من هو إيمانويل ماكرون؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

سياسي | 23 أبريل 2017

من هو إيمانويل ماكرون الذي اجتاز المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ما هي مسيرته، وبرنامجه، وما هي وعوده للشعب الفرنسي؟

حياة إيمانويل ماكرون شبيهة بألبوم صور متعدد الألوان. مواليد 1977، بدأ حياته بمسار تعليمي ناجح في أبرز المدارس،  والمعاهد الفرنسية وهي معهد "هنري 4" بباريس ثم معهد العلوم السياسية بباريس (2001) والمدرسة العليا للإدارة بمدينة ستراسبورغ (2002-2004) إضافة إلى مؤسسات تربوية عريقة أخرى.

خلال مشوراه الدراسي وقع إيمانويل ماكرون قبل أن يتجاوز الـ 16 سنة في غرام مدرسة للغة الفرنسية تدعى برجيت ترونيو والتي كانت تكبره بعشرين سنة. لكن بما أن العشق لا يبالي بالسن ولا باللون تزوجها بعد بضع سنوات، وما زالت تشاركه حياته إلى اليوم.

لعبت برجيت ترونيو دورا أساسياً في تألق نجم ماكرون سواء كان على الصعيد المهني أو السياسي، فمنحته الثقة الكافية لمواجهة التحديات التي يفرضها عالم السياسة على كل مرشح يريد أن يصل إلى المنصب الأعلى للسلطة. فبعد تخرجه من المدرسة العليا للإدارة في 2004، عمل كمفتش عام للمالية لمدة 3 سنوات، ثم انتقل بعد ذلك ليعمل في لجنة مهمتها إيجاد سياسة مالية تدعم الاقتصاد الفرنسي تحت رئاسة جاك أتالي، مستشار الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران.

في 2008، غادر عالم الإدارة العليا والتحق بمصرف "روتشيلد" ليكتشف أسرار البنوك والمالية. وفي حوار مع جريدة "لوموند"، علق ماكرون عن خبرته البنكية قائلاً:" لقد تعلمت مهنة، واكتشفت كيف يسير عالم المال والاقتصاد".

اقرأ أيضاً: ماكرون يدعو لاحترام كرامة اللاجئين السوريين بلبنان وعدم دفعهم للعودة

في 2012، التحق بالرئيس هولاند وعمل مستشاراً اقتصادياً إلى غاية 2014 ليعينه هولاند بعد ذلك وزيراً للاقتصاد محل أرنو مونتبورغ الذي استقال من منصبه. وعن هذا التعيين، قال ماكرون:" لقد طلبت من الرئيس أن يمنحني ساعة واحدة فقط للتفكير. كنت أريد أن أضمن أن تكون لي حرية كاملة في التصرف. في الحقيقة لست رجل النزاعات والخلافات، لكن الرئيس كان يدرك في نفس الوقت بأنني قادر على الاستقالة في أية لحظة".

دامت عهدة ماكرون الوزارية سنتين (2014- 2016 ) وظف خلالها خبرته في مجال البنوك لإعطاء دفعة جديدة للاقتصاد الفرنسي وتخفيض نسبة البطالة التي تطال ملايين الفرنسيين. لكن عندما غادر الحكومة، اعترف بوجود عوائق كثيرة في الشركات والإدارات الفرنسية تحول دون القيام بإصلاحات عميقة وكفيلة بإخراج فرنسا من الأزمة التي تمر بها منذ سنوات عديدة.

ولم يشرح ماكرون سبب استقالته من منصبه ولم يكشف عما إذا كان يفكر آنذاك في خوض غمار الانتخابات الرئاسية أو إذا كان بصدد تأسيس حزب سياسي. عمل ماكرون في الظل و بعيداً عن أنظار الإعلام إلى غاية تأسيس حركته " إلى الأمام" واستقطب عشرات الآلاف من المساندين، غالبيتهم من الشباب الذين يرون فيه الرجل السياسي النظيف الذي جاء بأفكار حديثة ويتحدث لغة أخرى غير لغة السياسيين الفرنسيين التقليديين.

يؤكد ماكرون في كل تجمع انتخابي شعبي على ضرورة ألا يكون هناك منبوذون ومنسيون في فرنسا وضرورة تحسين القدرة الشرائية للمواطنين في حال انتخابه رئيسا للبلاد وبالدفاع عن مشروع متناغم يقوم على رؤية شاملة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق