حرب الوكالة مستمرة، لكن كل طرف دولي أصبح يدعم وكلائه في سوريا بشكل أكبر، فالرعاة بدأوا يتدخلون لرسم خطوط حمراء فيما بينهم.
تحدث المحلل العسكري العميد صفوت الزيات في اتصال هاتفي مع راديو روزنة: عن محاولة تأمين طريق دمشق بغداد من قبل الأطراف المتصارعة، وبين سبب قيام أمريكا باستهداف حاجز ظاظا الذي منع القوات الإيرانية من التقدم في منطقة التنف، وتزامن ذلك مع قيام روسيا باستعراض قوتها حين قصفت بصواريخ "كاليبر" خطوط داعش من جهة واستهدفت من جهة ثانية المعارضة المدعومة أمريكيا، ليبدو المشهد وكأننا أمام مناطق نفوذ جديدة وواضحة المعالم في المنطقة، يهدف من خلالها الأمريكان لقطع طريق الهلال الشيعي من بغداد وحتى سواحل المتوسط، وسينجح حتما الأمريكان بذلك، كما أن اعتبارهم لهذا القطع كخط أحمر يوضح جدية واشنطن هذه المرة، وهي جدية تروق للمعارضة السورية ولطالما انتظرتها، في انقلاب واضح على سياسة أوباما.
وحول إمكانية تقسيم سوريا أوضح الزيات وجود خطوط نفوذ ترسم، لكنه قال أن الوضع ليس بهذا السوء الذي كان قبل عام، حيث كان الباب مفتوحا لروسيا وإيران لترسم المنطقة على حسب مقياس مصالحها، وقارن بين الوضع قبل عام وبين ما ترسخ اليوم من استحالة القضاء على المعارضة العسكرية أو السياسية السورية، وبالتالي بدء صفحة جديدة في تاريخ الثورة السورية هي ليست بتلك الوردية، لكنها حتما لن تكون أسوأ من عدم تدخل الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة أوباما.
وفي سؤال حول تصريحات كان أدلى بها رئيس النظام السوري بشار الأسد عن نيته استعادة سيطرة قواته على كامل الأراض السورية وصف المحلل العسكري ذلك بالمعجزة، وقال: "لو امتلك بشار الأسد قراره أو لو كان لديه حسا وطنيا وإنسانيا، لأدرك خطورة الخريطة التي يتم رسمها للمنطقة، وبالتالي لكان سارع بمغادرة السلطة، أو القيام بمصالحة وطنية شاملة.