طبيب الأطفال يحل مكان "الصفوري" ويستلب المهنة

طبيب الأطفال يحل مكان "الصفوري" ويستلب المهنة
أخبار | 06 أغسطس 2017
تراجعت شعبية مطهر الاطفال "الصفوري" في المجتمع السوري بشكل عام، مع تغيير عادات الناس واتجاه نسبة كبيرة للاعتماد على طبيب الأطفال في عملية ختان المواليد الذكور، الأمر الذي يعود بشكل أساسي إلى ندرة حالات الولادة خارج المستشفيات، بعد أن كانت تتم في السابق من قبل الداية وفي منزل العائلة.

20 عاماً من الانحدار

ويمكن اعتبار السنوات العشرين الأخيرة بمثابة مرحلة انحدار لمهنة الصفوري، مع تفضيل العائلات ختان أطفالهم في المشفى مباشرة عقب الولادة في حال كان الطفل صحيح الجسم والبنية.
وقال أبو عماد رجل في 65 من عمره يسكن في حارات ركن الدين بدمشق، لـ"روزنة"، "أذكر أن آخر أولادي الصبية، وهو الآن بعمر 21 عاماً رغم ولادته في المشفى، إلا أن عملية طهوره كانت في المنزل ، حيث تكفل أخي بإحضار المطهر ودفع التكاليف كنوع من النقوط بمناسبة المولود الجديد"، مشيرا الى ان أبنائه الصبيان الثلاثة وحتى أبناء أخوته وأخواته رغم ولادتهم في مشاف، تم ختانهم من قبل مطهر معروف في المنطقة حيث يسكنون، وهذا الأمر بمثابة تقليد اجتماعي.

لا نثق إلا بالطبيب

بالمقابل، اكد ابنه عماد، أنه فور ولادة ابنه المنتظر، بعد 3 اشهر، لن يفكر طويلاً بالقضية، وسيكلف طبيب الأطفال في المشفى بتولي العملية، فقصة المطهر "أصبحت عادة قديمة ولا أتقبلها".
ومن جهتها، قالت خلود 27 عاماً، أم لطفل بعمر 3 سنوات وتعيش خارج سوريا حالياً، "عدت من بيروت إلى الشام من أجل الولادة، حيث  اتفقت مع الطبيب والمشفى، على قصة الختان وفحص صحة ابني والتفاوض على التكلفة بالإجمال للحصول على خصم، لكن لم يخطر لي مطلقاَ التفكير بالاستعانة بالصفوري للقيام بذلك، فأنا أثق تماماً بخبرة الأطباء في هذا المجال، وأفضل القيام بها في مكان مثل المشفى خوفا من أي مضاعفات قد تحدث".

عادة اجتماعية أثقلتها الأعباء

أما أبو هشام الذي يعيش في منطقة المجتهد مع عائلته، فأكد لـ"روزنة" إن "ختان المواليد مناسبة لها تقاليد وطقوس اجتماعية معينة، كان فيها من البهجة والفرح الكثير، وثقتنا بخبرة المطهر الصفوري في ذلك الأمر متوارثة كما هي المهنة في تلك العائلة".

وأضاف أبو هشام "أعتقد أن محاولة الناس تخفيف الأعباء المالية على أنفسهم وغيرهم، دفعهم لإلغاء حفل الختان، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق الاعتماد على طبيب للقيام بذلك، فخبرة ومهارة الصفوري تتجاوز تلك التي يملكها الطبيب، إلا ان توافر الأخير عند الولادة في المشافي وامكانية الحصول على خصم في التكلفة التي لم تعد بالهينة، قد يجعل الناس تتقبل إجراء الختان في المشفى من قبل طبيب أطفال".

تكلفة تضاعفت إلى 10 آلاف ليرة

وارتفعت تكلفة ختان المواليد الذكور "طهور" خلال سنتين من 5 آلاف ليرة، إلى 10 آلاف ليرة سورية، بينما من الممكن للصفوري أن يتقاضى 9 آلاف ليرة في حال القيام بالعملية في مركزه دون حضوره للمنزل.

ولازالت مراكز الصفوري منتشرة في عدة مناطق من العاصمة، وخاصة في منطقة باب مصلى والمجتهد، حيث يقدم الصفوري خدماته مطوراً عمله وبات يستعين بالليزر لإجراء عملية الختان دون ألم.
يشار إلى أن المجتمع السوري لم يكن يعرف مهنة الصفوري المطهر، قبل مجيء اللاجئين الفلسطينيين إلى البلاد، حيث كان الحلاق يقوم بهذه المهمة، لحين عام 1950 حيث شهدت دمشق افتتاح أول عيادة ختان من قبل الاختصاصي أبو نديم الصفوري، وهو فلسطيني لجأ إلى سوريا.

والخِتان هي عملية خَتن قلفة الذَّكَر أي إزالته، والعادة منتشرة بين كثير من الأجناس والشعوب ومنهم الفراعنة واليهود وبعض الطوائف المسيحية والمسلمين، لكن يمنع إجراء الختان طبياً في بعض الحالات مثل الاطفال الذين يعانون من بعض العيوب التناسلية الهيكلية، كما يمنع إجراء الختان للأطفال الخدج وأولئك الذين ليسوا بصحة جيدة. او إذا كان من المعروف أن للشخص تاريخ عائلي باضطرابات النزيف الخطيرة (الهيموفيليا )، فمن المستحسن أن يتم فحص تخثر الدم قبل الشروع في الإجراء.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق