أعادت هيئة تحرير الشام المعارضة "جبهة النصرة سابقاً" هيكلة قواتها المقاتلة والإدارية في محافظة درعا، وذلك عقب استلام "الأمير" أبو جابر الشامي، القادم من مدينة سراقب في إدلب، زمام الأمور هناك.
وكنتيجة أولية للتغيرات، أصدرت الهيئة قراراً بإلغاء تقسيم "القواطع"، وهي الكلمة التي تستخدم للدلالة على كل منطقة في الجنوب، حيث يعين لكل قاطع "أميراً" ويكون مسؤولاً عن كل شؤونه.
ونقلاً عن مصادر من الجنوب لرزنة، فقد قسمت قطاعات الهيئة في محافظة درعا إلى ثلاث ألوية عسكرية، هي لواء المنطقة الغربية، ولواء المنطقة الشرقية، ولواء مدينة درعا. وتم تعميم قرار التقسيم على "الأمراء"، لضمان الإسراع في الامتثال لقرارات التنظيم الجديد.
وتضمن قرار الهيئة "تحريم" قتال الجيش الحر، والتأكيد على قتال تنظيم الدولة أو العناصر المرتبط معه. كما تدعو الهيكلة الجديدة إلى التقرب من الحاضنة الشعبية، وتحسين صورة الهيئة وتقريب عناصرها من المدنيين.
وأصدر "الأمير" الجديد أوامر بالسجن لعناصر كثر، ممن لديهم قضايا معلقة، من بينهم "أمراء قواطع" رفعت شكاوي بحقهم. وتأتي هذه الإجراءات كبادرة لمحاسبة المسيئين في الهيئة، وإخراج السجناء الذين لم يثبت عليهم أي جرم. ووعد أبو جابر الشامي، "الأمير الجديد" بالكشف عن مصير العناصر الذي فقدوا، ويعتقد ان هيئة تحرير الشام اعتقلتهم.
وأفاد مصدر محلي لروزنة، أن "الأمير" قام بتوزيع رواتب على العاملين في الهيئة، وصلت إلى 300 دولار أمريكي للعنصر المتزوج. وهو أمر غير شائع، حيث ان الهيئة لا تسلم أجور العناصر بشكل منظم وشهري. وفي إطار هذه التعديلات، وعدت الهيئة العاملين فيها بتحسين أوضاعهم المعيشية. وتم الإعلان عن فتح باب الانتساب للهيئة.
أقرأ أيضاً: جرحى مدنيون بالاشتباكات بين "تحرير الشام" و"أحرار الشام"
وكانت وسائل إعلام معارضة قد أكدت في وقت سابق أن العناصر الواصلين إلى الجنوب السوري كانوا يحملون حقائب فيها أموال كثيرة، والتي على ما يبدو انها ستتوجه لتقوية الهيئة في الجنوب السوري، وهو ما بدأه الفريق فور وصوله حيث بدأ التحضير لاجتماعات مع فصائل وكتائب وتجار حرب لشراء أسلحة وذخائر .
ويتخوف ناشطون في الجنوب من تصادم شبيه بما حدث في الغوطة الشرقية، والتي خسرت أكثر من نصف مساحتها جراء الإقتتال الداخلي، حيث تسعى الهيئة لفرض نفسها من جديد على الساحة، ما سيضعها في مواجهة مع باقي الفصائل.
وهيئة تحرير الشام هو الاسم الجديد لجبهة النصرة، التي عانت في الجنوب من الضعف وعدم القدرة على بسط نفوذها، ويتراوح عدد عناصرها بين 2000 إلى 3000 الاف مقاتل واداري. وظهر هذا التشكيل مع بداية عام ال 2013 في محافظة درعا.