توصلت بعض الفصائل العسكرية المعارضة في حي القدم بدمشق لاتفاق مبدئي مع قوات النظام يقضي بخروج من يرغب من مقاتلي المعارضة والأهالي من الحي إلى جرابلس وإدلب في الشمال السوري يوم الثلاثاء القادم كموعد أولي.
وذكر المجلس المحلي لحي القدم في بيان له أن مسؤولية حماية المنطقة والأمن الداخلي بعد خروج الفصائل من الحي ستقع على عاتق الأهالي والمقاتلين الراغبين بالبقاء في المنطقة في إطار ما يسمى المصالحة الوطنية خاصة مع وجود خطر يهدد المنطقة والمتمثل بتنظيم داعش في محيطه
وتسيطر كل من فصائل "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" و "ولواء مجاهدي الشام" ومجموعة من "هيئة تحرير الشام"، على مناطق المادنية وبورسعيد والمجمع الصناعي في حي القدم، بتعداد تقريبي يبلغ 600 مقاتل بينهم 50 جريحاً، دون أن يتحدد حتى اللحظة عدد الراغبين بالخروج من المنطقة.
بدوره أفاد الناشط الإعلامي في المجلس المحلي لحي القدم "تيم الشامي" لراديو روزنة إن الاتفاق لازال مبدئياً وهناك عدة عوائق أمام تنفيذه منها وجود داعش في محيط المنطقة وعدم وضوح تفاصيل الاتفاق وضمانات الطريق.
اقرأ أيضاً: قصف إسرائيلي لمستودع أسلحة قرب مطار دمشق الدولي
وحول دوافع إبرام هذا الاتفاق علمت روزنة من مصادر خاصة أن ملف التفاوض حول الحي فُتِحَ بطلبٍ من قائد لواء مجاهدي الشام "صالح فضو" الملقب بالزمار بالاتفاق مع مجموعة هيئة تحرير الشام المتواجدة في المنطقة بهدف تأمين إخراجهم من قبل قوات النظام.
وكان "الزمار" عنصراً سابقاً في جيش الإسلام لكنه فُصِلَ منه قبل عدة أيام بسبب تفاوضه مع النظام للخروج من المنطقة.
ورغم رفض فصيل أجناد الشام لهذه المفاوضات إلا أنه أجبر على التفاوض على عملية خروج جماعي نتيجة الفراغ الكبير الذي سيحدثه خروج لواء مجاهدي الشام وهيئة تحرير الشام على جبهات المنطقة وقلة الشبان القادرين على حمل السلاح وتعويض النقص الحاصل.
ولاتزال المفاوضات في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم معلقةً حول مصير المنطقة ـ المرتبطة حتى اللحظة بهدنة التسعة أشهر بموجب اتفاق كفريا والفوعةـ لكن بدأت قوات النظام خلال الأيام القليلة الماضية بالتضييق على حركة عبور الأهالي من غير ساكني البلدات الثلاث عبر حاجز ببيلا سيدي مقداد ومنع دخول الزيارات بحدة إغلاق هذا الحاجز في أي لحظة قريباً.