في دمشق..تربية الحيوانات الأليفة خيار بديل عن إنجاب الأطفال!

في دمشق..تربية الحيوانات الأليفة خيار بديل عن إنجاب الأطفال!
الأخبار العاجلة | 06 ديسمبر 2017
 أصبحت مسألة انجاب الأطفال لدى العديد من العائلات السورية قضية صعبة وخياراً ليس باليسير للكثيرين بعدما أدت الحرب السورية إلى تدهور الوضع الاقتصادي للسوريين.

وازدادت مشاكل إنجاب الأطفال مع زيادة تكلفة الولادة ومتطلباتها بسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات وأجور الأطباء والمشافي وغيرها، وفي ظل ذلك، كانت تربية الحيوانات الأليفة خيارا بديلا لدى البعض، خاصة مع الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب تحديداً من حيث مستوى الدخل ومكان المعيشة، فضلاً عن الآثار الصحية والنفسية للأحداث الأمنية والعسكرية على مر أكثر من ست سنوات.

ووجد "ر.ب" في تربية القطط، نوعاً من التعويض العاطفي بعد أربع سنوات من الزواج دون أن يرزق بأي طفل حتى اليوم، فقرر وزوجته اقتناء قطة لملء فراغ شعرا به مع مرور الأيام دون أن يتمكنا من الإنجاب.
وقال لـ"روزنة"، إنه لم يفقد الأمل بإنجاب طفل، رغم مرور أربع سنوات على زواجه، إلا أن ذلك لم يمنعه من إقناع زوجته بتربية حيوان أليف يملأ وقتهم، لحين تحقيق أملهم بالإنجاب.

وحول تكلفة تربية حيوان أليف، أضاف "ر.ب" إن "العناية بقطة أو كلب أو أي نوع آخر من الحيوانات الأليفة مكلف بالتأكيد، فهذا الحيوان له حاجيات معينة وغذاء وعلاج لا يمكن إهماله، إلا أن هذه التكاليف يمكن ضبطها لتكون مقبولة إلى حد ما، بما يتناسب مع وضعنا المادي".
 
الإقبال على تربية الحيوانات الأليفة ليس بجديد
وزارت "روزنة" طبيباً بيطرياً في دمشق لمعرفة طبيعة وحجم الإقبال على اقتناء الحيوانات الأليفة، فأكد الطبيب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان "الإقبال على تربية الحيوانات الأليفة ليس بالجديد، لكن هناك نوع من التمايز في مناطق المدينة، حيث يفضل منطقة باب توما والقصاع والمناطق المحيطة من جرمانا ودويلعة تربية الكلاب بنسبة أعلى من القطط، التي تعتبر مفضلة لدى سكان دمشق، الأمر الذي قد يعود لترتيبات دينية، كما تلعب طبيعة المنازل دوراً في اختيار الحيوان الملائم لتربيته، من حيث توفر مساحة خارجية كحديقة أو وجيبة تصلح لتكون مكاناً خاصاً للكلب على وجه التحديد"، وأردف الطبيب، أن "الطيور تخرج من دائرة التربية كونها مفضلة للتجارة بشكل أكبر".
 
كلاب محلية ب100 ألف ليرة
وعن أسعار الحيوانات الأليفة من كلاب وقطط في الفترة الحالية، قال الطبيب البيطري أن "أسعار الكلاب المستوردة تبدأ من 400 وحتى ألف دولار، أما أسعار الكلاب المشهورة النوع لكن بتفريخ محلي فأسعارها  تبدأ من 45- 100 ألف ليرة سورية"، مشيراً الى ان أكثر الأنواع المرغوبة بها هي كنيش، لولوفوكس، وهاسكي، ووسطي سعرها 50 ألف ليرة، وغالباً ما يجري التعامل بالجراء الصغيرة  اذ ليس من المرغوب شراء الحيوانات بعمر متقدم.

"وبالنسبة للقطط فأسعارها تتراوح بين 5-75 ألف ليرة سورية، علماً أن أكثر أنواع القطط المرغوبة هي شيرازي وشانشيلا، ووسطي سعرها بين 20-25 ألف ليرة"، وفقا للطبيب.
وعما إذا كان الراغبون باقتناء حيوانات أليفة هم من طبقة اقتصادية واجتماعية معينة، أكد الطبيب ان "تربية الحيوانات ليس حكراً على طبقة معينة، فهناك أشخاص من ذوي مستوى اقتصادي متدني، يربون القطط أو الكلاب بسبب عاطفتهم والشعور بالشفقة على تلك المخلوقات".
 
العلاج و الإطعام بكلف متفاوتة
أما فيما يتعلق بالتكلفة الوسطية لإطعام وعلاج القطط، فهي تصل إلى 2-5 ألف ليرة شهرياً للقطة في حال الاعتماد على الطعام الجاهز (دراي فود)، أما الكلب فيكلف إطعامه نحو 10 آلاف ليرة سورية، علماً أنه لا يمكن الاعتماد على الطعام الجاهز للكلاب كونها تحتاج كميات كبيرة جداً يومياً.
كما تحتاج القطة إلى رمل بقيمة 2500 ليرة في الشهر، ولقاحات بقيمة تتراوح بين 8-10 ألف ليرة سنوياً، في حين تصل تكلفة لقاحات الكلب الواحد حتى 12 ألف ليرة سنوياً.

يشار إلى أن سوقاً للحيوانات الأليفة كان قائماً في منطقة المرجة بالعاصمة دمشق، إلا أن محتويات تلك السوق تقلصت لتقتصر على بضعة محال تعرض أنواعاً محددة من السمك والطيور، ومنعت محافظة دمشق بموجب قرار صادر في 2016 تربية الكلاب في المناطق السكنية حتى لو حصلت على شهادة صحية، وتقوم الشرطة بمصادرتها وإيداعها بحديقة الحيوانات في المدينة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق