بعثت عمدة مدينة زيوريخ في سويسرا، برسائل إلى آلاف المقيمين الأجانب في المدينة حثتهم فيها على التقدم بطلب للحصول على الجنسية السويسرية قبل أن يصبح ذلك أكثر صعوبة بحلول السنة القادمة.
وأثارت تلك الرسائل من عمدة المدينة حفيظة البعض من المواطنين السويسريين في عاصمة المال والأعمال.
وأفادت يومية "20 دقيقة" المجانية أن عمدة زيوريخ، كورين ماوخ، وجهت رسائل إلى 40 ألف مقيم أجنبي في المدينة تحثهم فيها على أن يصبحوا مواطنين سويسريين. وقال نات باشتولد، المتحدث باسمها للصحيفة: " إن نظامنا الديمقراطي سيتعزز أكثر إذا ما أمكن للمزيد من الأشخاص المشاركة في التصويت".
في المقابل، تعرضت خطوة توجيه الرسائل عن طريق البريد إلى الإنتقاد من طرف كلاوديو زانيتي، النائب البرلماني عن حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي) في زيوريخ، الذي أعرب عن امتعاضه لتحميل دافعي الضرائب تكلفة هذه الإرساليات.
وذكرت وكالة الأنباء السويسرية، أنه من ابتداءً من 1 كانون الثاني المقبل، ستتراجع فترة الإقامة المطلوبة لعمليات التجنّس غير المُيسرة من 12 عاماً حالياً إلى 10 أعوام، ولكن سيتعين على المترشحين الحصول على درجة إجادة اللغة، والإقامة في كانتون واحدة لفترة معينة. كما أنه لن يُسمح إلا للأشخاص الحائزين على وثيقة إقامة من فئة C بتقديم طلب للحصول على الجنسية.
اقرأ أيضاً: سوريا.. سودق سوداء لأداء شعائر الحج والعمرة
في الواقع، كانت الخطط الرامية إلى تشديد بنود قانون الجنسية السويسرية معلومة للجميع منذ عامين تقريباً وهو ما أدى إلى حصول نتائج مذهلة. ففي عام 2015، سجّل عدد المقيمين الأجانب الذين حصلوا على الجنسية السويسرية ارتفاعاً هائلاً بزيادة 19% عن المستوى الذي تم بلوغه في العام السابق.
وفي جنيف التي تحتضن المقر الأوروبي للأمم المتحدة والعديد من الوكالات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية الأخرى، زاد عدد المواطنين السويسريين الجدد عن ضعف عدد المتجّنسين في عام 2015 ليستقر في حدود 6000 شخص تقريباً.
وطبقاً لصحيفة "20 دقيقة"، تلقّى المقيمون الأجانب في مدينة بازل شمال البلاد بدورهم رسائل ممائلة، فيما تفكر السلطات في مدينتي لوتسرن و سانت غالن حالياً في انتهاج مقاربة "استباقية" لتشجيع المعنيين على الإنخراط في مسارات التجنّس.
ومن الجدير بالذكر أن الناخبين السويسريين، وافقوا في 9 شباط 2014 على استفتاء يقضي بتقليص عدد الأجانب الذين يدخلون سويسرا، وبعد عامين قُوبل اقتراع آخر على مقترحٍ يدعو إلى طرد آلي للمجرمين الأجانب بالرفض. وفي فبراير 2017، أيّد الناخبون مبادرة شعبية أخرى تدعو إلى تيسير حصول أبناء الجيل الثالث (أي الذين قدم أجدادهم إلى سويسرا) على الجنسية السويسرية.
وتمنح السلطات السويسرية في الوقت الراهن بعد اجراءات معقدة لطالبي اللجوء، اقامة من الفئة F (لجوء انساني مؤقت) التي تحد من حقوق حامليها في التنقل والسفر والتعليم وحتى المساعدات، فضلاً عن انعدام الأمل بتاتاً بالحصول على الجنسية السويسرية في المستقبل.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)