بدءاً من 50 ألف ليرة سورية وصولا إلى أكثر من 300 ألف ليرة قد يكون قسط تسجيل طفل واحد لايتعدى عمره الثلاث سنوات، في روضة خاصة، فأقساط الروضات في مناطق سيطرة النظام بالعاصمة دمشق وضواحيها، لا تختلف مع اختلاف الفئة العمرية للطفل (فئة أولى 3 سنوات –ثانية 4 سنوات- ثالثة 5 سنوات)، أي أن العرض الواقعي لتسجيل طفل من الفئة الأولى في إحدى الروضات الخاصة، هو "دفع المبلغ مقابل اللعب"، لأن أطفال الفئة الأولى يقضون معظم وقتهم باللعب نظراً لصغر سنهم.
وبلا أي رقيب أو محاسبة من قبل وزارة التربية في حكومة النظام، تعلن الروضات الخاصة وتحديدا تلك المصنفة بـ"نموذجية" عن أسعارها التي تصل إلى أكثر من ربع مليون ليرة سورية، أي 10 أضعاف الراتب الشهري للموظف في البلاد (30 ألف ليرة).
انتشار الروضات الخاصة لم يلغ وجود الروضات العامة، لكن الفارق الكبير في الأقساط بين القطاعين فرض نوعاً من التصنيف الاقتصادي الاجتماعي على روادها ليحصر الانتساب للروضات الخاصة بأولاد أصحاب رؤوس الأموال وميسوري الحال فقط.
إقرأ أيضاً: تركيا: تحديات الاندماج في التعليم تهدد مستقبل الأطفال السوريين
ويبلغ القسط السنوي للتسجيل في روضة عامة 15 ألف ليرة سورية، يضاف لها ثمن الكتب 3 آلاف ليرة، وثمن الصدرية 2500 ليرة سورية، أي بمجموع 20500 ليرة، في حين تبقى تكلفة المواصلات اختيارية وغير محددة بعد، حيث يجري الاتفاق عليها مع بدء العام الدراسي.
وفي استطلاع أجرته "روزنة" لعدد من الروضات الخاصة في دمشق وضواحيها، تبين وجود فجوة كبيرة بين أقساط تلك الروضات تبعاً أيضاً للمنطقة، فكانت روضة "إشراقة النور" في منطقة دويلعة أرخص الروضات بقسط 50 ألف ليرة للتسجيل (لا يتضمن الكتب أو اللباس أو المواصلات).
وفي منطقة ركن الدين وحدها، اختلفت أقساط الروضات بشكل ملحوظ، وكانت روضة "بلابل الرحمة" الأرخص بقسط 65 ألف ليرة (يتضمن لباس وكتب)، تلاها روضة "جنة العصافير" بقسط 100 ألف ليرة يتضمن كتب فقط، بينما التسجيل في الباص يكلف 60 ألف ليرة سورية واللباس لم يتم تحديد سعره بعد، وتصدرت روضة "بيت المرح" القائمة في تلك المنطقة بقسط سنوي يبلغ 195 ألف ليرة للتسجيل فقط (الكتب ثمنها يتجاوز 30 ألف ليرة) والباص غير محدد بعد.
وفي منطقة مجاورة مثل الجسر الأبيض، حددت روضة "دمشق الخاصة" قسطها السنوي بـ100 ألف ليرة (لا يشمل الكتب أو الباص)، وبمبلغ قريب بلغت تكلفة التسجيل في روضة "أهلاً بالأطفال" في مساكن برزة بقسط سنوي 120 ألف للتسجيل فقط.
ويرتفع القسط السنوي في روضات منطقة أبو رمانة إلى 150 ألف للتسجيل فقط في روضة "دوحة التربية"، ويستمر بالزيادة في منطقة المزة، حيث يبلغ قسط التسجيل في روضة "أزهار السوسن" بالمزة فيلات غربية 225 ألف ليرة، والمواصلات 100 ألف ليرة، كذلك لم يقل التسجيل في روضة "الأصدقاء" في منطقة المزة عن 200 ألف ليرة بدون كتب أو مواصلات، علماً ان تكلفة الكتب تبلغ حوالي 10 آلاف ليرة على الأقل.
وبالنسبة لقسط التسجيل في "المدرسة السورية العلمية" بالمزة فيلات شرقية، فيبلغ 290 ألف ليرة متضمناً لباس وكتب ودون مواصلات، أما "السورية الحديثة" الواقعة في شارع الفارابي مزة شرقية، فيبلغ قسط الروضة فيها 190 ألف ليرة بدون باص أو لباس أو كتب، ويكلف التسجيل بالباص 80 ألف ضمن المزة، و85 ألف في بقية المناطق، فضلا عن فرض قسط إفطار سنوي على طلاب الروضة يبلغ 15 ألف ليرة سورية، ليصل معه المبلغ إلى 290 ألف ليرة، دون كتب.
وانتقالاً لمنطقة مشروع دمر، كانت الأسعار فيها من الأعلى على الإطلاق، حيث يكلف التسجيل في مدرسة "القرية الصغيرة" لمرحلة الروضة 280 ألف ليرة، يضاف لها تكلفة مواصلات 125 الف ليرة، أي 315 ألف ليرة، بينما ينخفض القسط في "إيلاف" إلى 225 ألف ليرة دون الباص، ويبلغ 250 ألف ليرة في "سورينا الخاصة" بدمر.
ومع عدم قدم أو شهرة عديد من الروضات الخاصة، وارتفاع تكلفتها لحدود خيالية بالنسبة لأغلب الأسر السورية، بقيت مدرسة "الرعاية الخاصة" الفرنسية المعروفة باسم "بيزنسون" في منطقة دمشق القديمة بباب توما محتفظة بتكلفة التسجيل فيها ضمن أقساط معتدلة تبلغ 95 ألف ليرة، يضاف لها ثمن الكتب الذي يتراوح بين 30-40 ألف ليرة، والمواصلات غير محددة بعد، لتكون بهذا مقاربة لمعظم الروضات الخاصة الأخرى في دمشق حتى تلك غير النموذجية أو ذات السمعة العريقة مثل "الرعاية الخاصة".
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)