قال روبرت فورد السفير الأميركي السابق في سوريا أن آمال التخلص من الأسد أو إنشاء حكومة انتقالية هي "خيالات بعيدة المنال".
وأشار فورد في مقالة نشرها عبر مجلة " Foreign Affairs" وترجمها راديو روزنة؛ أن الولايات المتحدة ليس لديها خيارات جيدة في سوريا، ولكن البعض أسوأ من غيرها؛ معتبراً أن حكومة النظام السوري عاقدة العزم على استعادة البلد بأكمله، "وربما تنجح في ذلك".
وأضاف بأن المنافسة بين القيادات في الفصائل العسكرية المعارضة هي التي أدت إلى منع العمليات العسكرية الموحدة؛ إضافة إلى أن المعارضة كانت بطيئة في رفض المنظمات المتطرفة التي تعمل في وسطها، وعلى الأخص جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة؛ كما أنها لم تعاقب علناً المقاتلين الذين ارتكبوا الفظائع؛ وقد سمحت هذه الإخفاقات للنظام السوري بالاحتفاظ بقدر كاف من الدعم بين المجتمعات المختلفة في سوريا؛ على حد تعبيره.
وتابع روبرت فورد، بأن حكومة النظام عززت سلطتها في غرب وشرق البلاد، وأن "الحرب في البلاد دخلت مرحلة جديدة." وأشار إلى أنه على الرغم من أن العمليتين العسكريتين الأمريكية والروسية منفصلتان، إلا أن الوضع يتغير بفعل تحقيق النظام السوري مكتسبات شرق البلاد بدعم روسي إيراني.
وأضاف فورد أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن يقتربون من مواقع جيش النظام في المنطقة، مما سيتعين على أمريكا اتخاذ قرار بشأن متى وكيف تخرج من سوريا.
وتابع " مما يعني أن على الولايات المتحدة أن تتخلى عن أي آمال في دعم منطقة كردية منفصلة؛ ولأن حكومة الأسد فاسدة تماما، يجب على الولايات المتحدة أيضا أن تستبعد تزويد النظام بالمساعدات لإعادة الإعمار." بحسب وصفه.
ونوه إلى أنه في الوقت الذي تلقى فيه النظام السوري مساعدة من الخارج، تلاشى الدعم الخارجي للمعارضة في عام 2016، حيث بدأ الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة؛ من خلال دعم الولايات المتحدة للأكراد السوريين الذين يحاربون داعش في شرق سوريا.
"ولتخوف تركيا من تطوير منطقة كردية مستقلة على طول حدودها الجنوبية، أسقطت حملتها ضد الأسد وأعادت توجيه مساعداتها للمقاتلين السوريين الذين يحاربون الأكراد بعد ذلك، في شهر تموز الماضي، في وقت أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برنامج المخابرات المركزية الذي كان يهدف إلى مساعدة المعارضة العسكرية المعتدلة الذين يقاتلون النظام السوري، حيث تحولت الجماعات التي دعمتها إلى مجرد مساعدين لجبهة النصرة."
وقال الدبلوماسي الأمريكي "هناك طريقة واحدة تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تحقيق الخير (وتتمثل في) تخفيف معاناة الملايين من اللاجئين السوريين خارج البلاد؛ ومن خلال التركيز على محنتهم، ستساعد واشنطن بعض السوريين الأكثر ضعفا، وتخفف العبء على الدول التي تستضيفهم، وتحد من فرص التجنيد الجهادي في مجتمعات اللاجئين."
وتعد أراء فورد الجديدة بمثابة تحول كبير في المواقف التي كان يعلنها الدبلوماسي الأمريكي حيث اعتبر في تصريحات سابقة له أن "نظام الأسد يضعف شيئا فشيئاً ولا أرى حاجة بنا لربط أنفسنا بجثة."