نازحو دير الزور تائهون في الصحراء تحت سطوة المهربين!

نازحو دير الزور تائهون في الصحراء تحت سطوة المهربين!
أخبار | 17 أكتوبر 2017
يتواصل نزوح الأهالي من دير الزور وبلدات بريفها هرباً من القصف الجوي والعمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية" داعش، ويعاني معظمهم من ظروف إنسانية صعبة، في حين انقطعت الاتصالات مع كثير منهم أثناء عبورهم طرقاً صحراوية، ولم يعرف مصيرهم بعد.

​يقول "سالم الغربي"، يعيش في تركيا، لروزنة، "نزح عمي (70 عاماً) مع خالتي وأبنائها الخمسة، وجدتي (90 عاماً) من بلدة البوليل بريف دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش منذ نحو أسبوعين".

وتابع أن "أقاربي كانوا في طريقهم إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة، غير أن الاتصال بهم انقطع منذ نحو أسبوع وحينها كانوا في منطقة صحراوية قرب الحدود العراقية".

وتتعرض دير الزور وبلدات بريفها منذ أكثر من شهرين لغارات مكثفة من طيران التحالف الدولي وطيران روسيا وجيش النظام السوري، ما أوقع مئات القتلى والجرحى المدنيين، وأجبر مئات الآلاف على النزوح من مناطقهم.



ياسر الهادي، (اسم مستعار) وهو صحفي يعيش في فرنسا، تحدث عن طريق نزوح أهله من ريف دير الزور إلى مناطق "قوات سوريا الديمقراطية"، عبر مهربين ينتمي عدد منهم لتنظيم "داعش".

يقول ياسر "أهلي طلعوا مع المهرب الأول من الميادين بعد دفع مبلغ 120 ألف ليرة ووصلوا إلى نقطة معينة من البادية وبقوا هناك لحين يستلمهم المهرب الثاني".

وتابع أن "المهرب الثاني طلب 200 دولار من كل شخص حتى يأتي لاستلامهم، وطلب تسليم الأموال إلى المهرب الأول"، مضيفاً "قاد المهرب الثاني أهلي عبر طريق صحراوية في بادية القورية فيها آثار سيارات وأقدام نازحين سبقوهم".

ويكمل "بعد عدة أيام وصل أهلي إلى مخيم رجم صليبي الواقع بمنطقة صحراوية في ريف الحسكة الجنوبي".

ويقع مخيم "رجم الصليبي"، بين مدينة الشدادي وبين بلدة الهول بريف الحسكة الجنوبي الشرقي قرب الحدود العراقية، وتديره "وحدات حماية الشعب" الكردية، وقوات الشرطة "الأسايش" الكردية التابعة لـ "الإدارة الذاتية" الكردية.

ولفت الهادي إلى أن قوات "الأسايش" تقوم بفرز النازحين إجبارياً إلى مخيمات أخرى، مشيراً إلى أن تلك المخيمات تتوزع على مناطق صحراوية تفتقر لجميع الخدمات من ماء وكهرباء، فضلاً عن نقص كبير في المواد الغذائية.



بدورها، قالت الناشطة الإعلامية رقية العبادي، وتعمل في "شبكة فرات بوست" التي تهتم بتغطية أخبار دير الزور، لـ روزنة، إن "هناك آلاف العوائل النازحة من بلدات بريف الزور بدون مأوى في منطقتي أبو خشب وأبو فاس بريف الحسكة الجنوبي".

واستهدف تنظيم "داعش"، في وقت سابق من الشهر الجاري، تجمع النازحين في أبو فاس بسيارة مفخخة ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.

وأضافت رقية أن "قسم من نازحي دير الزور يتوزعون على مخيمات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية وبينها مخيم عين عيسى بريف الرقة ويقطن فيه 25 ألف نازح، ومخيم السد 45 ألفاً، ونحو 50 ألفاً في مخيم الهول بريف الحسكة".

يذكر أن دير الزور وريفها تتعرض لهجمات من طرفين هما قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، والطرف الثاني جيش النظام مدعوماً بروسيا، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين بأنهما يتسابقان للسيطرة على مناطق النفط في دير الزور.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق