صحيفة "ذا نيو يوركر" - روزنة
للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عام، انخرطَت القوات الروسية والأمريكية في مواجهة مباشرة. وكانت المرة الأخيرة، التي اشتبك فيها جنودٌ تابعين لكلا البلدين، في حرب فيتنام، عندما قام جنودٌ تابعون للاتحاد السوفيتي، بإسقاط طائرات حربية أمريكية، باستخدام مضادات طيران.
الأسبوع الماضي، بتاريخ السابع من شباط، القوتان التقيتا مرةً أخرى، عندما قامت طائرات أمريكية بدون طيار، بمهاجمة مروحياتٍ، ومجموعةٍ من الجنود الموالين للنظام السوري، قرب مدينة "دير الزور" التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد شرق سوريا.
ليتبينَ لاحقاً، أن من بين مَن قُتل، كان أكثر من 100 مواطنٍ روسي كانوا يقاتلون في سوريا لصالح شركاتٍ عسكرية خاصة، أو مجموعة "مرتزقة"، لا يحظى تواجدهم في سوريا باعتراف رسمي من قبل الكرملين.
وتبعاً لتحقيقات أجرتها وسائل إعلام روسية، فإن حوالي ألفين، إلى ثلاثة آلاف متعاقدٍ خاص روسي (مرتزقة) منخرطون في العمليات العسكرية في سوريا، معظمهم مرتبط بـ "واغنر"، وهي شركة لديها علاقات واضحة مع "إفجيني بريغوزن"، الذي كان صاحب مطعم، أصبح قيما بعد مقرباً من "فلاديمير بوتين"، في بدايات القرن الواحد والعشرين.
وعبر هذه الصلة، عمد "بريغوزن" إلى توقيع عقودٍ مربحة مرتبطة بتزويد الجيش الروسي بالطعام والغذاء، الأمر الذي مكنه، من الإشراف على المشاريع الذي يعتبرها الكرملين مفيدة، إلا أنه، وفي الوقت عينه، لا يود الانخراط شخصياً بإدارتها.
وتُتهم هذه الشخصية، مع اثنتي عشرة شخصية روسية أخرى، بالتدخل في الانتخابات الأمريكية 2016، التي أوصلت دونالد ترامب إلى السلطة.
وأطلق على "واغنر" هذا الاسم، مسؤولٌ سابق في القوات الروسية الخاصة يدعى "ديمتري أوتكين"، الذي كان معجباً بالملحن الألماني "واغنر".
العديد من مرتزقة "واغنر" قاتلوا في وقتٍ سابق مع مجموعات متمردة مؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا، حيث كانت دوافعهم تنطلق من الضرورة المالية لهكذا نوع من الحماس شديد الوطنية، وبحسب فريق استخبارات النزاع، وهو عبارة عن مجموعة مراقبة على الشبكة، فإن متوسط رواتب مرتزقة "واغنر"، يتراوح بين 90 ألف إلى 250 ألف روبل روسي (1600 ألف إلى 4400 دولار أمريكي).
وقال قياديٌ قاتل في الميدان، وكان على صلة بالعديد من المرتزقة الذين قُتلوا في سوريا، قال لصحيفة "موسكوفسكي كومسومولتس"، "هم اعتقدوا أنهم ذهبوا للدفاع عن العالم الروسي عند حافة مجال سيطرتنا"، مضيفاً، "أُهلكَ هؤلاء من أجل وطنهم، ودفاعاً عن الفكرة".
ويبقى السؤال، لماذا قام مقاتلون تابعون لشركات خاصة روسية، بالهجوم على مجمع مبانٍ تابعٍ لمليشيا مدعومة من أمريكا؟ ربما كان مصنع لإنتاج النفط في المنطقة، الهدف النهائي لهم، وهو أمر ذو أهمية تجارية واستراتيجية في الحرب السورية.
وقال "نوها بونسي"، وهو محلل رفيع لدى "International National Group" التي تغطي مجريات الوضع السوري، أن غيمة من الغموض غير المعتاد خيمت على الحادثة، حتى بمعايير الحرب السورية"، مضيفاً، "إن السؤال الأبرز، من أمر بتنفيذ هذه الغزوة إلى ما بعد نهر الفرات؟ ولماذا؟، هل كان ذلك قراراً محلياً؟ هل علمت القيادة الروسية مسبقاً بهذا الهجوم؟
واقترح "بونسي"، أنه من المعقول أن تكون مؤسسة النفط تلك، الهدفَ المرجو من الهجوم، لأنه وخلال الأسابيع الماضية، أشارت إدارة "ترامب" وبصراحة إلى السيطرة على حقول النفط شرق سوريا، كنقطة نفوذ في الصراع المستمر، كما أن القوات الكردية، منشغلة بمعركة تبدو طويلة الأمد مع الجيش التركي في "عفرين" شمال سوريا، حيث قامت قوات سوريا الديمقراطية، بنقل قوات لها من "دير الزور"، وأعادت تمركزها في "عفرين" للمساعدة في القتال، حيث رأى البعض هذا عبارة عن "فرصة".
وتُعتبر القوات الخاصة التي تعمل في الظل بطريقة غير معلنة، جذابة لأسباب عدة، وهي أنها تسمح للكرملين، بأن يبقي على تبنيه للفكرة "الخيالية" التي توحي بأن روسيا تقاتل فقط عبر قواتها الجوية، الأمر الذي يسمح لـ "بوتين" بإعلان نصرٍ سهل، وتجنبِ سخط الجماهير حيال فقدان أرواح بالصراعٍ الذي يجري خارج حدود البلاد.
وأفاد مصدرٌ على علاقة وثيقة بشركات عسكرية خاصة روسية، إن وزارة الدفاع الروسية تزودُّ "واغنر" بكل شيء، من الذخيرة إلى الطعام، وحتى وسائط النقل الجوية، لتحريك مقاتليها من وإلى سوريا، موضحاً، "نظرياً، جميع العمليات والمخططات يجب أن تحصل على موافقة القيادة العسكرية" ليتابع مستدركاً وهو يحاول تخمين طبيعةً الخطأ الذي حصل في "دير الزور"، "لكن هناك دائماً العامل البشري".
ويقول، "من الممكن أن يكون شخصاً ما من هؤلاء المرتزقة على الأرض، قد توصل إلى اتفاقٍ مع قواتٍ سورية شبه عسكرية، ولم يزعج نفسه ويخبر مقرَّ الجيش الروسي، أو قام بتضليل القيادة حول طبيعة المهمة"، في حين أن الاحتمال الآخر، "أن يكون الجيش الروسي قد وافق ضمنياً على عمليات الهدف منها فائدة تجارية أكثر، دون أن يفصح رسمياً أنه على علمٍ بها".
هل يعني هذا أن مقتل العشرات من المقاتلين الروس كنتيجةٍ مباشرة للهجوم الأمريكي سوف يذهب مع الريح؟ بكل ما يحمله ذلك من اللامعقولية.
وأخبر شخصٌ مقرب من شركات عسكرية خاصة روسية الصحيفة، أن هؤلاء المنخرطين في معركة "دير الزور" المنحوسة يتحدثون عن إحساس خانق من الخيانة، على الرغم من الغموض الذي يحوم حول هوية المسؤول عن الحادثة.
ويقول المصدر، "يقول بعضهم أنهم تعرضوا للخيانة من قبل ميليشيات سورية محلية اقترحت هذه المهمة، فيما يعتقد البعض الآخر، أن الخيانة نّفذها الأكراد الذي طلبوا من الأمريكيين القضاء على القوات المهاجمة"، ويضيف، "بالطريقة التي يرونها هؤلاء، فإن أمريكا ليست الجانب الذي نفذ الخيانة، لأن الأمريكيين بالأصل أعداء، كما لا يوجهون اللوم لوزارة الدفاع الروسية، هم على علم بأنهم انخرطوا بشيء كان عليهم ألا ينخرطوا به".
للمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عام، انخرطَت القوات الروسية والأمريكية في مواجهة مباشرة. وكانت المرة الأخيرة، التي اشتبك فيها جنودٌ تابعين لكلا البلدين، في حرب فيتنام، عندما قام جنودٌ تابعون للاتحاد السوفيتي، بإسقاط طائرات حربية أمريكية، باستخدام مضادات طيران.
الأسبوع الماضي، بتاريخ السابع من شباط، القوتان التقيتا مرةً أخرى، عندما قامت طائرات أمريكية بدون طيار، بمهاجمة مروحياتٍ، ومجموعةٍ من الجنود الموالين للنظام السوري، قرب مدينة "دير الزور" التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد شرق سوريا.
ليتبينَ لاحقاً، أن من بين مَن قُتل، كان أكثر من 100 مواطنٍ روسي كانوا يقاتلون في سوريا لصالح شركاتٍ عسكرية خاصة، أو مجموعة "مرتزقة"، لا يحظى تواجدهم في سوريا باعتراف رسمي من قبل الكرملين.
وتبعاً لتحقيقات أجرتها وسائل إعلام روسية، فإن حوالي ألفين، إلى ثلاثة آلاف متعاقدٍ خاص روسي (مرتزقة) منخرطون في العمليات العسكرية في سوريا، معظمهم مرتبط بـ "واغنر"، وهي شركة لديها علاقات واضحة مع "إفجيني بريغوزن"، الذي كان صاحب مطعم، أصبح قيما بعد مقرباً من "فلاديمير بوتين"، في بدايات القرن الواحد والعشرين.
وعبر هذه الصلة، عمد "بريغوزن" إلى توقيع عقودٍ مربحة مرتبطة بتزويد الجيش الروسي بالطعام والغذاء، الأمر الذي مكنه، من الإشراف على المشاريع الذي يعتبرها الكرملين مفيدة، إلا أنه، وفي الوقت عينه، لا يود الانخراط شخصياً بإدارتها.
وتُتهم هذه الشخصية، مع اثنتي عشرة شخصية روسية أخرى، بالتدخل في الانتخابات الأمريكية 2016، التي أوصلت دونالد ترامب إلى السلطة.
وأطلق على "واغنر" هذا الاسم، مسؤولٌ سابق في القوات الروسية الخاصة يدعى "ديمتري أوتكين"، الذي كان معجباً بالملحن الألماني "واغنر".
العديد من مرتزقة "واغنر" قاتلوا في وقتٍ سابق مع مجموعات متمردة مؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا، حيث كانت دوافعهم تنطلق من الضرورة المالية لهكذا نوع من الحماس شديد الوطنية، وبحسب فريق استخبارات النزاع، وهو عبارة عن مجموعة مراقبة على الشبكة، فإن متوسط رواتب مرتزقة "واغنر"، يتراوح بين 90 ألف إلى 250 ألف روبل روسي (1600 ألف إلى 4400 دولار أمريكي).
وقال قياديٌ قاتل في الميدان، وكان على صلة بالعديد من المرتزقة الذين قُتلوا في سوريا، قال لصحيفة "موسكوفسكي كومسومولتس"، "هم اعتقدوا أنهم ذهبوا للدفاع عن العالم الروسي عند حافة مجال سيطرتنا"، مضيفاً، "أُهلكَ هؤلاء من أجل وطنهم، ودفاعاً عن الفكرة".
ويبقى السؤال، لماذا قام مقاتلون تابعون لشركات خاصة روسية، بالهجوم على مجمع مبانٍ تابعٍ لمليشيا مدعومة من أمريكا؟ ربما كان مصنع لإنتاج النفط في المنطقة، الهدف النهائي لهم، وهو أمر ذو أهمية تجارية واستراتيجية في الحرب السورية.
وقال "نوها بونسي"، وهو محلل رفيع لدى "International National Group" التي تغطي مجريات الوضع السوري، أن غيمة من الغموض غير المعتاد خيمت على الحادثة، حتى بمعايير الحرب السورية"، مضيفاً، "إن السؤال الأبرز، من أمر بتنفيذ هذه الغزوة إلى ما بعد نهر الفرات؟ ولماذا؟، هل كان ذلك قراراً محلياً؟ هل علمت القيادة الروسية مسبقاً بهذا الهجوم؟
واقترح "بونسي"، أنه من المعقول أن تكون مؤسسة النفط تلك، الهدفَ المرجو من الهجوم، لأنه وخلال الأسابيع الماضية، أشارت إدارة "ترامب" وبصراحة إلى السيطرة على حقول النفط شرق سوريا، كنقطة نفوذ في الصراع المستمر، كما أن القوات الكردية، منشغلة بمعركة تبدو طويلة الأمد مع الجيش التركي في "عفرين" شمال سوريا، حيث قامت قوات سوريا الديمقراطية، بنقل قوات لها من "دير الزور"، وأعادت تمركزها في "عفرين" للمساعدة في القتال، حيث رأى البعض هذا عبارة عن "فرصة".
وتُعتبر القوات الخاصة التي تعمل في الظل بطريقة غير معلنة، جذابة لأسباب عدة، وهي أنها تسمح للكرملين، بأن يبقي على تبنيه للفكرة "الخيالية" التي توحي بأن روسيا تقاتل فقط عبر قواتها الجوية، الأمر الذي يسمح لـ "بوتين" بإعلان نصرٍ سهل، وتجنبِ سخط الجماهير حيال فقدان أرواح بالصراعٍ الذي يجري خارج حدود البلاد.
وأفاد مصدرٌ على علاقة وثيقة بشركات عسكرية خاصة روسية، إن وزارة الدفاع الروسية تزودُّ "واغنر" بكل شيء، من الذخيرة إلى الطعام، وحتى وسائط النقل الجوية، لتحريك مقاتليها من وإلى سوريا، موضحاً، "نظرياً، جميع العمليات والمخططات يجب أن تحصل على موافقة القيادة العسكرية" ليتابع مستدركاً وهو يحاول تخمين طبيعةً الخطأ الذي حصل في "دير الزور"، "لكن هناك دائماً العامل البشري".
ويقول، "من الممكن أن يكون شخصاً ما من هؤلاء المرتزقة على الأرض، قد توصل إلى اتفاقٍ مع قواتٍ سورية شبه عسكرية، ولم يزعج نفسه ويخبر مقرَّ الجيش الروسي، أو قام بتضليل القيادة حول طبيعة المهمة"، في حين أن الاحتمال الآخر، "أن يكون الجيش الروسي قد وافق ضمنياً على عمليات الهدف منها فائدة تجارية أكثر، دون أن يفصح رسمياً أنه على علمٍ بها".
هل يعني هذا أن مقتل العشرات من المقاتلين الروس كنتيجةٍ مباشرة للهجوم الأمريكي سوف يذهب مع الريح؟ بكل ما يحمله ذلك من اللامعقولية.
وأخبر شخصٌ مقرب من شركات عسكرية خاصة روسية الصحيفة، أن هؤلاء المنخرطين في معركة "دير الزور" المنحوسة يتحدثون عن إحساس خانق من الخيانة، على الرغم من الغموض الذي يحوم حول هوية المسؤول عن الحادثة.
ويقول المصدر، "يقول بعضهم أنهم تعرضوا للخيانة من قبل ميليشيات سورية محلية اقترحت هذه المهمة، فيما يعتقد البعض الآخر، أن الخيانة نّفذها الأكراد الذي طلبوا من الأمريكيين القضاء على القوات المهاجمة"، ويضيف، "بالطريقة التي يرونها هؤلاء، فإن أمريكا ليست الجانب الذي نفذ الخيانة، لأن الأمريكيين بالأصل أعداء، كما لا يوجهون اللوم لوزارة الدفاع الروسية، هم على علم بأنهم انخرطوا بشيء كان عليهم ألا ينخرطوا به".