التقى قادةُ الاتحاد الأوروبي أمس، في قمة عُقدت في العاصمة البلجيكية "بروكسل"، لمناقشة عددٍ من القضايا الشاغلة للتكتل، وعلى رأسها الهجرة ومغادرة بريطانيا للاتحاد، وسطَ خلافاتٍ عميقة بين دولٍ في وسط أوروبا وشرقها، ودول في غربها حيال ملف اللاجئين.
وبعد انتهاء المناقشات التي استمرت لساعات الصباح الأولى من اليوم الجمعة، أوضح زعماء الاتحاد، "أن الغضب الذي صاحب تدفق مليون شخص إلى اليونان وتوجههم نحو ألمانيا في 2015، قد تضاءل لكن المحادثات "الصريحة" فشلت في رأب الخلافات العميقة".
وفي تفاصيل القمة، أيد زعيما بولندا والتشيك الجديدان، موقفَ المجر وسلوفاكيا المتمثل في "أن مجتمعاتهم الشيوعية السابقة لا يمكنها تحمل مهاجرين بأعداد كبيرة خاصة من المسلمين"، حيث قال رئيس وزراء التشيك "أندريه بابيش"، إن النقاش "عاصف جداً" وإن الدول الشرقية لن تدع الغالبية تفرض عليها استقبال حصص إلزامية من اللاجئين، حسب رويترز.
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية "أنغيلا ميركل" إن هناك تقديراً واسعاً لجهود تعزيز السيطرة على حدود التكتل، التي نجحت في تقليل عدد الوافدين بشكل كبير، خاصة من خلال اتفاقات مع تركيا ودول بمنطقة البلقان لإغلاق طريق الهجرة عبر اليونان، لكنها انتقدت عرضاً تقدمت به دول من وسط أوروبا لتقديم مساعدة مالية ووصفته بأنه "تضامن انتقائي".
وكانت أربع دول في وسط أوروبا عرضت أمس الخميس، تقديمَ 35 مليون يورو لإيطاليا لمساعدتها على منع المهاجرين من مغادرة ليبيا.
يأتي ذلك بعد أيامٍ من تحذيرٍ أطلقته الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، من إمكانية سعي اللاجئين السوريين مجدداً الوصول إلى أوروبا، إذا توقفت برامج المساعدات في خمس دول مجاورة تستضيف غالبية اللاجئين.
وترغب إيطاليا واليونان ودول أخرى مطلة على البحر المتوسط -وأخرى ثرية بعيدة عن ساحل المتوسط مثل ألمانيا- في التزام كل دول الاتحاد باستقبال حصة محددة من طالبي اللجوء، في وقتٍ ترفض فيه عدة دول الحصص الإلزامية، ترغب بدلا من ذلك، في المساعدة بتقديم أموال ومعدات وأفراد للسيطرة على حدود الاتحاد الأوروبي.
وسبق القمةُ بساعات، خروجُ متظاهرين في العاصمة "بروكسل"، للتعبير عن تضامنهم مع المهاجرين القادمين من إفريقيا ودول الشرق الأوسط، حيث رفعَ المتظاهرون لافتات كُتب عليها أسماء مهاجرين لقوا مصرعهم غرقا أثناء عبور البحر المتوسط، بحسب ما ذكرت قناة روسيا اليوم.
وكان رئيس الوزراء الهولندي "مارك روته" وصف نظيره المجري "فيكتور أوربان" بـ "قليل الحياء"، وذلك لرفضه قبول لاجئين، ومحاولته العزوف عن تحقيق التزاماته عن طريق عرضه دعماً للاتحاد بمبلغ 35 مليون يورو، بحسب ما ذكرت قناة "NOS" الهولندية أمس.