أبو حطب يسعى لدى واشنطن وأنقرة لإنقاذ سد الفرات

أبو حطب يسعى لدى واشنطن وأنقرة لإنقاذ سد الفرات
أخبار | 29 مارس 2017

كشف رئيس الحكومة المؤقتة، جواد أبو حطب، اليوم الأربعاء، أنه التقى مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، وكذلك مسؤولين أتراك، في إطار المساعي لإنقاذ سد الفرات من الانهيار في ظل تواصل العمليات العسكرية على مقربة منه.

وقال أبو حطب في مؤتمر صحفي مشترك مع مهندسين عملوا سابقاً في سد الفرات، إنه "أجرى بحث منذ يومين مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية في واشطن الوضع في الرقة وبشكل خاص المخاطر الناجمة عن استمرار العمليات العسكرية قرب سد الفرات".

وكشف أبو حطب، أن "وفداً من الحكومة المؤقتة سيجتمع غداً الخميس مع الحكومة التركية لبحث عدة نقاط بينها إمكانية تخزين جزء من مياه نهر الفرات في تركيا للتخفيف عن السد".

إقرا أيضاً: مقتل مدير سد الفرات بغارات للتحالف الدولي

كما حذَّر رئيس الحكومة المؤقتة، من "عملية تهجير قصري لسكان وادي الفرات هرباً من انهيار محتمل للسد"، مشيراً إلى أن "انهيار السد له تداعيات كبيرة على الشعب السوري كاملاً".

ولفت إلى أن "النظام السوري وروسيا والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش مسؤولون عن تدهور وضع السد". 

الوضع الراهن في السد واحتمالات تدهور وضع السد

ذكر المهندس، هيثم بكور، وعمل في سد الفرات حتى 2015، أن "غرفة العمليات في السد محترقة، ومنسوب المياه في البحيرة بدأ بالارتفاع ما يشكل خطراً على محط التحويل الكهرومائية في السد".

وتابع أن "خروج المحطة عن العمل سيؤدي إلى غرق في المحطة وخروج التجهيزات الميكانيكية والكهربائية ضمن السد عن الخدمة، ويتحول السد مع المحطة إلى كتلة من الإسمنت والحديد"

وبالتالي سوف يؤدي ذلك إلى ارتفاع منسوب المياه في بحيرة الطبقة فوق القيم التصميمية، أي فوق 303 متر فوق سطح البحر، مما سيؤدي إلى انهيار السد، وتستغرق العملية حتى الانهيار حوالي 30 يوماً إذا لم تتخذ إجراءات معينة، وفق بكور.

غرفة العمليات في سد الفرات

مخاطر انهيار السد على سكان الرقة ودير الزور وكذلك على الأنبار العراقية

حذر ابراهيم العدهان، وهو مهندس سابق في سد الفرات، من تداعيات انهيار سد الفرات، وبيَّن أنه في حال انهيار السد ستنطلق موجة من المياه وستصل إلى الرقة بارتفاع 12 متر مع طاقة كامنة كبيرة.

وأضاف أن موجة المياه ستصل إلى دير الزور بارتفاع 5 امتار، وثم تتجه عبر مجرى النر إلى ريف دير الزور الجنوبي حتى البوكمال.

ولفت إلى أن نحو مليوني شخص يقطنون وادي الفرات مهددون في حال انهيار السد، إضافةً إلى خسائر كارثية على البنية التحتية من سدود صغيرة ومحطات ري ومياه شرب على مجرى السد، فضلاً عن الخسائر في الثروتين النباتية والحيوانية.

قد يهمك: سد الفرات في خطر إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة

بدوره، قال رئيش المركز العراقي لحل النزاعات، سعد الخالدي، إن محافظة الأنبار العراقية الحدودية مع سوريا مهددة بشكل كبير في حال انهار سد الفرات، إذ أن المياه ستغمر المحافظة وربما تصل إلى المحافظات المجاورة وهي بغداد وكربلاء، وبابل الأثرية.

ولفت الخالدي، إلى أن الأزمة الناتجة عن انهيار سد الفرات تفوق بكثير الأزمة التي التي أحدثتها سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الأنبار لمدة عامين.

أهم الخطوات المقترحة لمنع انهيار سد الفرات

أكد المهندس بكور، أن وقف العمليات العسكرية قرب السد وفي محيطه في رأس الخطوات لوقف التهديد المتواصل على السد،إضافةً إلى السماح لورشات الفنيين من الوصول إلى السد، والتقليل من كمية المياه الواردة إلى السد من منبع النهر في تركيا.

كما يحتاج الفنيون إلى تركيب مولدات مناسبة لتغذية الرافعة الإطارية في أعلى المحطة لرفع بوابات المفيض، وتأمين مولدة ديزل 500KVA  ووضعها بجانب الرافعة الإطارية، ومولدة 200KVA لتغذية بوابات مأخذ الري.

وسبق أن حذَّر خبراء من أن أكثر من "300 بلدة وقرية ومدينة" ستختفي من الوجود، في حال انهيار سد الفرات وطوفان مياهه إلى اليابسة، وستتكون موجة ارتفاعها 9 أمتار تجري بسرعة 7.5 أمتار في الثانية، على مساحة 119 كيلومتراً مربعاً ستغرق 67 مركزاً سكنياً بما فيها الرقة.

وتتواصل المعارك قرب منطقة سد الفرات بين "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي من جهة وبين تنظيم "داعش" من جهة أخرى، في إطار عملية "غضب الفرات" التي تقودها "سوريا الديمقراطية" بهدف طرد التنظيم من الرقة، معقله الرئيس في سوريا.

يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق