هل يصمد اتفاق "إنهاء الاقتتال" بين الزنكي والهيئة ؟

هل يصمد اتفاق "إنهاء الاقتتال" بين الزنكي والهيئة ؟
سياسي | 18 نوفمبر 2017
بدأت، يوم السبت، مفاعيل الاتفاق بين حركة "نور الدين الزنكي" و"هيئة تحرير الشام" التطبيق على الأرض في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، من خلال إزالة الحواجز والسواتر الترابية، ووقف التصعيد والاعتقالات من قبل الجانبين.

وأكدّ القيادي البارز في حركة نور الدين الزنكي، حسام أطرش لـ "روزنة" أنّ الاتفاق بدأت مفاعيل تنفيذه، اعتباراً من اليوم السبت، من خلال إزالة الحواجز ورفع السواتر الترابية.
وهو ماذهب إليه أيضاً الداعية عبد الرزاق المهدي، وسيط الصلح بين الطرفين، وقال لـ "روزنة": إنّ "الاتفاق نهائي، ومن الواضح أن حالة الخصام بين الطرفين، انتهت إلى غير رجعة"، مشيراً إلى "بدء تنفيذ الاتفاق بشكل فعلي على الأرض".

وتوصل فصيلا "الزنكي" و"تحرير الشام"، فجر أمس الجمعة، إلى اتفاق يقضي بـ "وقف كامل لإطلاق النار، تبادل المعتقلين، عوودة الأرتال إلى مكانها في السابق، إزالة الحواجز، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة".

إلى ذلك، التزمت "هيئة تحرير الشام" بالجو الإيجابي السائد في الأجواء، واعتبر قيادي فيها، فضّل عدم نشر اسمه، في تصريح لـ "روزنة" أنّ "الأجواء إيجابية، وبنود الاتفاق بدأت التنفيذ على الأرض".

وفي سياق الاتفاق، ذكر مصدر ميداني لـ "روزنة" أنّ "مقاتلي حركة نور الدين الزنكي، عاود الانتشار في مدينة (أبزمو) في ريف حلب الغربي، التي سيطرت عليها الهيئة خلال الاشتباكات، كما عاودت الحركة انتشارها في (خان العسل)، و(جمعية الكهرباء) في ريف حلب الغربي"، ولفت إلى أنّ "الاتفاق يشمل عودة بلدة دير حسان في ريف إدلب الشمالي إلى سيطرة (الزنكي)، بعد خسارة الأخيرة لها أمام هجوم الهيئة".

وأشار المصدر إلى "بدء الفصيلين بإطلاق سراح المعتقلين لديهما، مقدّراً أعداد الأسرى من كلا الطرفين بحوالي 100 عنصر"، مركداً "إزالة الحواجز والسواتر الترابية في خان العسل، وجمعية الكهرباء، والإبزمو، وعدد من المناطق في ريف حلب الغربي".

وقدّرت مصادر متقاطعة لـ "روزنة" أعداد القتلى من الجانبين بنحو 100 قتيل، أغلبهم من "هيئة تحرير الشام"، كون الأخيرة كانت في موقع الهجوم على معاقل حركة "نور الدين الزنكي".

وتُعتبر هذه هي المرة الأولى التي تفشل فيها "هيئة تحرير الشام" (النصرة) سابقاً، في القضاء على فصيل يُصنّف على أنه من الفصائل المعتدلة، وينتمي للجيش السوري الحر، على الرغم من البراغماتية التي يتعامل بها في التعامل مع الفصائل على الأرض.
 
وللهيئة تاريخ حافل في التهام فصائل الجيش السوري الحر، فقد قضت على "جبهة ثوار سورية"، التي كان يقودها جمال معروف، والتي تتخذ من جبل الزاوية في ريف إدلب معاقلاً لها، في تشرين الثاني 2014.

كذلك قضت على حركة حزم المتمركزة في الريف الغربي من حلب، والمدعومة أمريكياً في آذارمن عام  2015، ثم انهت جيش المجاهدين العامل أيضاً في ريف حلب الغربي في كانون الثاني الماضي، لتنقض مؤخراً على حركة أحرار الشام في أيلول الماضي، وتنهي تواجده في ريف إدلب الشمالي.

ويعزو مراقبون، فشل الهيئة في القضاء على "الزنكي" على عدم وجود أي خلية نائمة لها في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحركة في ريف حلب الغربي، الذي يمثّل وحدة جغرافية متصلة من "دارة عزة" إلى "حي الراشدين" في حلب، إضافة إلى كون مقاتلي الحركة هم من أبناء المناطق التي تعرضت لهجوم الهيئة، ما جعل الحاضنة الشعبية تلتف حولهم، إضافة إلى الأداء البرغماتي لقائد الحركة في تشكيل ما يسمى بـ"الحراك الشعبي"، الذي أسهم بشكل كبير في عدم تهاوي الحركة أم ضربات الهيئة.
 
واندلعت الاشتباكات بين الهيئة والزنكي في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إثر تبادل الاتهامات من قبل الطرفين بالاعتداء على مجموعات تابعة لهما على نقاط "الرباط" في الريف الغربي من حلب.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق