خاص-باريس
قال الصحفي والخبير بالشأن التركي هشام منور لراديو روزنة بأنه مع استمرار عملية الغصن الزيتون وقتا أطول مما كان مخططا له، وسقوط عدد من القتلى لدى كل الأطراف، دفع كلا من الأتراك للطلب من روسيا الدخول كوسيط وبنفس الوقت وقوات سوريا الديمقراطية إذ وجدت نفسها وحيدة بمواجهة تركيا حين تخلت عنها الولايات المتحدة وروسيا والنظام السوري للبحث عن وساطة، وعليه فإن كل أطراف معركة غصن الزيتون وجدت نفسها في سد مغلق.
المنور رأى خلال حديثه في الساعة الإخبارية التي تبث على راديو روزنة، أن القوات الكردية اقتنعت على ما يبدو وبعد مفاوضات لم تتوقف، بإدخال قوات نظام "هجينة" عبارة عن قوات موالية شعبية وليست نظامية، كبضعة آلاف من ميليشيات الدفاع الوطني ستحل مكان قوات سوريا الديمقراطية، وتؤمن انسحابها إلى شرق الفرات، ونظرا لوجود هذه الميليشيات الموالية للنظام وعتادها الخفيف وغير المحمية من الطيران بسبب حيلولة اتفاقية أضنة دون ذلك، وبالتالي وجود هذه القوات سيكون شكليا وربما مؤقتا، ريثما تنسحب قوات سوريا الديمقراطية ومعها العتاد الأمريكي الثقيل إلى شرق الفرات، وثم سينسحب النظام عن طريق معارك وهمية أو شكلية، وفقا لما تراه روسيا صاحبة الكلمة الأعلى في هذه القضية.
وتوقع المنور استمرار عملية غصن الزيتون لتأمين المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، مستبعدا في الوقت ذاته اندلاع معارك كبيرة في هذه المنطقة، لأن هذه العمليات ستكون شبه متفق عليها.
منور تحدث عن عقدة الكثافة السكانية في مدينة عفرين، وتمركز القوات الكردية فيها، ما شكل عقدة ستحل فور خروج هذه القوات من المنطقة، وقال هشام منور المقيم في اسطنبول: "سنشهد تسارع لعملية غصن الزيتون وليس تباطؤ لأن القوات الموالية للنظام ستتمركز بعفرين المدينة بينما ستستمر عملية غصن الزيتون بقضم الريف وذلك حتى استكمال انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من عفرين وثم سيتم تسليمها بحجة عدم قدرة النظام في الدفاع عن قواته في تلك المنطقة"، وختم منور هذا يلامس الحقيقة إذ أن النظام السوري لن يدفع بقوات، هو بحاجة لها من حماة إلى الغوطة الشرقية، ناهيك عن تحضيره لمعركة الجنوب.