بدأ المجلس المحلي في مدينة مارع بريف حلب، قبل نحو مدة، بتنفيذ مشروع إنارة الطرقات معتمدين بذلك على الطاقة الشمسية.
وقال المهندس أحمد المحمود إن "المشروع لا يزال قائماً لإنارة كامل مدينة مارع، عبر تركيب 176 لوحة طاقة شمسية على الأعمدة المنتشرة في الشوارع، وتزويد هذه اللوحات بمدخرات "بطاريات" عمرها لا يقل عن السنتين، إضافةً لـ (لدات) يتبع لها حساس ضوئي".
استحسان كبير لاقاه المشروع لدى المدنيين في مدينة مارع، خاصةً وأن البلدة تشهد تزايداً في أعداد القاطنين فيها وذلك منذ سيطرة الجيش الحر مدعوماً من القوات التركية على ريف حلب الشمالي وطرد تنظيم "داعش" من المنطقة.
أبو أحمد صاحب محل لبيع الألبسة في مارع أكد لـ"روزنة" أن انارة الشوارع طوال الليل كانت سبباً له في افتتاح محله حتى وقتٍ متأخر". مضيفاً أنّ المدينة بدأت تشهد حركة تجارية متزايدة في المساء بعد أن كانت شبه معدومة في السنوات السابقة.
وبحسب الأهالي فإن مشروع إنارة الطرقات يخدم المدينة من الناحية الأمنية لأنها تفيدهم في ملاحقة للصوص والمجرمين أثناء الليل.
الألواح الشمسية بديلاً عن الأمبيرات!
انتشرت الألواح الشمسية بشكل واسع في مناطق المعارضة كحلٍ لتخفيف معاناتهم وإنارة منازلهم بديلاً عن الكهرباء التي افتقدوها منذ بداية القصف الجوي على مدينة مارع عام 2012.
وأشار أبو خالد لـ "روزنة" وهو صاحب محل لبيع ألواح الطاقة الشمسية في ريف حلب، أن "باتت تجارة الألواح في الشمال السوري رائجة ومربحة، وتقتصر تكاليفها على ثمن الألواح والمعدات المرافقة كالمحول والمدخرة أو ما يعرف بالبطارية، وللألواح الشمسية أحجام وأنواع مختلفة (صيني-ألماني – تركي) وتختلف أسعارها بحسب جودتها وحجمها وقدرتها.
يحتاج المواطن لتشغيل بعض الأدوات المنزلية الضرورية لمدة 8 ساعات تقريبا إلى لوحين من ألواح الطاقة الشمسية كل واحد بقدرة 250 واط يتم وصلهما إلى بطارية سائلة استطاعتها 150 أمبير عبر أسلاك شعرية مخصصة للطاقة الشمسية، ومن ثمَّ ربطهما برافع الجهد الذي يحول تلك الطاقة المخزنة في البطارية من 12 فولت إلى 220 فولت وهي الكهرباء النظامية المطلوبة للتشغيل، وتكلفة تلك العملية ما يقارب 920 دولار.

ايجابيات وسلبيات
وعن إيجابيات وسلبيات تلك الألواح آراء مختلفة، فبحسب المهندس أبو يوسف فإنه يراها جيدة ولا أعطال فيها وذات عمر مديد إذا ما استخدمت بشكل جيد ولا تنبعث منها غازات سامة ولا ضجيج لها بالرغم من ارتفاع أسعارها.
أما سلبيات الطاقة الشمسية فهي تتمثل، بحسب أبو علي، في التكلفة المرتفعة إلى حد ما في ظل ظروف معيشية صعبة يعيشها المواطن السوري، وإمكانية كسر الألواح وخاصة في المناطق التي تتعرض لقصف بشكل متواصل.
وأضاف: "من سلبياتها أيضاً عدم قدرتها على تتبع أشعة الشمس خلال ساعات اليوم نتيجة لصعوبة توجيهها، كذلك يقلل الغبار من كفاءة الألواح، ممّا يوجب غسلها باستمرار، في حين تعتبر الأيام غير المشمسة قليلة المردود بالنسبة للطاقة".