يصادف يوم السادس عشر من تشرين الثاني ذكرى "الحركة التصحيحية" حسب ما يعرف حزب البعث عملية الانقلاب التي قادها حافظ الأسد؛على مجموعة الحزب الحاكمة لسوريا آنذاك في العام 1970 وبمشاركة رئيس الأركان آنذاك مصطفى طلاس ومجموعة من الضباط البعثيين.
وقام حافظ الأسد والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع باعتقال صلاح جديد ونور الدين الأتاسي وتجريدهم من سلطاتهم ليستلم بعدها السلطة في سوريا.
وعلى الرغم أن نور الدين الأتاسي كان رئيساً للجمهورية وأميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيساً للوزراء أيضاً، إلا أنّ الصلاحيات الكاملة للحكم كانت بيد "صلاح جديد" الذي كان يشغل منصب مساعد الأمين العام لحزب البعث.
و تعود جذور الخلافات بين صلاح جديد وحافظ الأسد لشهر أيلول من عام 1968 حين انعقاد المؤتمر القطري الرابع للحزب ، حيث لم يتباطىء حافظ الأسد في اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد أنصار جديد؛ من خلال إبعاد أحمد المير إلى سفارة مدريد، إضافة إلى إزاحة شقيقه عزت عن قيادة اللواء 70، وصولاً في شباط 1970 إلى محاصرة عبد الكريم الجندي الذي "انتحر".
و في شهر تشرين الثاني من العام 1970 دعى صلاح جديد إلى مؤتمر طارئ للقيادة القومية الموالية لدمشق لمحاسبة الاسد، اثر اتخاذه قرار مساندة منظمة التحرير الفلسطينية في نزاعها مع الأردن ، وارسال قوات برية من دون أي غطاء جوي ما أوقع تلك القوات تحت نيران سلاح الجو الأردني.
ومع نهاية المؤتمر قرر صلاح جديد تجريد الأسد وطلاس من مهامهم؛ إلا أن الأسد عاجل باعتقال جديد و رفاقه و الرئيس الأتاسي في 16 تشرين الثاني بما أسماه" الحركة التصحيحية "، مرسلاً رفيقه السابق إلى سجن المزة وظل فيه حتى وفاته شهر آب عام 1993.
من هو صلاح جديد؟
وُلد صلاح جديد عام 1926 في قرية دوير (إحدى قرى ريف جبلة) بمحافظة اللاذقية لأسرةٍ علوية؛ ونظرا لطبيعة عمل والده المتنقلة توزع تعليم صلاح جديد الابتدائي والثانوي بين اللاذقية وحمص ودمشق التي حصل منها على الثانوية العامة عام 1948.
دخل كلية الطب لكنه سرعان ما تركها لينخرط في الجندية بأمر من قيادة حزب البعث الذي كان قد انتمى إليه بعد فترة وجيزة من الانخراط في صفوف الحزب القومي السوري، فمكث عامين في المدرسة الحربية بحمص ثم تخرج فيها ملازماً متخصصاً في المدفعية.
وبعد الوحدة مع مصر في عام 1958، تم تحويل صلاح جديد للعمل في مصر ومكث هناك حتى انقلاب عبد الكريم النحلاوي الذي أنهى الوحدة في عام 1961. وكان جديد قد أسس -رفقة آخرين "اللجنة العسكرية".
جاءت تلك الخطوة ردة فعل على إعلان القيادة التاريخية لحزب البعث ممثلة في عفلق والبيطار؛ حل الحزب في عام 1958 تلبية لاشتراط الرئيس المصري في ذلك الوقت جمال عبد الناصر، وتجميد كل نشاط حزبي في سوريا كشرط لتحقيق الوحدة بين البلدين.
واعتُقل صلاح جديد مع ضباط سوريين في مصر بعد انهيار الوحدة مع مصر، وأفرج عنه بعد أشهر قليلة في صفقة مبادلة لهم بضباط مصريين كانوا معتقلين في سوريا.
تجددت صلات جديد إثر عودته إلى سوريا بزملائه في اللجنة العسكرية، وشارك في انقلاب البعث على النحلاوي في آذار 1963، و تعزز مركزه في هرم السلطة مع قيادته عزل أمين الحافظ عام 1966 وتوليتهِ نور الدين الأتاسي منصب رئيس الجمهورية، وكان هو يتولى منصب الأمين العام المساعد للحزب منذ عام 1964 بعد أنْ استقال من الجيش.
و عمد صلاح جديد إلى تطبيق رؤيته السياسية ذات النزعة الاشتراكية الحرفية، فدشن عمليات تأميم اقتصادية واسعة مما ألقى بالبلاد إلى أتون أزمة اقتصادية خانقة، ميزتها بطالة حادة ونزوح واسع أهالي الأرياف إلى المدن بسبب تراجع الإنتاج الزراعي والرعوي.
وفي يوم 16 تشرين الثاني 1970 أمسك حافظ الأسد بالسلطة ووضع صلاح جديد ونور الدين الأتاسي في الإقامة الجبرية قبل أن يأمر بسجنهما؛ وتوفي صلاح جديد يوم 19 آب 1993، بعد أن أمضى 23 سنة في السجن.
وقام حافظ الأسد والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع باعتقال صلاح جديد ونور الدين الأتاسي وتجريدهم من سلطاتهم ليستلم بعدها السلطة في سوريا.
وعلى الرغم أن نور الدين الأتاسي كان رئيساً للجمهورية وأميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيساً للوزراء أيضاً، إلا أنّ الصلاحيات الكاملة للحكم كانت بيد "صلاح جديد" الذي كان يشغل منصب مساعد الأمين العام لحزب البعث.
و تعود جذور الخلافات بين صلاح جديد وحافظ الأسد لشهر أيلول من عام 1968 حين انعقاد المؤتمر القطري الرابع للحزب ، حيث لم يتباطىء حافظ الأسد في اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد أنصار جديد؛ من خلال إبعاد أحمد المير إلى سفارة مدريد، إضافة إلى إزاحة شقيقه عزت عن قيادة اللواء 70، وصولاً في شباط 1970 إلى محاصرة عبد الكريم الجندي الذي "انتحر".
و في شهر تشرين الثاني من العام 1970 دعى صلاح جديد إلى مؤتمر طارئ للقيادة القومية الموالية لدمشق لمحاسبة الاسد، اثر اتخاذه قرار مساندة منظمة التحرير الفلسطينية في نزاعها مع الأردن ، وارسال قوات برية من دون أي غطاء جوي ما أوقع تلك القوات تحت نيران سلاح الجو الأردني.
ومع نهاية المؤتمر قرر صلاح جديد تجريد الأسد وطلاس من مهامهم؛ إلا أن الأسد عاجل باعتقال جديد و رفاقه و الرئيس الأتاسي في 16 تشرين الثاني بما أسماه" الحركة التصحيحية "، مرسلاً رفيقه السابق إلى سجن المزة وظل فيه حتى وفاته شهر آب عام 1993.
من هو صلاح جديد؟
وُلد صلاح جديد عام 1926 في قرية دوير (إحدى قرى ريف جبلة) بمحافظة اللاذقية لأسرةٍ علوية؛ ونظرا لطبيعة عمل والده المتنقلة توزع تعليم صلاح جديد الابتدائي والثانوي بين اللاذقية وحمص ودمشق التي حصل منها على الثانوية العامة عام 1948.
دخل كلية الطب لكنه سرعان ما تركها لينخرط في الجندية بأمر من قيادة حزب البعث الذي كان قد انتمى إليه بعد فترة وجيزة من الانخراط في صفوف الحزب القومي السوري، فمكث عامين في المدرسة الحربية بحمص ثم تخرج فيها ملازماً متخصصاً في المدفعية.
وبعد الوحدة مع مصر في عام 1958، تم تحويل صلاح جديد للعمل في مصر ومكث هناك حتى انقلاب عبد الكريم النحلاوي الذي أنهى الوحدة في عام 1961. وكان جديد قد أسس -رفقة آخرين "اللجنة العسكرية".
جاءت تلك الخطوة ردة فعل على إعلان القيادة التاريخية لحزب البعث ممثلة في عفلق والبيطار؛ حل الحزب في عام 1958 تلبية لاشتراط الرئيس المصري في ذلك الوقت جمال عبد الناصر، وتجميد كل نشاط حزبي في سوريا كشرط لتحقيق الوحدة بين البلدين.
واعتُقل صلاح جديد مع ضباط سوريين في مصر بعد انهيار الوحدة مع مصر، وأفرج عنه بعد أشهر قليلة في صفقة مبادلة لهم بضباط مصريين كانوا معتقلين في سوريا.
تجددت صلات جديد إثر عودته إلى سوريا بزملائه في اللجنة العسكرية، وشارك في انقلاب البعث على النحلاوي في آذار 1963، و تعزز مركزه في هرم السلطة مع قيادته عزل أمين الحافظ عام 1966 وتوليتهِ نور الدين الأتاسي منصب رئيس الجمهورية، وكان هو يتولى منصب الأمين العام المساعد للحزب منذ عام 1964 بعد أنْ استقال من الجيش.
و عمد صلاح جديد إلى تطبيق رؤيته السياسية ذات النزعة الاشتراكية الحرفية، فدشن عمليات تأميم اقتصادية واسعة مما ألقى بالبلاد إلى أتون أزمة اقتصادية خانقة، ميزتها بطالة حادة ونزوح واسع أهالي الأرياف إلى المدن بسبب تراجع الإنتاج الزراعي والرعوي.
وفي يوم 16 تشرين الثاني 1970 أمسك حافظ الأسد بالسلطة ووضع صلاح جديد ونور الدين الأتاسي في الإقامة الجبرية قبل أن يأمر بسجنهما؛ وتوفي صلاح جديد يوم 19 آب 1993، بعد أن أمضى 23 سنة في السجن.