فرنسا.. الساعات الأخيرة قبل الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية

الانتخابات الفرنسية
الانتخابات الفرنسية

سياسي | 21 أبريل 2017 | روزنة

بعد اعتداء الشانزليزيه في باريس الذي أدى إلى مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين بجراح، برز سؤال رئيسي حول تأثير هذا الاعتداء على الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تبدأ دورتها الأولى، بعد يومين من وقوع الحادث.

آخر استطلاع للرأي تم إجراؤه قبل الاعتداء، وتورده إذاعة "مونتي كارلو الدولية"، يضع مرشح الوسط إيمانويل ماكرون في المقدمة تليه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن ثم مرشح الجمهوريين، اليمين التقليدي فرانسوا فيون، ويليه بفارق ضئيل مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلانشون.

الخبرة التاريخية الخاصة بالانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2012، حيث وقع اعتداء إرهابي أثناء تلك الحملة الانتخابية، تفيد بأنه لم يؤثر على توجهات تصويت الناخبين الفرنسيين، ولم يؤد إلى تعديل نتائج الانتخابات.

ولكن الوضع يختلف عام 2017، بعد أن واجه الفرنسيون اعتداءات إرهابية واسعة النطاق مثل اعتداء "شارلي ايبدو"، وسلسلة اعتداءات باريس عام 2015، وهم يصوتون في هذه الانتخابات تحت ضغط حالة الطوارئ والمخاوف التي تصاحبها.

وإذا كان عدد من المرشحين رفضوا استثمار اعتداء الشانزليزيه سياسياً، فإن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن صعّدت من اللهجة، مؤكدة أن أول إجراء ستتخذه في حال انتخابها هو طرد كل الأجانب الواردة أسماؤهم على قائمة المشتبه بعلاقتهم بالإرهاب، أو إمكانية تحولهم إلى القيام بنشاطات إرهابية، وإغلاق الجوامع السلفية ومنع الجمعيات التي تتبنى هذا الفكر.

اقرأ أيضاً: ايمانويل ماكرون.. يفوز برئاسة الجمهورية الفرنسية



إلا أن فرانسوا فيون مرشح حزب "الجمهوريون" من اليمين التقليدي، يمكن أن يتمتع بمصداقية أكبر في هذا الإطار، لأن مكافحة التطرف الإسلامي كانت محوراً رئيسياً في حملته الانتخابية منذ البداية، وأصدر الرجل كتاباً قبل بضعة أشهر من الانتخابات تحت عنوان "هزيمة الشمولية الإسلامية"، اعتبر فيه أن الأصولية الإسلامية هي الخطر الكبير الذي يهدد فرنسا وينبغي التصدي له، وأعلن انه ينظر ويتعامل مع أزمات الشرق الأوسط انطلاقاً من قضية مسيحيي الشرق ضحايا التطرف الإسلامي.

في المقابل، يظل حديث ايمانويل ماكرون مرشح الوسط عاماً، حيث اقتصر على الدعوة إلى عدم الانسياق وراء مشاعر الخوف والذعر، وحماية العملية الانتخابية من الاضطراب، وأشار بعض المراقبين إلى أن صورته في هذا الموقف تبدو باهتة كمسؤول قليل الخبرة في مواجهة الأزمات.

ولم يتميز مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلانشون بتقديم مقترحات محددة في مواجهة موجة التساؤلات والمخاوف التي برزت في الشارع الفرنسي بعد اعتداء الشانزليزيه.

من حيث الشكل، يتميز خطاب مارين لوبن، وفرانسوا فيون، في إطار هذا الاعتداء بالتشدد والمباشرة من حيث توجيه الاتهامات وتحديد مصادر الخطر، ولكن مرشح حزب "الجمهوريون" فيون، يبرز كأول من طرح هذه القضية وأسس لها نظريا باعتبارها محوراً أساسياً في حملته.

ويبدو أنه سيكون المستفيد الأول مما حدث في الشانزليزيه، إذا كان لهذا الاعتداء تأثير فعلي في نتائج الدورة الأولى.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق