هاكوب وانيسيان، فنان ومصور فوتوغرافي من مواليد حلب، يجسد من خلال معرضه الأخير "الإنسانية المُغيبة"، في متحف "حضارات الشرق" العريق في موسكو ما تعرضت له مدينة حلب من دمار وتخريب، وما يعانيه سكانها وسكان سوريا بشكل عام جراء الحرب وويلاتها.
وعن بداية احترافه فن التصوير الفوتوغرافي يقول هاكوب وانيسيان لبرنامج "فن الحياة" في قناة روسيا اليوم: بدأت التصوير التوثيقي عام 1999 وأقمت عدة معارض في حلب، لست مصوراً حربياً، لكن الظروف التي عشتها في حلب جعلتني أشعر بواجب توثيق وتصوير ما يجري، ليراه العالم أجمع.
أقام وانيسيان في عام 2014 في دار الأوبرا بدمشق معرضه الأول "حلب.. حضارة ورماد"، وضم المعرض أكثر من 50 صورة فوتوغرافية تعكس واقع الحياة في مدينة حلب، وهي صور ضوئية بالأبيض والأسود، حاول أن يوجه رسالة إلى كل السوريين من خلال المعرض مفادها، بأننا نفقد حضارتنا وتاريخنا.
وبعد مغادرته سوريا مع عائلته إلى الولايات المتحدة، أقام الفنان السوري الأرمني عام 2015 معرضاً في مدينة نيويورك، في مقر الأمم المتحدة كان هدفه عرض الواقع السوري على العالم عبر الأمم المتحدة، وتعمد في اختيار صوره إظهار الأطفال والدمار الذي حل بحلب، ولاقى المعرض قبولاً كبيراً.
اقرأ أيضاً: التوصل لتفاق في حي الوعر بضمانة روسية
ويضيف وانيسيان، أنه أقام بعد ذلك معرضاً في مدينة أضنة التركية، حيث شهد المعرض حضوراً كثيفاً للمواطنين الأتراك، وضم حوالي 45 صورة وراء كل منها حكاية ورسالة سعى لإيصالها، بأن السوريين سيعودون لبناء بلدهم.
يشرح هاكوب وانيسيان سبب اختياره تصوير مشاهد الواقع السوري بالأبيض والأسود، بأن المأساة لا تحتاج إلى ألوان، والأبيض والأسود يعبر أكثر عن آلام السوريين..
ويضيف: أحاول التقاط اللحظة بعفويتها، وكنت حريصاً في صوري على إظهار البيوت والأماكن المدمرة كما هي، لأن التوثيق هو غايتي في إيصال رسالة الصورة وحكاية تفاصيلها، ومعظم صوري (نيجاتيف) حتى لا أدع مجالاً للتغيير فيها بأي شكل كان، ومن هنا تأتي أهمية التصوير الفوتوغرافي القادر على تخليد اللحظة.
ومن الجدير بالذكر أن أول استوديو للتصوير الفوتوغرافي في حلب، افتتح أوائل عام 1900 في ساحة باب الفرج على يد الأرمني هاريتون طولوميان، وكانت تساعده في العمل زوجته، وربما كانت أول امرأة تمتهن هذه المهنة في بلاد الشام كلها.
يمكنكم الاستماع للبث المباشر عبر الضغط (هنا)