تواصل الاقتتال بين "تحرير الشام" و"الزنكي" لضمان البقاء

تواصل الاقتتال بين "تحرير الشام" و"الزنكي" لضمان البقاء
أخبار | 12 نوفمبر 2017

لليوم الخامس على التوالي، تتواصل الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام، وحركة نور الدين الزنكي، بالأسلحة الثقيلة في ريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل العشرات من كلا الطرفين، إضافة إلى مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح.

وأكدّ قيادي في حركة نور الدين الزنكي "فضّل عدم نشر اسمه" أنّ الصراع مع الهيئة مستمر حتّى إنهاء الأخيرة، مشيراً إلى أنّ "صراع الهيئة مع الزنكي يختلف تماماً عن صراعاتها مع باقي الفصائل، كونها تقاتل اليوم أبناء البلد أنفسهم في الريف الغربي، وكون عناصر "الزنكي"، هم من أبناء القرى الّتي تبغي عليها الهيئة".

من جهته، قال قائد قطاع حلب في هيئة تحرير الشام، أبو ابراهيم سلامة لـ "روزنة" إنّ الحرب مع الزنكي مستمرة، والأمور تتجه نحو التصعيد ضد الحركة، كما اتهم سلامة حركة نور الدين الزنكي ببدء العدوان على معاقل الهيئة من خلال قصفها لمدينة دارة عزة في الريف الغربي من حلب بالمدفعية الثقيلة".

وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بشأن البدء بالعدوان على الآخر، حيث عزا سلامة، القيادي في الهيئة، سببب الخلاف بين الجانبين، إلى "انشقاق مجموعة من الهيئة في حيان بريف حلب الغربي، ورفضها تسليم السلاح الثقيل للهيئة، قبل أن يعتقل عناصرها، وذلك رداً على اعتقال مماثل لحركة الزنكي لمجموعة تابعة للهيئة في بشنطرة في ريف حلب الغربي، ورفضها وجود مجموعات موالية للهيئة في مناطقها".

اقرأ أيضاً: تركيا: منح تأشيرة دخول للسوريين مرهون بعدة عوامل

بدوره ردّ القيادي في الزنكي على اتهامات الهيئة بالقول: إنّ "تلك الاتهامات عارية عن الصحة، فالهيئة هي من قامت بعمليات الاستفزاز للحركة، منذ إعلانننا الانشقاق عنها، وهي من باشر الهجوم على مقار الحركة في أطمة ودير حسان في ريف إدلب الشمالي".

وفي سياق الاقتتال الدائر بين الجانبين، دعت حركة "أحرار الشام" في بيان صادر عنها، في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، هيئة تحرير الشام إلى إصلاح صفوفها، والقبول بمحكمة شرعية مستقلة، للفصل في النزاع بينها وبين الفصائل الأخرى، مهددةً الهيئة بـ "الوقوف في الاقتتال إلى جانب حركة الزنكي في حال عدم الاستجابة".

إلى ذلك أعلن فيلق الشام في بيان صادر عنه الخميس الماضي، نيته إرسال قوات فصل بين الجانبين لإنهاء الاقتتال بينهما، لكن لم يتم توثيق أي خطوات حقيقية للفيلق على الأرض.

في السياق ذاته، دعا الخبير في شؤون الجماعات الجهادية، حسن الدغيم في منشور له عبر "فيس بوك" إلى "ضرورة وقوف جميع الثوار والإعلاميين والسياسيين مع ماتبقى من مشروع الثورة وجيشها الحر – في إشارة إلى حركة الزنكي- ضد الفئة الصائلة التي لاتستمع إلى خطابي الشرع والعقل، في إشارة إلى هيئة تحرير الشام. 

واعتبر الدغيم في منشوره أنّ "الهيئة مختطفة من قيادة مجهولة التوجه والهوية، وغير واضحة المشروع العسكري والسياسي" كما وصفها بـ "المارقة عن التحكيم الشرعي والناشزة عن مشروع الثورة" مشيراً إلى  أنه لايجوز لأي من منتسبيها طاعتها والقتال معها ضد أي فصيل من فصائل الثورة السورية".

قد يهمك: مجزرة جديدة بريف دير الزور الشرقي

في المقابل، اعتبر الناشط المقرب من التنظيمات الجهادية، أبو معاذ المعري أنّ "ما يجري الآن من اقتتال بين الهيئة والزنكي، يأتي في إطار استكمال سياسة الأولى بابتلاع الفصائل، لتكون هي صاحبة الشوكة".

وقال المعري لـ "روزنة": إنّ "ما يتم، يجري بتوافق إقليمي، لضمان سيطرة فصيل واحد على المنطقة، ما يُسهّل عملية تطبيق تفاهمات "أستانا" بين الدول صاحبة الشأن في القضية السورية".
وبعد ثلاثة أيام من الاقتتال الدائر بين الجانبين، سيطرت هيئة تحرير الشام على كامل الريف الشمالي من إدلب، بعد طردها لمقاتلي حركة نور الدين الزنكي من قريتي دير حسان، وأطمة.

في جاتب آخر، طردت حركة نور الدين الزنكي، مقاتلي الهيئة من معظم معاقلهم في الريف الغربي، وبالأخص في الفوج 111، الذي كان يُعتبر المقر الرئيس لتدريب ما يُسمى بـ"جيش النصرة"، التابع للهيئة، إضافة إلى طردها الهيئة من بلدتي تقاد وبسرطون، فيما استولت الهيئة على قرية الإبزمو في ريف حلب الغربي بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

ونجحت حركة نور الدين الزنكي، في تجييش الشارع ضد الهيئة في معاقلها بريف حلب الغربي، حيث خرجت مظاهرات اليوم الجمعة، تُطالب بوقف الاقتتال والرضوخ إلى الشرع، انتهت بمقتل شخص وإصابة آخرين برصاص عناصر من الهيئة، بحسب سكان محليين.

اقرأ أيضاً: صدور مفاضلة "المنحة المجانية" للجامعات السورية الخاصة

وتعتمد الهيئة في حربها على الزنكي على مقاتلي قطاع البادية، الذي يُشكّل "الشيعطات" النسبة الأكبر من مقاتليه، لكن قتل الكثير منهم في المعارك الدائرة مع الزنكي، دون وجود تقديرات دقيقة لأعداد القتلى، بحسب مصادر ميدانية في منطقة الصراع.

وتعود جذور الخلاف بين الهيئة والزنكي، إلى انشقاق الأخيرة عن تحالف الهيئة، بعد اقتتال الهيئة مع حركة "أحرار الشّام" في تموز/ يوليو الماضي، ثم مالبث أن تطوّر إلى حرب بين الجانبين، في بلدة "تلعادة" بريف إدلب الشمالي، والذي انتهى بسيطرة الهيئة على كامل البلدة، وطردها لمقاتلي الحركة منها، وتتالت المناوشات بين الجانبين إلى أن وصل إلى مرحلة الحرب الحقيقة في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق