فيديو على الانترنت يغير حياةَ طفلين سوريين في لبنان

فيديو على الانترنت يغير حياةَ طفلين سوريين في لبنان
أخبار | 06 فبراير 2018
خلال زيارةٍ لها إلى عيادة طبيب الأسنان قبل ست سنوات في حلب، علمت "بدرية حيان" الحقيقةَ الكامنة وراء هدوء ابنها "محمد"، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك، أربعة أعوام، حيثُ لاحظ طبيب الأسنان، أن الطفلَ لم يبدي أي رد فعل إلى حديثِ أمه، لتكتشف فيما بعد، أنه أصم.  
 
وأثبتت الفحوصات، أن كلا الأخيَّن، "محمد"، والأصغر "عصام"، فاقدين للقدرة على السمع منذ ولادتهما، ومع كون راتب زوجها "عبد اللطيف" راتباً ضئيلاً، بات من المستحيل إجراء عملية جراحية لزراعة "القوقعة" (جزء من الأذن الوسطى) لهما.
 
لقد أجبر الوضع المتزايد سوءاً في سوريا العائلة على الهرب إلى "بيروت"، بعدما تحول منزلهم إلى ركام إثر قصفٍ مكثف. ثم لجئوا إلى منطقة تُقامُ فيها الخيام بشكل غير رسمي في لبنان، وهو البلد الذي يعيش فيه أصلاً نحو مليون لاجئ سوري، في حالةِ فقرٍ مدقع.
 
في حزيران، من عام 2017، نظمَت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، زيارة مع الصحفية البارزة "ريما مكتبي" إلى منطقة المخيم.
 
وبعد انتشار مقطعٍ مصورٍ لـ "مكتبي" على مواقع التواصل بشكل واسع، وهي تلتقي محمد وعصام وتتحدث معهم بلغة الإشارة، تبرعَ الهلال الأحمر الكويتي بمبلغ قدره 50 ألف دولارٍ أمريكي، لإجراء العملية الجراحية لهما.
 
وتواصلت المفوضية السامية مع والدة الطفليَن "حيان" بهدف تزويدها بالمساعدة اللازمة.
 
وبعد أربع ساعات متواصلة من العمل، نجحت العملية الجراحية. ,وخلال شهرين، استطاع الطفلان محمد وعصام، من سماع أمهما للمرة الأولى.

 
وأخيراً، سوف يكون بمقدور الطفلين، أن يذهبا إلى المدرسة، حيث يخضعان الآن لجلسات علاجية في المستشفى، لمساعدتهم على الحديث بوضوح.
 
وبحسب مسؤول المعلومات في المنطقة التابع للمفوضية "محمد أبو عسكر"، إن شبكات التواصل الاجتماعي تغير حياتنا، إن تجربة محمد وعصام، هي شهادة على قوة المجتمعات الإلكترونية ... بصناعة التغيير".
 
ومع بلوغ عدد لاجئي سوريا 5.48 مليون لاجئ، تقدر المنظمات الإغاثية أن لاجئاً من أصل خمسة، لديه عجز جسدي، أو حسي، أو عقلي.
 
وفي وقتٍ يُجبر فيه هؤلاء على النزوح، يواجه معظمهم حواجزَ جمة للوصول إلى بعض الخدمات، منها التعليم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق