وحدات حماية الشعب الكردية دعت إلى فرض منطقة حظر طيران فوق شمال سوريا تأتي عقب غارات جوية تركية أوقعت عشرات القتلى في صفوف القوات الكردية.
ذكرت وحدات حماية الشعب على حسابها الرسمي في تويتر أن الطريق الوحيد لتستطيع هذه القوات أن تحمي البلاد وتقاتل الإرهاب يكون عبر إعلان شمال سوريا منطقة حظر طيران بحيث تلتزم تركيا باحترام منطقة حظر طيران
وكانت اندلعت اشتباكات بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد السوريين على طول الحدود الشمالية الشرقية في سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد استهداف القوات الكردية لمركبة عسكرية تركية على الحدود، بعد يوم من قصف جوي تركي على تلك المنطقة أودى بحياة العشرات من المقاتلين الأكراد.
وقبل يومين قصف الطيران التركي مقرا للوحدات الكردية في شمال شرق سوريا ما أدى إلى مقتل 28 شخصا من المقاتلين والعاملين في مركز إعلامي، بينما قالت تركيا إن عدد القتلى وصل إلى 70 قتيلا.
ونشرت الوحدات الكردية على حسابها عدة تغريدات مع هاشتاغ: "منطقة حظر طيران روجافا" مستخدمة الاسم الكردي لجميع المناطق ذات الأغلبية الكردية في شمال سوريا
ردود فعل دولية على القصف التركي ومظاهرات في القامشلي
وفي مدينة القامشلي تجمع العشرات احتجاجا على الغارات التركية وللمطالبة بفرض منطقة حظر جوي، وأظهرت الصور الواردة شبابا ونساء وأطفالا على طريق ترابية، ويحملون علم وحدات حماية الشعب ولافتات كتب عليها "روجافا تطالب بمنطقة حظر طيران"، وكتب على أخرى "نحارب داعش في الرقة وتركيا تهاجمنا من الخلف".
وفي حين تصنف تركيا الوحدات مع جناحها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الغارات الجوية التي شنتها تركيا على مواقع الوحدات الكردية في شمال سوريا "غير مقبولة" داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وقالت الوزارة في بيان إن "مثل هذه الأفعال تثير قلقا شديدا في موسكو".
فيما علق المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر على القصف التركي بأن واشنطن تشعر بقلق عميق من العمليات التركية التي جرت دون تنسيق مع التحالف الدولي الذي يحارب داعش.
النظام السوري من جهته أدان الغارات التي شنتها طائرات تركية على موقع لوحدات حماية الشعب الكردي
وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة النظام السوري إن "دمشق" تلقي اللوم علي بأشد العبارات العدوان الصارخ الذي قامت به تركيا على الأراضي السورية مشيرا إلى "أن هذا العدوان يتناقض مع القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، ومبدأ حسن الجوار، وتحذر من المساس بسيادتها ووحدة أرضها وشعبها".
سوريا الديمقراطية تهدد بوقف عملية غضب الفرات!
هددت قوات سوريا الديمقراطية والتي تقودها وحدات الحماية الكردية YPG الولايات المتحدة الأمريكية بإيقاف معركة الرقة والانسحاب منها في حال لم تتخذ أي خطوات مضادة تجاه الضربات التركية التي استهدفت مركزًا لقيادتهم.
اقرأ أيضاً: حشود تركية قبالة تل أبيض.. بعد اشتباكات مع "وحدات الحماية"
وصرحت المتحدثة الرسمية باسم الـ YPG "نسرين عبد الله" لوسائل إعلام أن "سوريا الديمقراطية" ستنسحب من الرقة في حال لم تقُمْ أمريكا بردّ ملموس تجاه الضربات التركية" واصفة تلك الضربات بـ"غير المقبولة في القانون الدولي".
وأضافت المتحدثة: "إنهم مستمرون في المعارك ضد تنظيم الدولة لكن غياب الرد من التحالف الدولي، يجب تبريره فنحن لسنا عصًى بيدهم للتغلب على أعدائهم".
مسؤول في قوات الحماية لروزنة: الطيران خرّب كل شيء
مدير المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا ابراهيم ابراهيم قال في اتصال هاتفي مع راديو روزنة إن كل من مارس التخريب والقتل والتهجير والتدمير هو الطيران، وبالتالي فأن إقامة منطقة عازلة أصبح ملحا وضروريا جدا، لوقف عملية القتل التي يمارسها النظام السوري و"النظام التركي" حسب وصف ابراهيم ابراهيم، وبالتالي نريد إقامة منطقة حظر جوي على الطيران التركي والنظامي في شمالي سوريا حيث يتخوف كل من لجأ إلينا من هذا القصف، وبالتالي هذا ليس مطلبا كرديا بل هو مطلب سوري.
وأقر ابراهيم ابراهيم بصلة وترابط بين أكراد سوريا بأكراد تركيا، ونفى أن يكون هناك مشروع أمريكي لدمج الأكراد بفئات من المعارضة المعتدلة، مؤكدا في القوت نفسه ثقته بقوة تحالف حزبه مع واشنطن التي يجب عليها تحمل مسؤولية كبيرة بإصدار موقف أوضح من القصف التركي.