قالت عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات بسمة قضماني إن هناك مؤشر جيد في تقدم عملية التفاوض في مباحثات جنيف 7.
وأبرزت قضماني في مقابلة خاصة مع مراسل راديو روزنة ماهر أقرع أسباب هذا التقدم، تقول قضماني: "الآن ندخل مفاوضات تقنية بالتوازي مع التفاوض السياسي؛ اعتقد هو مؤشر جيد جداً، وهو إننا فعلا نخوض تفاصيل القضايا والملفات المختلفة، وتحضير هذه الملفات بحد ذاته قد يستغرق منا عدّة أشهر إذا عملنا ليلا نهارا".
وأردفت: "الكل يعلم مدى تعقيد هذه الملفات وبالتالي اتفاقنا مع الأمم المتحدة هو أننا نتقدم في هذه الملفات التي نسميها تقنية، لأننا نضع في هذه الجلسات تفاصيل شكل التغيير الذي يجب أن يحصل".
اقرأ أيضاً: بسمة قضماني: 2014 هو عام تفكك الأطراف السورية
وتعتقد قضماني أنّ ديمستورا يرى النظام أنه لا يتقدم بأيّ شيء، فالنظام وطبقا لقولها لا يتقدم بأوراق أو برسائل مشجعة، وديمستورا يعوّل كثيرا على ما ننتجه نحن بالتشاور مع الأمم المتحدة: "ما تستطيع الأمم المتحدة أن تبلوره كأفكار ليس كما نأتي نحن بهذه الرؤى ونفصلها ونقدم إجراءات عملية من أجل تطبيقها".
ونفت قضماني في معرض حديثها ما تردّد من أنباء حول تهديد المبعوث الدولي لوفود المعارضة بوجوب تشكيل وفد واحد: "أبداً هذا لم يجري، السيد ديمستورا له طرف واحد فقط يتعاون معه وهو المعارضة، فكيف يأتي ويضغط على الطرف المتعاون معه".
وتابعت: "على العكس تماما ديمستورا يُشجع ويتشجع عندما يرى أن هناك تقدّم في نقاشاتنا ويعوّل كثيراً على ذلك، وأيضا ليس هناك أي مُبرر له للضغط، بالعكس تماماً فهو فعلا يرحب، عندما زُرناه كان منشرحاً ومتفائلاً بأن هناك معارضة مسؤولة تناقش كل الأمور، كما أنّ منصتي القاهرة وموسكو أصبحتا شريكتين في حوارٍ مفتوح ودائم مع الهيئة العليا للمفاوضات، وأصبحت موجودة بيننا آليات عمل".
وعن حظوظ تشكيل وفد واحد للمعارضة خلال مباحثات جنيف القادمة نوّهت قضماني بأنّ موضوع الوفد الواحد مطروح، ولكننا نُريد أن نبني على شيء متين، بمعنى أن نذهب إلى تشكيل هذا الوفد الواحد في الوقت الذي نكون فيه فعلا بلورنا رؤية مشتركة.
وتابعت قضماني: "في الحقيقة الآن الرؤى ليست مُتطابقة خاصة مع منصة موسكو، فهناك فُروقات واسعة معهم، وهم يعلمون ذلك، نحن نحترم موقفهم ويحترمون موقفنا، نرى أنّ هناك إرادة عندهم ورغبة في التقرب وفي إبداء المرونة في التعامل مع رؤيتنا، ويبدو أننا نتفق أكثر حالياً مع منصة القاهرة التي تفكر مثل الهيئة العليا للمفاوضات ولا فروقات بيننا وبينها، أما منصة موسكو هي من ستختار أن تبقى وحدها أو أن تنضمّ إلى المجموعة الواسعة".
ونوّهت بأنّه لا داعي الآن للتسرع في الحديث عن الوفد الواحد: "إن ذهبنا للسيد ديمستورا بوفدٍ واحد أو وفود متفرقة لن يؤثر ذلك بشكل أساسي".
اقرأ أيضاً: بسمة قضماني: مهاجمة النساء أسهل من الرجال بمجتمعاتنا
وبما يخصُّ توقعاتها عن الجولة التفاوضية الحالية: "نعمل على كل المسارات ونتقدم في الملفات جميعها بدرجات مختلفة وبالتالي لم نعد نقول هناك ملف محرم، هذه الجولة أعطتنا الثقة بأننا نستطيع فتح كل الملفات والخوض في نقاشها، ولا نخشى أنها ستستغرق وقت، أنا أشعر بأنّ هناك تقارب بين مواقف منصتي القاهرة وموسكو وموقفنا".
ورحّبت السيدة قضماني باتفاق هامبورغ "الروسي - الأمريكي" حول منطقة وقف إطلاق النار في الجنوب السوري: "أُرحب بهذا الاتفاق لأننا نريد وقف سفك الدماء ونوفر العذاب والمعاناة" وتساءلت: "لكن الآن هل روسيا وأمريكا سيبنون شيء متين على وقف إطلاق النار؟"، وأضافت: "من المبكر الحديث في ذلك، فلننتظر ولنرى إن كان فعلاً هناك تعاون روسي أمريكي وهل سيستطيع هذا التعاون إلزام النظام باحترام وقف إطلاق النار، وهل سيؤدي فقط إلى تجميد الوضع العسكري، أم سيؤدي إلى تفعيل آليات الحياة في هذه المنطقة على المستوى المدني الاقتصادي والاجتماعي".
ووصفت قضماني تصريحات رئيس وفد النظام حول مناقشة بند الإرهاب فقط بأنها تدلُّ على حرج وفد النظام والتخوف من أنه لم تعد هُناك مناورات أمام الإعلام، تقول قضماني: "أصبحوا يخشون فعلاً من وجود مضمون حقيقي لرؤية متكاملة عن بديلٍ لنظام الأسد، وهذا أكبر تخوّف عند هذا النظام".
وأضافت: "لذلك العمل الذي نقوم به وكل التفاصيل التي نضعها هي أهم من كل الشعارات التي نتحدث عنها، انتقال أو عدم انتقال كل هذا الكلام تجاوزناه، انتقلنا إلى وضع المضمون لهذا الموضوع، هم يعلمون الآن أننا نتوجه نحو ملئ هذا الفراغ الذي يفتعلونه كلّ مرّة، إما من خلال القصف أو من خلال نفي كل ما ننجزه."
وختمت قضماني: "اليوم هم يرون أننا نسير في هذا الطريق ونملئ الفراغ ونركب البديل، هذا البديل إذا وجد؛ فالمجتمع الدولي ينتظره ولا يستطيع أن ينفيه بما فيهم أيضاً أصدقاء النظام الذي يدعمونه".
يُشار إلى أنّ وثيقةً كان المبعوث الأممي إلى سوريا سيتفان دي ميستورا قد سلّمها للأطراف السورية المشاركة في مفاوضات "جنيف6" كشفت عن سعيه لإنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، وسيدعو الأطراف المشاركة بشكل بناء في عملها، وتستند الآلية إلى بيان جنيف1 (30 يونيو/حزيران 2012)، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي "حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع".