "روبرت فيسك"، تناول فيه السيناريوهات التي من الممكن لحكومة النظام السوري وحلفائها اتباعها لاجتياح الغوطة الشرقية، بالتزامن مع استمرار مفاوضاتٍ، تجري بوساطة روسية مباشرة، بين النظام و3 فصائل مسلحة معارضة تسيطر على الغوطة.
 
حسب الصحيفة فإن النظام السوري يواصل حشد قواته في محيط الغوطة الشرقية، بما تتضمنه من وحدات الجيش التي يديرها "ماهر الأسد"، شقيقُ رئيس النظام، والعميد "سهيل الحسن" الملقب بـ "النمر".
 
وأشار الصحفي "روبرت فيسك" في تقريره، إلى أنه وخلافاً للتكتيكات الاعتيادية في أوقات الحرب، فإن جيش النظام السوري ينقل قواته من محافظات دمشق، ودرعا، وحلب، وحمص، في وضح النهار، كي يظهر لمقاتلي المعارضة المسيطرين على الغوطة، كيف ستنتهي معركتهم.
 
وعلى الرغم من استخدام روسيا للـ "ڤيتو" مساء الخميس، فإن المفاوضات، بين 3 فصائل عسكرية معارضة، وجيش النظام السوري، قد تواصلت تحت وساطة روسية مباشرة، لبناء "ممرات إنسانية"، و"طرق للهرب" لعشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين داخل الغوطة الشرقية.
 
وتوضح الصحيفة أن المفاوضات بين فصائل المعارضة و النظام السوري تتشابه إلى حد التطابق، مع ما حدث حول حلب الشرقية قبل سقوطها في كانون الأول 2016.
 
وعلى الرغم من سياسة الغرب، وما تكرر عن الأمم المتحدة، بأن مدنيي الغوطة يعيشون في "جهنم على الأرض"، يبدو بأن القصف الذي يمارسه جيشُ النظام، والجيش الروسي هناك، سيستمر.
 
وأشارت الصحيفة أن فصيلُ "النصرة" الإسلامي، والذي وُلِدَ من رحم "القاعدة" التي ظهرت إلى العيان بعد أحداث 11 أيلول المخزية، يبدو وكأنه أكثر رفضاً، من "جيش الإسلام"، و"فيلق الرحمن"، لتسليم أنفسهم إلى قوات النظام، حتى ولو سُمح لهم بالخروج من المنطقة بالأسلحة الخفيفة.
 
وتفيدُ بعض المعطيات بحسب التقرير، بأن فصيلي "جيش الإسلام" المدعوم سعودياً، و"فيلق الرحمن" المدعوم قطرياً، على خلاف فيما بينهما، حتى في هذه الفترة الحرجة، داخل الغوطة، بما يتعلق بالخلاف الخليجي الذي اندلع بين السعودية وقطر.
 
ويقابل تشتت أطراف المعارضة في الغوطة الشرقية، حسب ما أشار "روبرت فيسك"، حشد كبير أعده النظام السوري، حيث تتواجدُ قواتٌ من الحرس الجمهوري على مشارف الغوطة، والفرقة الـ 14 (قوات خاصة) في ريف العاصمة، أما الفرقة الرابعة المدرعة بقيادة "ماهر الأسد" والفرقة السابعة، فتتواجدان في محيط العاصمة دمشق، فضلاً عن "مجموعة النمر" بقيادة العميد "سهيل الحسن"، الذي لن يكون بإمكانه تولي قيادةَ العملية على الأرجح، تبعاً لكثرة القوات المعنية.
 
وفيما لم يُعلن بعد عن هوية الشخص الذي سيقود العملية العسكرية ضد الغوطة الشرقية، تواصل قوافل الدبابات والعربات المدرعة، والمدفعيات، التدفق في وضح النهار إلى العاصمة دمشق، وتعمل الماكينة الاعلامية بنقل وصولها في إطار حملة حرب نفسية موجهة.
 
الغوطة سوف تسقط، هذه هي الرسالة، وهناكَ محاولاتٌ لجيش النظام السوري، تفسيرَ مدى القسوة التي سيتبعها في الهجوم.
 
وبحسب التقرير، فإن آلاف الجنود النظاميين قُتلوا جراءَ المواجهات العنيفة على جبهة الغوطة منذ عام 2013، وإن خسارة كبيرة في "الموارد" تعرض لها الجيش النظامي في هذه المعركة على مدار سنوات، كما أن معظم التفجيرات التي نُفذت في دمشق باستخدام سيارات مفخخة، والقصف المتكرر من قبل الفصائل المسلحة على مركز العاصمة خلال الأربع سنوات الماضية، نفذتها فصائل إسلامية من الغوطة الشرقية، وخصوصاً من دوما حسب اتهامات "فيسك".
 
 
لكن الغوطة تختبر نوعاً مختلفاً من الحصار، حصارٌ غير مسبوق بحجمه، خلال هذه الحرب. "الصدمة والرهبة"، أو "الصدمة والرعب"، هما الأمران اللذان من المفترض أن يختبرهما فصائل المعارضة ، حيث أن الهجمات الجوية الروسية والسورية، دليلٌ على ذلك.
 
ويُقال في هذه الأوقات، أنه إذا تقدمَ جيش النظام إلى مناطق تسيطر عليها "النصرة" في الغوطة الشرقية، فذلك يشير لاتباع مقاتليها، سياسةً أكثر تصلباً أو جموحاً، من الفصيلين العسكريين الآخرين خلال المفاوضات. سوف يعانون في البداية، إلى جانب المدنيين بالطبع، في درسٍ لا مهرب منه، تُعلمنا إياه، هذه الحرب المروعة.
 
وفي خضم كل هذه الحشود، وبعد هذا الاستعراض البارز لحجم قوات النظام السوري، وحلفائها من الميليشيات العراقية وحزب الله اللبناني لاجتياح الغوطة يتساءل "روبرت فيسك"، كيف يمكن للحكومة النظام السوري والروس أن يتوقفوا الآن؟ وفي حال تراجعوا، من سيصدق رسالة الحصار المقبل؟ في إدلب على سبيل المثال، أو في بلدات حولها.
 
روبرت فيسك الصحفي المعروف بمواقفه الداعمة للنظام السوري يتنبأ بسقوط الغوطة، وأن إدلب حتماً ستكون التالية، وبعدها سيتحتم  على السوريين أن يقرروا كيف سيعملون لتحطيم الهيمنة الأمريكية الكردية على الرقة، وربما هذا هو سبب مجيء قوات موالية للنظام إلى "عفرين" بهدف إنقاذ الأكراد، و المراد منها توسيع حجم الهوة بين الأمريكيين والأتراك، وإجبار "واشنطن" للتخلي عن حلفائها الأكراد شرق نهر الفرات.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق