باشرت وزارة الدفاع الأمريكية التحقيق حول مسؤولية سلاح الجو الأمريكي عن مقتل نحو 300 من المدنيين السوريين والعراقيين في ثلاث مجموعات من الغارات خلال الشهر الجاري.
وذكرت قناة (سي ان ان – بالعربية) عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن هناك مزاعم بسقوط ضحايا من المدنيين في جميع الحالات الثلاث، لكن كل حالة مختلفة ومعقدة. وأضاف المسؤول، ليس هناك دليل على عدم اتباع الإجراءات العسكرية الأمريكية التي تحكم تنفيذ الغارات الجوية، كما أن الولايات المتحدة لا تفكر في وقف العمليات العسكرية.
اقرأ أيضاً: إعلامية لبنانية ترفع أول دعوى قضائية ضد نصر الله
وأوضح مسؤولون أمريكيون، أن احتمال اسقاط الجيش الأمريكي لضحايا بين المدنيين يُبرز مدى التحدي المتزايد المتمثل في شن غارات جوية متزايدة على الأحياء المكتظة بالسكان في غرب الموصل والرقة.
الواقعة الأكبر حدثت في غرب الموصل، ويحاول الجيش الأمريكي تحديد ما اذا أسفرت القنابل التي أسقطتها الطائرات الحربية الأمريكية ما بين 17 – 23 آذار الجاري، عن سقوط أكثر من 200 مدني.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون: "شنّ التحالف عدة غارات بالقرب من الموصل، وسنقدم هذه المعلومات إلى فريق التحقيق بشأن الضحايا المدنيين".
وكانت قوات التحالف الدولي أعلنت السبت، أنها فتحت تحقيقاً رسمياً حول سقوط ضحايا مدنيين غرب الموصل، مؤكدة أن البيانات من تلك الفترة الزمنية تؤكد وقوع ضربات عسكرية ضد قوات تنظيم داعش، في الموقع الذي تفيد تقارير بوقوع ضحايا من المدنيين فيه في 17 آذار الجاري.
وأضاف البيان، "أن التحالف يأخذ كافة الإدعاءات عن وقوع ضحايا مدنيين على محمل الجد"، وقد فتح تحقيقاً لتحديد الوقائع المحيطة بهذه الحادثة، وصحة الإدعاء بأن الضحايا من المدنيين.
قد يهمك: خلافات في صفوف المعارضة وتهديد بالإنفصال تسبق جلسات جنيف
وقال رئيس مجلس محافظة نينوى في العراق، بشار الكيكي، أن نحو 200 شخصاً قتلوا في الأحياء الغربية من الموصل وأحياء الأمل، واليرموك في غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والقوات الجوية العراقية في 22 و 23 آذار، وطالب المسؤول العراقي بوقف العمليات العسكرية في المنطقة حتى ضمان سلامة المدنيين.
وأضاف الكيكي، أن أغلب القتلى هم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، متابعاً: "أعضاء مجلس محافظة نينوى يناشدون قوات الأمن العراقية وقف العمليات العسكرية في هذه المناطق فوراً، حتى نضمن سلامة مئات الآلاف من المدنيين".
كما بدأ الجيش الأمريكي تحقيقاً رسمياً في غارة جوية جرت في 16 آذار بشمال سوريا حيث ذكرت تقارير محلية أن أحد المساجد تعرض للقصف، وقُتل ما لايقل عن 40 شخصاً. وقال البنتاغون إنه لم تقع أي اصابات بين المدنيين في غارة 16 آذار، رغم أن العديد من تقارير وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت صوراً لاستخراج جثث من تحت الأنقاض.
وفي الساعات الأولى التي تلت غارات الطائرات الأمريكية، أصرّ البنتاغون على أنه لم يُصب سوى مبنى يبعد نحو 40 قدماً عن المسجد، الذي قيل إن اعضاء تنظيم القاعدة كانوا يعقدون اجتماعاً فيه.
وقال الكابتن جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون، للصحفيين في 17 آذار: "لا نقيّم حالياً وقوع ضحايا من المدنيين، كما تعلمون. نحن نتخذ دائماً اجراءات استثنائية للتخفيف من الخسائر بين المدنيين إثر عملياتنا.
وفي الواقعة الثالثة، تقوم القيادة المركزية أيضاً بمراجعة غارة جوية على مدرسة، قرب الرقة السورية، وقال نشطاء محليون إن الغارات الجوية ربما قتلت أكثر من 30 مدنياً كان يبحثون عن مأوى هناك.
واعترف المسؤول الأمريكي، بأن الولايات المتحدة تنفذ غارات في تلك المنطقة. وتحاول القيادة المركزية تحديد ما إذا كانت قد أصابت المبنى الصحيح، وما إذا كان هناك مدنيون داخل المبنى لم يعلم عنهم المسؤولون الأمريكيون.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)