كشفت تقاريرٌ صحفية أمس، أن دليلاً لدى مسؤولي استخباراتٍ أمريكيين، يفيدُ بقيام رجلِ أعمال ذي نفوذ سياسي كبير في روسيا، نسقَّ هجوم المقاولين (المرتزقة) الروس على القواتِ الأمريكية في سوريا هذا الشهر، وسط معلوماتٍ عن معرفةِ "الكرملين" وتقديمه الموافقة مسبقاً، في حادثة تُعتبر عملاً من أعمال الحرب، التي يجب على "ترامب" الرد عليها.
وفي الوقت الذي تواصل فيه المؤسسات السياسية والإعلامية الأمريكية جاهدةً، عن دليلٍ يثبتُ تواطئ روسيا إلى جانب حملة "ترامب" الانتخابية، قامت الحكومة الروسية، بالموافقة على القيامِ بعملٍ من أعمال الحرب ضد أمريكا في سوريا، حسب ما ترجمت روزنة عن قناة CNBC الأمريكية.
وأفادت صحيفة "ذا واشنطن بوست" بأن رجلَ أعمالٍ روسي يتمتع بتأثير سياسي واسع، ويدير قوات المرتزقة الروسية التي تعمل في الخفاء في سوريا، كان على اتصال مقرب مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، قبل وبعد قيام مقاوليه، بتنفيذ الهجوم ضد القوات الأمريكية مطلع هذا الشهر.
وحصل الهجوم في 7 من شباط الجاري، حيث تقول "البنتاغون"، إن حوالي 300 إلى 500 من مقاتلين موالين لنظام الأسد، هاجموا قواتٍ أميركية وأخرى تابعة للمعارضة قرب مدينة "دير الزور"، ما دفع الولايات المتحدة للرد بهجومٍ معاكس استخدمت فيه الطائرات والمروحيات الحربية.
وفي المحصلة، لم يقتل أي من المقاتلين الأمريكيين أو مقاتلي المعارضة، لكن "البنتاغون" تُقدرُّ أعداد مَن قتلوا، بحوالي 100 من القوات المهاجمة، مؤكدةً، أن "الولايات المتحدة أعلمت روسيا، قبل إطلاقها الهجوم المعاكس"
وقال تقرير "ذا واشنطن بوست"، إن الاستخبارات الأمريكية، اعترضت اتصالاتٍ بين رجل الأعمال الروسي "يفغيني بريغوزهين" ادعى خلالها، أنه حصل على أذن من وزير روسي للمضي قدماً بـ "عملٍ قوي وسريع" مطلع هذا الشهر.
فيما قالت تقارير استخباراتية أخرى، أنه وبتاريخ الـ 30 من كانون الثاني الماضي، وعد "بريغوزهين" بـ "مفاجأة جيدة" لصالح "الأسد" في الفترة ما بين الـ 6 و9 من شباط.
إذا كان اسم "بريغوزهين" مألوفاً، فهذا أمرٌ طبيعي. إنه واحدٌ من هؤلاء الروس، الذين أتهمهم المحامي الخاص "روبرت مولر" الأسبوع الماضي، بتهم "تمويل وتنظيم" عمليات "مزرعة الترول" (الترول هو اسم يطلق على الشخص الذي يتعمد نشرَ أشياء مسيئة ومستفزة على شبكة الانترنت) بمحاولة للتأثير على المُنتخبين في انتخابات أمريكا 2016 الرئاسية.
المشكلة الحقيقة تكمنُ في أن "بريغوزهين" لا يبدو وكأنه اللاعب غير المنضبط في كلتا الحالتين (الانتخابات الرئاسية وهجوم دير الزور)، حيث أن صلاته بـ "بوتين" تعود لعقودٍ من الزمن، ويحظيان بعلاقات مقربة بالفعل، حيثُ قضى "بريغوزهين" عندما كان شاباً، فترةً في السجن، الأمرُ الذي يقول خبراء روس، إنه العامل الأبرز الذي جعل منه الرجل الذي يلجأ إليه "بوتين" للقيام بـ "الأعمال القذرة".
ولم تؤكد "البنتاغون" هذه التقارير الاستخباراتية حتى الآن، فيما يستمر "الكرملين" بنكران تورطه بشكلٍ قاطع في هجوم "دير الزور"، لكن الدليلَ المُتاح حالياً، يبدو مقنعاً وجدياً.
سؤال المرحلة، ماذا بوسع الولايات المتحدة القيام به؟
أفضل الإجابات عن هذا السؤول، هو العمل على جعل البقاء في سوريا، أكثر كلفةً وإثارةً للجدل، بطريقة أكبر من تلك التي تعاني منها "موسكو" بالفعل.
أولُ حراكٍ يجبُ على الخارجية الأمريكية القيام به، هو شجبُ صلاتِ روسيا بهجوم "دير الزور" الأخير، والتهديدُ بسحب "اتفاق التعاون" بين الدولتين، الذي سمحَ لجيشيهما القيام بالعمليات العسكرية في سوريا، على مدار سنوات عدة.
من الصحيح القول، بأن سحبَ هذا الاتفاق، سوف يجلبُ متاعب جديدة للقادة الأمريكيين، لكنه وبجميع الأحوال، يهاجم المقاولين (المرتزقة) الروس بالفعل، القوات الأمريكية عمداً، لذا، يبدو وأن "اتفاق التعاون" هذا، لا يستحق بذل الكثير للإبقاء عليه.
كما أن الوقت قد حان، لإعطاء روسيا بعضاً من أدويتها، عندما يتعلق الموضوع، بالطلب من المواطنين الروس، أن يعيدوا النظرَ بدعمهم السياسي للـ "كرملين"، حيث قامت وسائل الإعلام التقليدية الروسية، ووسائل التواصل الاجتماعي، بإثارة التساؤلات حول فحوى التواجد الأمريكي في سوريا، بشكل روتيني.
على الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أن يسأل المواطنين الروس شخصياً، وبشكل مباشر، عما إذا كانوا سيواصلون دعمَ انخراطِ بلادهم في سوريا الآن، بعد أن ارتفعت تكلفةُ هذا التدخل، حدَّ خسارة أحبائهم.
يبدوا وأن إعادة النظر لدى البعض في روسيا قد حدثت بالفعل، حيث بدأت عائلاتُ المرتزقة الروس الذين قُتلوا في الهجوم الأخير في سوريا، بالشكوى علنياً حول الحادث.
إن حقيقةَ إمكانية توقف المواطنين الروس عن دعم مغامرة بلادهم في سوريا، هو أمر يجب على "ترامب" أن يناقشه في محادثات مع "بوتين"، كما أن على وسائل الإعلام أن تبداً الحديث عنه.
من المؤكد، أن "بوتين" يحكمُ روسيا بقبضةٍ حديدية، لكن الغضب الجماهيري المتزايد حيالَ مقتلِ أشخاص لديهم الكثير من المُقربين والمُحبين، هو أمرٌ، يصعبُ حتى على الديكتاتوريين، السيطرة عليه.
وأخيراً، فإن الجزرة التي يمكنُ أن تذهب جنباً إلى جنب مع العصى المذكورة أعلاه هو تقديم عرضٍ لروسيا بـ "تخفيف العقوبات" المفروضةِ عليها، مقابل سحب مرتزقتها من سوريا.
وخلاصة القول، هي أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقف عاجزة عن فعل أي شيء رداً على هذا التطور المتسارع للأحداث، حيث أننا إذا أردنا توجيه الاتهام وإدانة الروس حيال التدخل بالانتخابات، الذي قد يكشف أو لا يكشف له أي أثر، فيجب أن تكون هناك استجابة أقوى نسبياً، على هجوم مسلح استهدف الجنودَ الأمريكيين.
إذا كان بإمكان مؤيدي ومعارضي ترامب، تهدئة أنفسهم للحظة واحدة فقط، فيجب عليهم ملاحظة أن عدو كلٍ منهما، هو الشخص نفسه، إنها ليست البلد نفسها فحسب، بل الشخص ذاته. إذا كانت هذه الأعمال العدوانية ضد الناخبين الأمريكيين في الداخل، والقوات في الخارج لا يمكن أن توحد الأمريكيين وقيادتهم، ثم ربما لا يكون هناك شيء آخر قادر على ذلك.
وفي الوقت الذي تواصل فيه المؤسسات السياسية والإعلامية الأمريكية جاهدةً، عن دليلٍ يثبتُ تواطئ روسيا إلى جانب حملة "ترامب" الانتخابية، قامت الحكومة الروسية، بالموافقة على القيامِ بعملٍ من أعمال الحرب ضد أمريكا في سوريا، حسب ما ترجمت روزنة عن قناة CNBC الأمريكية.
وأفادت صحيفة "ذا واشنطن بوست" بأن رجلَ أعمالٍ روسي يتمتع بتأثير سياسي واسع، ويدير قوات المرتزقة الروسية التي تعمل في الخفاء في سوريا، كان على اتصال مقرب مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، قبل وبعد قيام مقاوليه، بتنفيذ الهجوم ضد القوات الأمريكية مطلع هذا الشهر.
وحصل الهجوم في 7 من شباط الجاري، حيث تقول "البنتاغون"، إن حوالي 300 إلى 500 من مقاتلين موالين لنظام الأسد، هاجموا قواتٍ أميركية وأخرى تابعة للمعارضة قرب مدينة "دير الزور"، ما دفع الولايات المتحدة للرد بهجومٍ معاكس استخدمت فيه الطائرات والمروحيات الحربية.
وفي المحصلة، لم يقتل أي من المقاتلين الأمريكيين أو مقاتلي المعارضة، لكن "البنتاغون" تُقدرُّ أعداد مَن قتلوا، بحوالي 100 من القوات المهاجمة، مؤكدةً، أن "الولايات المتحدة أعلمت روسيا، قبل إطلاقها الهجوم المعاكس"
وقال تقرير "ذا واشنطن بوست"، إن الاستخبارات الأمريكية، اعترضت اتصالاتٍ بين رجل الأعمال الروسي "يفغيني بريغوزهين" ادعى خلالها، أنه حصل على أذن من وزير روسي للمضي قدماً بـ "عملٍ قوي وسريع" مطلع هذا الشهر.
فيما قالت تقارير استخباراتية أخرى، أنه وبتاريخ الـ 30 من كانون الثاني الماضي، وعد "بريغوزهين" بـ "مفاجأة جيدة" لصالح "الأسد" في الفترة ما بين الـ 6 و9 من شباط.
إذا كان اسم "بريغوزهين" مألوفاً، فهذا أمرٌ طبيعي. إنه واحدٌ من هؤلاء الروس، الذين أتهمهم المحامي الخاص "روبرت مولر" الأسبوع الماضي، بتهم "تمويل وتنظيم" عمليات "مزرعة الترول" (الترول هو اسم يطلق على الشخص الذي يتعمد نشرَ أشياء مسيئة ومستفزة على شبكة الانترنت) بمحاولة للتأثير على المُنتخبين في انتخابات أمريكا 2016 الرئاسية.
المشكلة الحقيقة تكمنُ في أن "بريغوزهين" لا يبدو وكأنه اللاعب غير المنضبط في كلتا الحالتين (الانتخابات الرئاسية وهجوم دير الزور)، حيث أن صلاته بـ "بوتين" تعود لعقودٍ من الزمن، ويحظيان بعلاقات مقربة بالفعل، حيثُ قضى "بريغوزهين" عندما كان شاباً، فترةً في السجن، الأمرُ الذي يقول خبراء روس، إنه العامل الأبرز الذي جعل منه الرجل الذي يلجأ إليه "بوتين" للقيام بـ "الأعمال القذرة".
ولم تؤكد "البنتاغون" هذه التقارير الاستخباراتية حتى الآن، فيما يستمر "الكرملين" بنكران تورطه بشكلٍ قاطع في هجوم "دير الزور"، لكن الدليلَ المُتاح حالياً، يبدو مقنعاً وجدياً.
سؤال المرحلة، ماذا بوسع الولايات المتحدة القيام به؟
أفضل الإجابات عن هذا السؤول، هو العمل على جعل البقاء في سوريا، أكثر كلفةً وإثارةً للجدل، بطريقة أكبر من تلك التي تعاني منها "موسكو" بالفعل.
أولُ حراكٍ يجبُ على الخارجية الأمريكية القيام به، هو شجبُ صلاتِ روسيا بهجوم "دير الزور" الأخير، والتهديدُ بسحب "اتفاق التعاون" بين الدولتين، الذي سمحَ لجيشيهما القيام بالعمليات العسكرية في سوريا، على مدار سنوات عدة.
من الصحيح القول، بأن سحبَ هذا الاتفاق، سوف يجلبُ متاعب جديدة للقادة الأمريكيين، لكنه وبجميع الأحوال، يهاجم المقاولين (المرتزقة) الروس بالفعل، القوات الأمريكية عمداً، لذا، يبدو وأن "اتفاق التعاون" هذا، لا يستحق بذل الكثير للإبقاء عليه.
كما أن الوقت قد حان، لإعطاء روسيا بعضاً من أدويتها، عندما يتعلق الموضوع، بالطلب من المواطنين الروس، أن يعيدوا النظرَ بدعمهم السياسي للـ "كرملين"، حيث قامت وسائل الإعلام التقليدية الروسية، ووسائل التواصل الاجتماعي، بإثارة التساؤلات حول فحوى التواجد الأمريكي في سوريا، بشكل روتيني.
على الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أن يسأل المواطنين الروس شخصياً، وبشكل مباشر، عما إذا كانوا سيواصلون دعمَ انخراطِ بلادهم في سوريا الآن، بعد أن ارتفعت تكلفةُ هذا التدخل، حدَّ خسارة أحبائهم.
يبدوا وأن إعادة النظر لدى البعض في روسيا قد حدثت بالفعل، حيث بدأت عائلاتُ المرتزقة الروس الذين قُتلوا في الهجوم الأخير في سوريا، بالشكوى علنياً حول الحادث.
إن حقيقةَ إمكانية توقف المواطنين الروس عن دعم مغامرة بلادهم في سوريا، هو أمر يجب على "ترامب" أن يناقشه في محادثات مع "بوتين"، كما أن على وسائل الإعلام أن تبداً الحديث عنه.
من المؤكد، أن "بوتين" يحكمُ روسيا بقبضةٍ حديدية، لكن الغضب الجماهيري المتزايد حيالَ مقتلِ أشخاص لديهم الكثير من المُقربين والمُحبين، هو أمرٌ، يصعبُ حتى على الديكتاتوريين، السيطرة عليه.
وأخيراً، فإن الجزرة التي يمكنُ أن تذهب جنباً إلى جنب مع العصى المذكورة أعلاه هو تقديم عرضٍ لروسيا بـ "تخفيف العقوبات" المفروضةِ عليها، مقابل سحب مرتزقتها من سوريا.
وخلاصة القول، هي أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقف عاجزة عن فعل أي شيء رداً على هذا التطور المتسارع للأحداث، حيث أننا إذا أردنا توجيه الاتهام وإدانة الروس حيال التدخل بالانتخابات، الذي قد يكشف أو لا يكشف له أي أثر، فيجب أن تكون هناك استجابة أقوى نسبياً، على هجوم مسلح استهدف الجنودَ الأمريكيين.
إذا كان بإمكان مؤيدي ومعارضي ترامب، تهدئة أنفسهم للحظة واحدة فقط، فيجب عليهم ملاحظة أن عدو كلٍ منهما، هو الشخص نفسه، إنها ليست البلد نفسها فحسب، بل الشخص ذاته. إذا كانت هذه الأعمال العدوانية ضد الناخبين الأمريكيين في الداخل، والقوات في الخارج لا يمكن أن توحد الأمريكيين وقيادتهم، ثم ربما لا يكون هناك شيء آخر قادر على ذلك.