اليونان: اجبار اللاجئين على شراء تذاكر الطيران للحاق بعائلاتهم في ألمانيا

اليونان: اجبار اللاجئين على شراء تذاكر الطيران للحاق بعائلاتهم في ألمانيا
الأخبار العاجلة | 29 نوفمبر 2017
قام مسؤولون يونانيون يعملون بشؤون الهجرة واللجوء، بإجبار مئاتٍ من اللاجئين السوريين الحاصلين على صفة لاجئ، والذين ينتظرون إعادة توطينهم مع عائلاتهم في ألمانيا، على شراء تذاكر طيران أغلى ثمناً من المعتاد من إحدى شركات السفر في أثينا، بحسب ما كشف تقرير نشرهُ موقع "BuzzFeed" أمس.
 
وأجرى الموقع مقابلاتٍ مع ثلاثةِ لاجئين سوريين (سيدة ورجلين)، أقاموا في العاصمة اليونانية أثينا لعدة أشهر، قبل منحهم حق السفر إلى ألمانيا، وذلك للحاق بعائلاتهم ضمن مخطط إعادة التوطين التابع للاتحاد الأوروبي، في وقتٍ رفض فيه ثلاثتهم الكشف عن اسماءهم الأخيرة، وذلك خوفاً من احتمالية تعرضهم لصعوبات خلال متابعة طلبات لجوئهم.
 
وقال اللاجئون الثلاثة، أن مسؤولي هجرة يونانيين قاموا بإرسالهم ومئاتٍ آخرين من اللاجئين، إلى شركة "هيمالايا" للسفر في العاصمة أثينا، حيث تم إخبارهم أن عليهم أن يدفعوا ثمنَ تذاكر الطيران خلال يومين لتلك الشركة تحديداً، في وقتٍ تبلغ فيه أسعار الشركة، ضعفَ ما هو متاح على الانترنت، وأكدت منظمتا "خيمة إلى منزل" و"ساعدوا اللاجئين" للموقع، أن الشركة الوحيدة، التي قام مسؤولو الهجرة واللجوء في اليونان بإرسال اللاجئين إليها، كانت "هيمالايا".
 
وقال "ماهر"، وهو لاجئ انتظر في اليونان مدةَ 16 شهراً مع زوجته وولدين (ابنة 11 عاماً، ابن 4 أعوام) إعادة توطينهم مع ابنهم (14 عاماً) في ألمانيا، "شعرت بالصدمة، عندما قيل لي أنه عليَّ شراء تذاكر الطيران بنفسي"، حيث تم إخباره في وقتٍ سابق هذا الشهر، أن تكلفة سفرة مع عائلته إلى ألمانيا ستبلغ حوالي 1200 يورو.
 
واعترف "جورج ديموبولس"، مدير ومالك شركة "هيمالايا" ببيع تذاكر أغلى سعراً للاجئين، حيث قال للموقع، "أنه وبسبب قيام السلطات الأوروبية بالانتظار حتى اللحظة الأخيرة قبل أن تسمح للاجئين بالسفر، كان على تذاكر الطيران أن تكون قابلة للتبديل والإلغاء مع إعادة الأموال"، وتابع "ديموبولس"، "إذا قمنا ببيع اللاجئين أرخص التذاكر، فإنهم سوف يخسرون أموالهم بنسبة 100٪، حيث أنك لا تستطيع أن تغير موعد السفر على التذكرة، ولا إعادة الأموال لأصحابها"، مضيفاً، "الشركة تعامل وتحاسب اللاجئين كـ "أناس عاديين"، وإن المسؤول عن الأسعار المرتفعة، هو الدول الأوروبية بسبب قيامها بفرض مزيدٍ من القوانين الصارمة المتعلقة بقبول لاجئين جدد".
 
وأوضح "ديموبولس" في مكالمة هاتفية مع الموقع، "لقد حجزنا للاجئين تذاكر غالية الثمن، لحيازتهم على الكثير من الأمتعة، وإن الخطوط الجوية الأرخص ثمناً، سوف تطلب منهم حجز مقعدين للمسافر الواحد"، وأكد متحدثٌ باسم "خدمات اللجوء اليونانية" أن اللاجئين وُجهوا إلى مكتب "هيمالايا" للسفر، وأن تذاكر الطيران التي بيعت لهم كانت أغلى ثمناً من تلك المتاحة على الانترنت"، وعوضاً عن إيضاحه للسبب قال، "أن اللاجئين بإمكانهم أن ينتظروا، إذا لم يكن بمقدورهم أن يدفعوا".
 
ويستطيع اللاجئون، القادمون لوحدهم أو ما عائلاتهم، ممن لديهم أبناء أو أباء في ألمانيا، بأن يقدموا طلباً لإعادة توطينهم مع عائلاتهم في ألمانيا مجرد وصولهم إلى أوروبا، ضمن مخطط إعادة توطين اللاجئين داخل الاتحاد الأوروبي، الذي أثار جدلاً في كل من ألمانيا واليونان حيث احتج لاجئون مؤخراً على التأخير في مدة معالجة طلباتهم.
 
وبحسب دليل اتفاقية دبلن 3، فإن عملية إعادة توطين اللاجئين مع عائلاتهم، لا يجب أن تمدد لأكثر من 11 شهراً، وبعد تسجيل اللاجئين طلباً لإعادة توطينهم، تقوم السلطات اليونانية بالاتصال مع الدولة التي تستضيف عائلاتهم خلال 3 أشهر، وتطلب منها أن تستلمَ ملفات لجوئهم، حيث تصدر الدولة المستضيفة قراراً خلال فترة لا تتجاوز شهرين، وفي حال الموافقة، تقوم اليونان بإرسالهم خلال ستة أشهر.
 
وبحسب مفوضية اللاجئين، فإن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية مسؤولية في مساعدة اللاجئين مالياً لتمكينهم من الاتحاد مع عائلاتهم.
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق